لكم إستقلالكم ولي إستقلالي

هو إستقلال ١٩٤٣ الذي تحتفلون به. هو اليوم الذي جمعت فرنسا قواتها وخرجت من لبنان بعد أن إرتكبت فينا سلسلة الجرائم التالية:

الجريمة الأولى تمثلت بسلخ لبنان عن جذوره التاريخية والجغرافية في سوريا وفلسطين لتخلق كياناً هشا هزيلاً بمستحيلاته الثلاث، لا إستقرار لا تقسيم لا زوال

الجريمة الثانية تمثلت بتركيب الكيان الهجين من كتل طائفية لا يمكن لها إلا أن تتقاتل

الجريمة الثالثة نصت على وضع مقدرات البلد وسلطاته في يد طائفة واحدة إستعبدت باقي الطوائف دهرا ولا زالت تحاول

أما أم الجرائم فهي في إستقلال وطن ثلثي أبنائه منتشرين في أرجاء العالم بحثا عن الكرامة ولقمة العيش فيما الثلث الأخر مسجون في سجن كبير يتلوى ويتلوع فيه عشرات المرات يومياً

هذا هو إستقلالكم، هنيئا لكم وتنعموا به!

أما إستقلالي فهو من مقام آخر حبذا لو تفقهوه.

أريد أن أعيش في أرضي وبلدي حراً كريماً أمارس قناعاتي ومعتقداتي بحرية. لا أريد أن أكون مواطن الدرجة الثانية بسبب معتقدي أو انتمائي. أريد وطناً لا تكون فيه الوطنية والشرف والعمالة والسفالة وجهة نظر. لا أريد وطناً يمنع علي فيه إنتقاد المجرم واللص والغلام لمجرد أنه زعيم العصابة الثانية أو الثالثة. لا أريده وطن عصابات.

إستقلالي يعتبر إبن فلسطين المقاوم بحجر وإبن سوريا الفخور بعروبته وإبن مصر الشريف العاشق لنيله أخوة وأبناء وطن واحد. هو إستقلال يضمن بأن جاري اللص المجرم يحاكم ويربى ولايترك له المجال ليتحكم بمصيري. إستقلالي يرفض مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ويرجم مبدأ أنصر أخاك ظالما أو مظلوماً.

إستقلالي مستمد من الله يحميه رجال الله ويمهد طريقي إلى مملكة الله أما إستقلالكم فنفاق وكلام كثيره فعل شيطان وهو حتما موصلكم لحليفكم الشيطان!

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …