كيد المؤمنين وفيه ثلاثة أوجه. ان يكيد مؤمن للآخرين أو أن يكيد أحدهم بالمؤمنين أو أن يكيد مؤمن بمؤمنين وكلها معانٍ مقصودة بهذا النثر.
تقول القاعدة القرآنية الإيمانية بأن على المؤمن أن يكون شديدا على الكفار رحيماً بالمؤمنين. للإختصار يمكن وعلى الأحوط الأحرص الأغلب اعتبار أبناء طينتنا ومجتمعنا وبيئتنا مؤمنين. اللهم الا من شاء المجاهرة بالكفر وهي فئة قليلة لا يعتد بها في مورد الحديث هذا.
اذا نحن نعيش في مجتمع “المؤمنين”. وإذا اعتبرنا اننا كمؤمنين ننفذ حكم الدين بالتراحم بيننا فكيف لنا أن نفسر الوارد أدناه من مؤمنين بحق مؤمنين آخرين.
– تكفير من يخالفك الرأي في تفاصيل غير قرآنية غير متفق عليها
– لعن الآخرين وما يؤمنون به
– ازعاج الجار وما حوى من أصوات ورمي نفايات وإطلاق رصاص يبلغ حد تخريب الأملاك والقتل أحياناً
– طمس علم رجل دين عالم وورع في سبيل إبراز وتلميع رجل دين آخر بغض النظر عن مستوى ورعه وعلمه
– الغيبة والتشهير بمؤمنين وعلماء لأنهم يرفضون السير بجهل وترهات متوارثة
– منع الناس من حقوقها المدنية والإنمائية من قبل من من الله عليهم بنعمة السلطة
– إعارة الأذن الطرشى ممن هم في موقع مسؤولية وموقع خدمة الناس للناس
– احتكار وتوارث السلطة خدمة للمصالح الشخصية وبعيدا عن إيفاء الناس حقوقها
– استخدام السلطة لبناء جماعات ومحسوبيات تنمو سرطانيا وتعتدي على العامة
– … وتطول اللائحة
نتيجة لهذا الإستعراض نرى أن من نقول بهم مؤمنين سرعان ما يتحولون الى نقمة على المجتمع اذا ما مكنوا من قوة او سلطة أوجاه. هم إذا يمتحنون من البارئ عز وجل ويبتلون كما قال عز من قائل نبلوهم بالخير والشر فتنة! وإذا ما افتتنوا نراهم يسقطون ويعتدون فيخرجون على الدين وأهله.
نسأل الله العفو والعافية وأن يهدينا ويهدي “المؤمنين” سواء السبيل.
نضال