لن نقدم للعدو إنتصاراً مجانياً

وجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رسالة الى عوائل الشهداء والمقاومين خلال مقابلة مع التلفزيون الايراني وقال ان الله ينظر اليهم بشكل خاص ومن بين احبتهم ومن اعز اشخاص من اولادهم واخوتهم وازواجهم اختار منهم الشهداء.وتابع نصر الله :” في هذه الحرب العظيمة استشهد اولادهم واحباؤهم وازواجهم في سبيل الدفاع عن الإسلام والمسلمين والأمة الإسلامية وكل شعوب المنطقة ودفاعا عن المقدسات. (لن ياتي يوم) نترك فيه ساحة الجهاد في كل مكان في العراق او اماكن اخرى فانا لا اتحدث عن ساحة معينة او عن حزب الله فقط بل اتحدث عن عوائل الشهداء في العراق وسوريا ولبنان وحتى اخوتنا في اليمن. اذا سيطرت هذه الجماعات التكفيرية على احد هذه البلدان لما بقي هناك شيء لا مقدسات لا عتبات مقدسة ولا بيت الله الحرام ولا المسجد النبوي الشريف ولا قبر النبي”.

وتناولت المقابلة حيزاً من حياة السيد نصر الله الخاصة وطريقة معيشته واسرته، اذ قال: “الإنسان يتعود على الوضع مع مرور الزمن. اولاً عائلتي تعودت على هذا الوضع خصوصا زوجتي واولادي. عائلتنا ليست كبيرة جدا ومعظم اولادي تزوجوا ويعيشون بشكل مستقل. فقط لدي ولد يعيش معنا. منذ 25 عاما استطعنا ان نتعود على هذه الظروف الأمنية والسياسية والاجتماعية. على كلٍّ نحن نرضى برضا الله وليس أمامنا خيار آخر لأننا قبلنا المسؤولية ويجب علينا ان نكملها”.

وطمأن نصر الله ان لا خوف على تلك المسيرة، ف”بعض الناس يتصورن ان فلان وعائلته يعيشون في حياة صعبة وقاسية جدا ومتعبون من هذا الامر، لا ليس كذلك نحن قمنا بحل هذه المشاكل منذ سنوات طويلة والوضع اصبح بالنسبة الينا عاديا جدا وعلى المستوى الروحي والعاطفي نعيش كباقي المجتمع.. “لا تقلقوا علينا”.

وتطرق نصر الله في الحديث الى أولاده الخمسة بينهم نجله الشهيد هادي، وقال: “ابدأ من الصغير. اسمه محمد مهدي، عمره تقريبا 15 او 16 عاما ويدرس في الثانوية وطبعا هو ليس متزوجا ويكمل دراسته. ولدي الاكبر منه محمد علي متزوج ولديه ولدان ويشتغل في احدى وحدات حزب الله. بعده ابنتي زينب متزوجة ولديها 4 اولاد وتكمل دراستها في الحوزة والجامعة وطبعا هي تعيش في بيتها بشكل طبيعي جدا.

وعلق نصر الله على ما يقال بان زوج ابنته “صهره” هو مرافقه الخاص، نافياً هذا الامر وقال: ” هو ليس من فريق المرافقة لكنه يعمل في احدى وحدات الحزب بعيدا عن التواصل المباشر معي. اساسا انا لا احب ان يشتغل معي اقاربي بشكل مباشر. علاقته معي فقط لأنه صهري كعلاقة اولادي واصدقائي واخوتي معي. ولدي الكبير اسمه محمد جواد وهو متزوج كذلك ولديه 4 اولاد وطبعا يعيش بشكل مستقل ويشتغل في احدى وحدات الحزب.”

وتابع نصر الله انه يمارس الرياضة قليلاً جدا، “بسبب ضغوط العمل. في الأشهر الأخيرة تركت هذه الرياضة القليلة للاسف لكن سأعود اليها ان شاء الله.”

وقال: “صراحة لا استطيع ان امارس الرياضة التي احبها. في الماضي كنت احب كرة القدم جدا وطبعا لا استطيع ان العبها منذ سنوات. منذ دخولي الى الحوزة العلمية كنت العب كرة القدم مع الطلاب دائما لكن اليوم ليس كذلك. الرياضة الوحيدة المتوفرة لدي هي المشي لكن المشي على جهاز تردميل الكهربائي وليس في منطقة مفتوحة.”.

وعن استعمال الإنترنت والهاتف وان كانت الظروف الأمنية تمنعه من ذلك قال الامين العام لحزب الله: “طبعا لا لأن هناك وسائل مختلفة من وسائل الإعلام الداخلي والدولي.انا اتابع كل ويمكن معظم هذه المحطات الإعلامية. يعني الوكالات والاعلام الداخلي وكذلك الإعلام الخارجي. واتابع وسائل الاعلام التي تنقل الأخبار بشكل عاجل، ثانيا صحيح انني لست على تواصل مباشر مع الإنترنت لكن اطلع دائما عما يقال في الإعلام وما ينشر هناك حتى اتابع فيديوهات قصيرة واخوتنا في مكتب حزب الله مشغولون يوميا بنسخها اما على الورقة أو على لوحات وانا اعرف ما يُطرح في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية واشاهد فيديوهات بشكل يومي.”

اما بالنسبة الى الأحداث، يتابع نصر الله “طبعا نحن لدينا شبكة التواصل الآمن او شبه الآمن والتي استطيع من خلالها ان اتواصل مع اي مسؤول في الحزب وليس لدينا اي مانع امني في هذا المجال.. اتواصل مع الجنوب مع البقاع مع القرى البعيدة جدا… وليست لدينا اي مشكلة في هذا الامر”.

وفي سياق متصل أردف نصر الله: “بعض الناس يتصورون انني جالس في نقطة تحت الأرض والتقي مع الآخرين فترة بعد فترة. لا ليس صحيحا هذا الكلام. كل وقتي اليومي مليء باللقاء مع مسؤولي الحزب ومع الإخوة وحتى الشيوخ من باقي المناطق وكذلك مع شخصيات سياسية طبعا كل هذه اللقاءات تجري بعيدا عن الإعلام. نجلس ونتحاور ونتبادل آلاراء ولاجل هذا الموضوع نحن على تواصل دائم للكشف عن تفاصيل الأحداث وما يجري حولنا.”

واكد نصر الله انه يتابع الصحف والإذاعة والتلفزيون بشكل سهل جدا، “انا حتى اذهب الى بعض المناطق. بعض الناس يتصورون انني لا استطيع ان اخرج من محل تواجدي. لا ليس كذلك انا اخرج دائما لكن بشكل غير علني يعني لا امشي في الشارع علنا. احضر الى المناطق بشكل غير علني واستطيع ان امشي في اي مكان واشاهد الناس عن قرب.”

وعن شعوره عندما يظهر فجاة امام الناس، قال: ” انا واياهم نتبادل شعور الحب والصداقة والاحترام دائما. هؤلاء يعبرون عن مشاعرهم وانا استقبل هذه المشاعر. هؤلاء قلقون علي بشكل دائم ويقولون لي الا اظهر في الملأ حتى لا اواجه اي خطر حتى احيانا هناك بعض الناس يقولون لي من بعيد اسرع واذهب ولا تكن في الملأ بهذا الشكل”.

وفي تعليقه على مسالة انه “مضطر ان يغير منزله مرتين او 3 مرات احيانا. وان كانت زوجته تشتكي من هذا الوضع؟ ألا تتعب من هذا الوضع ؟”.، قال نصر الله: “كما قلت لكم في البداية باننا تعودنا على هذا الموضوع يعني ممكن يشتكي الإنسان في الاشهر او السنوات الأولى ويمكن ان يشعر بالتعب او الصعوبة ولكن الأمر اليوم اصبح جزءا من عادتنا وحياتنا العادية”.

وعن كيفية تواصله مع عائلته ولقاء اقاربه، قال: ” من خلال الاتصال الهاتفي يمكنهم ان يتواصلوا معي وانا كذلك ونجهز مكانا لكي نلتقي كما قررنا هذا المكان وتفضلتم الى هنا والتقينا”.

وقال مقدم البرنامج: ” سماحة السيد انا غيرت اربع سيارات حتى وصلت الى هنا”، فرد نصر الله: ” قد تعامل الإخوة معكم بالرأفة لان بعض الناس يغيرون 5 او 6 سيارات حتى يصلوا الى هذا المكان”، مشدداً على هذه الإجراءات ضرورية و”نحن في حزب الله نتبع هذه الإجراءات مع الجميع حتى أقاربي وعائلتي لان مسألة الأمن مسألة هامة جدا ولا نستطيع ان نتهاون في هذا المجال. لا شك بانني عاشق للشهادة ولكن لا يجوز ان نتجاهل الأصول الأمنية ونقدم للعدو انتصارا مجانيا.”

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …