النائب الاول لرئيس الجمهورية والامين العام لحزب الدعوة الاسلامية يوجه كلمة بمناسبة حلول الذكرى السنوية لوفاة سماحة أية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
وجه النائب الاول لرئيس الجمهورية والامين العام لحزب الدعوة الاسلامية السيد نوري كامل المالكي كلمة بمناسبة حلول الذكرى السنوية لوفاة سماحة أية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله وفيما يلي نصها :
بِسْم الله الرحمن الرحيم
تمر الذكرى الاليمة لرحيل المفكر والمرجع الكبير سماحة آيه الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله قدس سره
الشريف وبهذه المناسبة اتقدم بالعزاء الى كل المؤمنين والعاملين ومحبي الراحل الكبير .
ان هذه المناسبة تحتاج منا ان نقف وقفات مطولة عند حياة الفقيد الكبير ، وأتمنى ان يكون هناك مراكز دراسات للوقوف على أفكاره وجهده وجهاده وعطاءاته الفكرية والعملية بنفس الوقت .
لقد عاشرت السيد الفقيد الكبير وكانت لنا معه لقاءات أسبوعية وعشنا تحت منبره في محاضرات كثيرة وفي لقاءات في بيته سواء كان في سوريا او في لبنان ، وكنا نطرح عليه الموضوعات المعقدة والشائكة سواء كان في جوانبها الفكرية او في الجوانب الحركية والسياسية بشكل عام ، فكان يبادلنا الراي والمشورة والمناقشة ويفيض علينا بما عنده من فكر وكنا نتزود من هذا الفكر الواعي .
وبهذه المناسبة اريد ان أقف سريعا عند ثلاث محطات من حياة السيد رضوان الله تعالى عليه فكانت المحطة الاولى وجدته على فهمًا كبير لروح الشريعة ومقاصدها وأهدافها
فهو يفهم روح الرسالة الاسلامية واجد ان هذا جدا ضروري بالنسبة للفقيه الذي يريد ان يصدر الفتوى ويستنبط الحكم ولعله قلة من مراجعنا العظام حفظه الله الموجودين منهم وتغمد الله السابقين بلطفه ورضوانه منهم يعلمون بمقاصد الشريعة بعيدا عن الفهم الرياضي للاحكام والنصوص فكان نموذجا من النماذج التي مرت عبر تاريخنا من الذين يفهمون مقاصد الشريعة وأهدافها .
والمحطة الثانية كان على درجة عالية من الوعي الحركي التنظيمي السياسي واعطى لفكره وللفقه الذي عليه دفقا جديدا وروحية جديدة وتحقيق لمقاصد كبيرة ، قطعا تقصدها وتستهدفها الرسالة الاسلامية ، لذلك فان مفهوم السياسة بالنسبة لنا والعمل الحركي المنظم هي أهداف توصلنا الى مقاصد الشريعة وأهدافها في نشر الرسالة وفي حماية الوطن وفي حماية المواطن فالسيد كان رضوان الله تعالى عليه قد ثبت من خلال مؤلفاته والاف المحاضرات التي كان يلقيها وجمعتها عشرات المجلدات انه يشع بالوعي الحركي وان تفسيره للقران ايضا كان من وحي القران ويشتمل على وعي حركي تنظيمي رسالي سياسي للشريعة .
وهذه ايضا هي ما امتازت به مدرسة أهل البيت عليهم السلام في حركيتهم ووعيهم وتبنيهم وتحملهم المسؤولية التي كلفهم بها الله سبحانه وتعالى ، واليوم نشهد تصدي مراجعنا العظام لشؤون الأمة ، لان الفقيه ليس الذي لا يهتم بهذا الشأن او يترك الأمور دون ان تكون له كلمة الفصل ، اما المحطة الثالثة التي عشتها مع الفقيد رضوان الله تعالى عليه هي هذه الهمة العالية والاستعدادات الكبيرة وعدم الراحة ، كنّا نقول له سيدنا اصبح عمرك كبير ولابد لك من راحة وكان يقول في هذا الزمان الراحة حرام فكان يحاضر ويّدرس ويدرس ويتنقل بين سوريا ولبنان ويلتقي عموم الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية سياسيين وكتاب ومثقفين وأدباء ، كان حركة دأبة ولا يأخذ من يومه قسطا من الراحة الى ساعات قليلة والباقي لا يعرف تسويفا للوقت كنّا اذا نجلس معه ونتحدث بامور غير جادة كان ينقلنا الى قضايا جادة يعيدنا الى الجدية والى الاندكاك بالمسؤولية الشرعية التي نحملها ، رضوان الله عليه كان مدرسة لذلك نقول لمحبيه ومريديه وأبناءه الذين ساروا على طريقه ونهجه بارك الله فيهم وندعوا الباري عزوجل ان يتغمد فقيدنا بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته
والسلام عليكم وَرَحَمُةٌ الله وبركاته
نوري كامل المالكي
النائب الاول لرئيس الجمهورية
الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية