كتب محمد طراف
ممّا لا شكّ فيه أنّ هناك حالة من التخبّط يعيشها المناوئون لفكر السيد فضل الله في الآونة الأخيرة، وبخاصة بعد خطاب السيد نsرالله الذي أصاب منهم مقتلًا. فبدأ هؤلاء بمحاولات حثيثة لقلب ظهر المجنّ على هذا الأمر الذي لم يكن في حسبانهم، فمنهم من سلّم ومنهم من لا زال يحاول وكأنّ شيئًا لم يكن،
ومنهم من لا يزال يلعب اللعبة القذرة نفسها، بالبهتان والتضليل والافتراء بخلط المديح بالتزوير. وهنا مقصد كلامنا…
إنّ ما اعتقده السيد فضل الله من أفكار وقاله من معتقدات، دفع ثمنه ربع قرن من الحرب الشعواء، وذهب إلى ربّه ولم يداهن أو يتنازل عمّا كان يؤمن به، سواء في العقيدة أو الفقه أو التاريخ ونظرته إليه. ونحن بدورنا كنّا على المبدأ ذاته ولم نحد ولن نحيد. وما تركه السيد فضل الله من أفكار، لا يحقّ لأحد أن يغيّر فيها، ولا يستطيع أي شخصٍ كان، قريبًا أو بعيدًا، صغيرًا أو كبيرًا، أن يحرّف كلمة واحدة مما اعتقده، أو أن يداهن ويساوم عليه مهما عظُم الأمر…
وهذا ما يحاول البعض الآن الافتراء عليه به، بأنّه كان(أي السيد فضل الله) لديه رأي مغاير لما كان يعتقده من بعض الآراء التاريخية، وبخاصة حول سيدة نساء العالمين السيدة الزهراء عليها السلام، وأنّه كان يعتقد بثبوت كل ما جرى، وأنّ رأيه في العلن هو بخلاف رأيه الخاص، وما رأيه إلا تنازلًا من أجل الوحدة…
يقول السيّد فضل الله: “إنّ ما أقوله في السر لا أستحي منه في العلن”، وهذا كان ديدنه الذي يدين الله به، و”الحقيقة أمانة الله عندي”، وبخصوص الحادثة التاريخية هو يقول بصراحة إنّ ليس لديه دليل قاطع على الإثبات، وليس لديه دليل أيضًا على النفي. وهو يناقش ما جرى تحليلًا فقط. وهذا مثبت في كتبه ومحاضراته ودروسه، ومن أراد فليراجعها، ولا يعتمد على ما حاول تزويره الكثيرون بالبهتان والافتراء…
نقول لهؤلاء، إنّ ما أغمض السيد فضل الله عينيه عليه، لن نحيد عنه، وحيلكم الشيطانية لن تمرّ ما دام فينا عرق ينبض، وما دام في العمر بقيّة، وإن فكّرنا بغير هذا، فسيستبدل بنا الله قومًا غيرنا… هو أطلق فكره في الهواء الطلق، ونحن نتنفّسه، ونحيا به، ومن أراد الإخلاد إلى الأرض، فلن نحمل عليه… والسلام