المصدر: “النهار”
أسرار شبارو
17 تشرين الأول 2014 الساعة 19:38
في الهواء معلقة، وعلى الطاولات ممددة وداخل أوعية ملوثة، من غير تاريخ صلاحية ولا غطاء يحجبها عن كل ما هو مقزز في الهواء كدخان السيارات، الأوساخ حولها في كل مكان والذباب لا يفارقها، أما الروائح التي تفوح هناك فلا مثيل لها في كل لبنان… إنها اللحوم في سوق صبرا،” السوق الأول لتجارة اللحم والخضار”، وفق تجاره وباعته.
لم تكتف الملاحم في هذا السوق بانعدام الشروط الصحية بل أبت الا أن تحمل شعار “قذارة ما بعدها قذارة”، الدماء على الجدران كبصمة تثبت بالجرم المشهود أن النظافة لا مكان لها هناك… النفايات مرمية على الارض على مقربة من اللحوم أما ملابس البائعين فتظهرهم، وكأنهم خارجون للتو من جريمة قتل.
“في النهار يجمع السوق بين محلات اللحمة وعربات بيع الخضار، ليتحول عند الساعة الثانية فجراً إلى سوق للحمة فقط، حيث تبدأ الشاحنات الآتية من مسلخ بيروت والمحملة باللحوم بالتوافد، التجار يكونون بالانتظار من جميع المناطق، الضاحية، الجنوب، البقاع، الجبل وكسروان وغيرها، فهذا السوق الذي يضم ما يقارب الخمسين ملحمة يوزع على كل لبنان وعلى جميع مطاعمه”، بحسب ما قاله يوسف ابن المنطقة و”المصلحة”. وأضاف: “الذبح والختم في الكرنتينا والبيع هنا سواء بالجملة أو المفرق، هنا الرخص، كيلو اللحمة بـ 12 و13 ألف للبقر أما كيلو الغنم فيراوح سعره بين 15 و 25 ألف، في حين يتم بيعها خارج السوق، على سبيل المثال، بـ20 الى 22 الف للبقر وبين 25 إلى 40 الف خارج السوق”. وعن سبب رخص الاسعار، أجاب: “لأنهم يخافون الله، والبيع يكون بكميات كبيرة”.
وعما اذا كانت وزارة الصحة تراقب ما يحصل، قال: “المراقبون يأتون كل اسبوع، يتم رشوتهم بمبلغ من المال ويغادرون من غير ان يلقوا نظرة “، وعن وزارة الاقتصاد “ايا وزارة اقتصاد نحنا هون”.
وتساءل يوسف: “هل من العيب أن تكون الاسعار ارخص من باقي المناطق، فهنا صبرا أم الفقير”، ليقاطعه صديق له بالقول “المشكلة أنه يتم تعليق اللحم بدلاً من وضعه في البرادات، كما أن العين تأكل قبل الفم، أنا لا اشتري اللحم سوى من محلين محددين، على الأقل اللحمة مغطاة ولا رائحة “زنخة” لها وان كان سعر الكيلو 15 ألف فأنا أعلم أني أدفع 2000 ليرة زيادة ثمن النظافة وهذا لا يزعجني”.
الرقابة مفقودة
رئيس جمعية حماية المستهلك زهير برو تحدث لـ”النهار” عن الشروط الصحية لسلامة اللحمة قائلاً ” يجب ان تكون عملية الذبح والحفظ والنقل من المسلخ جميعها مؤمنة، مع تبريدها حتى وصولها الى الملاحم. ويتطلب الامر توافر شروط صحية حديثة فيها تبدأ من التهوية للتبريد والبلاط الى معالجة النفايات وصولاً لنظافة العاملين وحصولهم على الشروط الصحية وعلى شهادة صحية، اضافة الى مراقبة المراقبيين الصحيين ومديرية حماية المستهلك والبلديات”.
وأضاف: “اليوم مصدر اللحم اللبناني هو المسالخ وبخاصة مسلخ بيروت، الذي هو كناية عن هنغار يتم فيه الذبح، لا يوجد فيه ادنى مقومات المواصفات الحديثة لسلامة الغذاء، فحتى لو كانت الملحمة نظيفة، فإن مصدر اللحمة ملوث”.
وقال ان “سلامة الغذاء هي سلسلة متكاملة اذا ضربت في مكانٍ ما لا تعد صالحة، لذلك نحن دائماً نطالب بقانون لسلامة الغذاء يضع كل الآليات الخاصة في سلسلة الغذاء. فطالما لا يوجد مثل هكذا قانون واجهزة رقابة تعمل على هذه الاسس، ستبقى سلامة الغذاء في لبنان غير موصوفة”.
وفي رأيه، “لا يوجد أدنى حد من الرقابة ليس فقط على صعيد الغذاء بل على مختلف الصعد”، ويقول: “نحن كجمعية يقتصر دورنا في الدفاع والتقاضي عن المستهلكين، لكن لا يمكننا القيام بالضبط الذي هو من صلاحية البلديات والوزارت المعنية التي تسمى الضابطة العدلية”.
لا تعليق
في المقابل رفض رئيس بلدية بيروت بلال حمد في اتصال مع “النهار” التعليق على الموضوع معتبراً الأمر من صلاحيات المحافظ.
اعراض تصل إلى الوفاة
أما أعراض التسمم باللحم الفاسد، بحسب دكتورة الصحة العامة نهلة معكرون، فتظهر على شكل غثيان و إسهال مترافق مع ألم في البطن و تقلصات مؤلمة في المعدة يرافقها ارتفاع حرارة الجسم. هذه الأعراض تبدأ خلال ساعات من تناول اللحم الفاسد وقد يسبب بعضها وفاة المصاب.