لإدانة العملاء

نبيه عواضة
تاريخ المقال: 16-06-2014 01:52 AM
بدت أجسادهم نحيلة وهم يجولون باحات المعتقل المدمر. استجمع الأسرى المحررون ما علق في بالهم من ذكريات عن سنوات قضوها خلف القضبان ليرووها لبعضهم البعض بسرد لا يخلو من الفكاهة، على الرغم من المرارة. عدد منهم اصطحب معه أطفاله شارحاً لهم عن كل سجّان وجلاد وقد عُلّقت أسماؤهم على لوحة مدخل المعتقل، ملبين دعوة هيئة ممثلي الأسرى للاعتصام في معتقل الخيام احتجاجاً على تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي بشأن اعتبار عملاء لحد ضحايا. وهو أمر رأى فيه الأسرى المحررون إهانة لعذاباتهم وسني أسرهم، وتبرئة لمن ارتكب الجرائم وقد صدرت بحقه أحكام غيابية عن المحكمة العسكرية في بيروت وصل بعضها الإعدام.
الاعتصام الذي شارك فيه أسرى من عدد من الأحزاب، لا سيما من «الشيوعي» و«حزب الله» و«حركة أمل»، أقيم قرب عمود التعذيب الشهير في المعتقل، حيث استشهد عدد من زملائهم وهم معلقون عليه، من بينهم علي حمزة الذي استشهد جراء البرد الشديد بعد أن ظل ليلة كاملة معلقا به وهو عارٍ تماماً.
تحلق في المكان عدد من الأسرى من مختلف التنظيمات والقرى، وتحدث باسمهم المحرر أنور ياسين، مشدداً على ضرورة أن يتراجع الراعي عن تصريحاته وأن يترك أمر البت بملفاتهم للقضاء اللبناني، فهو «الجهة الصالحة لإعلان الإدانة أو البراءة».
ثم كانت كلمة لرئيس جمعية مناهضة التطبيع مع إسرائيل الدكتور عبد الملك سكرية، أشار فيها إلى أن القانون اللبناني الذي يحظر على أي فرد، سواء كان شخصاً عادياً ام معنوياً، من زيارة أراضي العدو، معتبراً أن ما صدر من تصريحات بشأن العملاء يمثل سابقة خطيرة.
حمل المحررون لائحة بأسماء العملاء الذين فروا إلى فلسطين المحتلة. نظر إليها المحرر ابراهيم كلش ثم سأل زميله السابق في الزنزانة احمد طالب: «إذا كان هؤلاء ضحايا، فمن نكون نحن؟».
سؤال برسم كل معني بملف الأسرى والشهداء.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …