كلمة الرئيس بري في ذكرى تغييب الإمام الصدر

اقترح رئيس مجلس النواب نبيه بري على رئيس الجمهورية ميشال سليمان “الشروع الى حوار فوري يكون خلوة لمدة خمسة ايام، على جدول اعمالها شكل وبيان الحكومة” و”خارطة طريق” للمشاكل السياسية والاقتصادية الراهنة، رافضا في الوقت عينه كل سلاح يكون خارج يد كل من الجيش والمقاومة.

وقال بري في كلمة له القاها عصر اليوم السبت في الذكرى الخامسة والثلاثين لتغييب الاممام السيد موسى الصدر: “هناك من يعتبرنا رعايا ومن يعتبر نفسه صاحب السلطة”، سائلا في هذا الاطار “اين نحن اليوم من شعارات الدولة والشراكة، وأي لبنان نريد وأي دولة؟

وذكر بري أن “الدولة بعد الطائف كانت بفضل صمودنا وتضحياتنا”.

ولفت بري الى “غياب أية مسؤولية تجاه مخاطر العدو الاسرائيلي وانتهاكاته، وآخرها في اللبونة حيث كانت المقاومة لوحدها حاضرة”، منبها أيضا الى ان “حوالي مليون ونصف من النازحين السوريين والفلسطينيين صاروا في لبنان ومن بينهم 300 ألف طالب، لا يستطيع لبنان تحملهم”.

وعن التفجيرات وإطلاق الصواريخ، راى بري أنها “تخفي وراءها اصابع اسرائيلية”، مؤكدا أن “هذه الشبكات الاسرائيلية مهما كانت تسمياتها، ومن يمولها إنما يمول انتحار لبنان”.

وإذ شدد على ان “لا سبيل للخروج من الازمة الا بالحوار”، غامزا من قناة الذين “ينتظرون ضوءا اخضر من هنا وهناك بانتظار الوضع الاقليمي، ولان لبنان لم يعد أولوية”، اقترح بري على سليمان “خترطة طريق للخروج من الوضع المتراكم”.

وعليه، دعا بري سليمان الى ” الشروع بخلوة حوارية يشارك فيها رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، ويكون جدول اعمالها شكل وبيان الحكومة الجديدة، وايضا تطويع 5 آلاف جندي جديد، وانقاذ طرابلس والبقاع على الحدود من فوضى السلاح، وإخراج تداخل المسائل اللبنانية بالسورية”.

وأضاف: يكون على جدول اعمالها أيضا “تفعيل الحوار حول قانون الانتخابات ونقاش الاستراتيجية الدفاعية والبحث بالوضع الاقتصادي”.

و تحدث بري في كلمته عن “احترام لبنان للقرارات الدولية في حين ان اسرائيل لا تحترمها”،سائلا : “هل الذين يطالبون بتسليم سلاح المقاومة سيجعل هذا الامر بلا شروط، وبلا تحرير ما تبقى من ارض؟”.

وفي هذا السياق، ذكر بري “لقد حملنا السلاح عندما تحول الجنوب والبقاع الغربي مرتعا للعدو الاسرائيلي. وبسبب اجتياحات اسرائيل، ووصولها عبر خطوط اليونفيل الى بيروت وارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، وصولا الى مواجهة حرب اسرائيل على لبنان العام 2006، فكان ان حقق بمقاومته وجيشه وشعبه اول انتصار على اسرائيل”.

وأكد بري أن “الحدود الجنوبية ليست للشيعة وبيروت ليست للسنة وصيدا ليست لاحد بعينه فهي عاصمة الجنوب والمقاومة والتاريخ والجغرافيا”، معلنا ان “كل سلاح خارج سلاح الجيش وسلاح المقاومة على الحدود، هو سلاح مرفوض”.

كما طالب بـ “إخراج كل عناصر التدخل اللبناني بالسوري وإخراج العامل الاقليمي والدولي من سوريا”، مشيرا الى “الحرب الدبلوماسية الاسرائيلية ضد لبنان في اوروبا ولم ينتبه اليها أحد وصولا الى إعطاء التأشيرات من عدمها”.

وقال: “ان ذلك هو للثأر من لبنان دولة وشعبا ومقاومة لتمكنهم من دحر العدو الاسرائيلي”، مطالبا ” الدول الصديقة والشقيقة بوقف التمييز ضد اللبنانيين وإبعادهم”.

وعلى المستوى الاقتصادي قال بري : “ان المجلس النيابي اذا تمكن من إنجاز سلسلة الرتب والرواتب وتأمين بدائلها فان عندنا ثروة بحرية، محذرا من “هدر حقوقنا في النفط دون نقصان”،.

ولفت الى أن “اسرائيل تسعى الى تلزيم هذه الخيرات من أرضنا”، مكررا مطالبته بـ “ربط نفط غاز العراق برا بلبنان”.

و أسف بري “لان النظام العربي يسقط ضحية الغفلة، وان اسرائيل تحاول فرض شروطها على تسوية مع الفلسطينيين”، منبها من “استمرار المخطط الاسرائيلي في طرد الفلسطينيين من أرضهم في 48 وفي صحراء النقب”.

وشبه بري “ما تعانيه سوريا اليوم بما حل من نكبة للشعب الفلسطيني”، مطلقا على “ما يحصل لها بنكبة فلسطين رقم 2”.

و أعلن ان “نفير الحرب اطلقت قبل التأكد من اي تقرير حول سلاح كيماوي وغيره اون هذا “شبيه ما حصل للعراق”، محذرا من أن “لبنان سيكون مكشوفا امام الاخطار المتأتية على سوريا”،.

وإذ اعتبر ان “المستفيد الوحيد من الوضع السوري هي اسرائيل”، دعا بري “ابناء سوريا في الموالاة والمعارضة الى القبول بالحوار وجنيف-2، وعودة سوريا الى دورها الذي يتكامل مع التاريخ”.

وكان بري قد استهل خطابه، بالمطالبة “بحل لبناني ليبي” حول مسألة تغييب الامام الصدر”، مشددا على أن “الامر ليس امر جهة او طائفة بل كل لبنان”.

وقال: “نريد تشكيل لجنة لوضع قواعد للعلاقات بين ليبيا ولبنان”.

وتجه بري في بداية خطابه لاركان الثورة الليبية بالقول: “هذه القضية لن تنتهي الا بجنائها، وقضية الحرية هي ما يجب ان يميزكم عن النظام البائد”.

وأكد أم “لبنان كله ينتظر من ليبيا أجوبة واضحة من خلال استجاوب المجرمين من النظام حول مسالة الامام الصدر”.

20130901-163601.jpg

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …