سألني الكثير !!!
وأتهمني الكثير !!!
مع جهل المتابعون !!!
وعدم وعي المثقفون !!!.
قالوا لي أنت ترّوج لفكر السيد محمد حسين فضل الله ( رحمه الله ) ؟
وأن فكر هذا الرجل عليه ما عليه ..
أقول لهم :-
أولاً :- الحقيقة صعبة والمواجهة مع الجهل أصعب ولهذا سأستمر بنشر كلّ فكر فيه خدمةً للإسلام الحنيف ولرسالة نبية العظيم وللمذهب الجعفري الأصيل حتى لو قلتم ما قلتم سواء لهذا الرجل الكبير أم لغيره فالفكر يجب أن يواجه بالفكر وليس بالتعّصب والتسقيط لأنها وسلية العاجز .
ثانياً :- هل الترويج مخالفاً لمبادئ الإسلام والقرآن الكريم؟
هل الترويج مخالفاً لتعاليم الرسول الأكرم (ص) وأهل بيته (ع) ؟
هل الترويج مخالفاً للعرف العام والذوق العقلائي الخاص ؟
هل الترويج هو سبباً لأنحراف الشخص وعدم صحة فكره ؟
هل الترويج يُسبب نوع من الأذيه والقدح في قلوب الآخرين ؟
وهل وهل وهل ؟
الأسئلة كثيرة ولكن أجيب كما أجاب السيد (رحمه الله) بكلّ اخلاقية مع كل من خالفه وأسقّطه وتكلم عنّه بسوء ( أقول للّذين لا يتّفقون معي إنّ اختلاف الفكر لا يعنى أن نَفْقُد الحبّ لمن اختلفنا معه، فالحبُّ إنسانيّ يُغني إنسانيّتنا، ويفتح لنا الطريق لأنْ نتفاهم وأن نتّفق، لأنّ طريق العقل هو القلب، فإذا فتحنا قلوبنا لبعضنا فإنّ من الممكن أن تنفتح العقول بطريقة أكثر رحابة) . ( إنني أقول أنّ قيمة الوحدة الاسلاميّة, هي أنّنا اذا التقينا, نستطيع أن نصحّح أخطاءنا من الداخل. إن تصحيح الأخطاء باطلاقها في الهواء الطلق لن يؤدّي الى نتيجة; بل ما يؤدّي الى نتيجة ايجابيّة في هذا المجال هو أن نلتقي كمسلمين, وأن نتحرّك على أساس الشعور بالاسلام قبل الشعور بالمذهب, بحيث يكون المذهب هو الحركة في خطّ الاسلام ووجهة نظر في خط الاسلام ليكون اخلاصنا للاسلام وحده ) .
فدائماً يتعامل معهم كأنهم أخوة حتى وأن أعتدوا عليه حيث يقول :- ( الفكر يواجَه بالفكر .. لا يُواجَه بالرصاص، ولا بالعنفِ الكلامي من السباب والشتائم .. بل بالعنف الفكري ).
ثالثاً :- السيد فضل الله ( رحمه الله ) رجلٌ مظلوم في حياته وبعد مماتة فقد نُسب إليه كذباً وزوراً ، ونصرة المظلوم واجبة والوقف مع المظلوم واجب كما هو ( رحمه الله ) وقف مع المظلومين من العلماء والناس أجميعن ، كما وقف ذلك الموقف البطولي مع السيّد الشهيد الصدر أثناء أقامتة لصلاة الجمعة وفي حياته ومسيرته العلمية والجهادية وبيّن مدى فاعلية هذه الحركة التغييرية التي آرادها الشهيد الصدر ومدى تأثيرها في المجتمع في ظلّ الظروف الصعبة التي كان يعيشها الشهيد الصدر من داخل الحوزة ومن خارجها وعدم تأييد حركته من أغلب العلماء ، وهذا موقف من مواقف الأباء والمواجهة ضد الظالم حتى قال تلك المقولة المشهور ( إننا عندما ندرس ممارسته الثورية في صلاة الجمعة التي استطاعت أن تعيد هذه الروح الإسلامية التي غابت من الشارع الإسلامي في ظلّ الضغوط التي حصلت وأدّت إلى إلغاء مجالس العزاء والمواكب الحسينية وإلغاء كلّ الحريات، ولم يبق إلاّ الزيارات لمقامات الأئمة(ع) كمتنفس وحيد لهم… فقد كان ـ بحق ـ المعارضة والثورة الصامتة، وعندما جاءت صلاة الجمعة، استطاعت أن تكون المتنفَّس للكلمة الدينية والموعظة والكلمة الإسلامية، ولذلك أيَّدناه بكل قوة، لأن صلاة الجمعة هي الصلاة التي حرمنا منها في مدى القرون الأولى، ولأنها الصلاة التي تجمع المسلمين في كلِّ منطقة ليلتقوا في أجوائها، وليسمعوا الكلمات التي تتَّصل بحياتهم. لذلك، إننا نعتقد أنه الشهيد المظلوم، أنه الرجل الذي أعطى الإسلام الكثير في كتبه، وانطلق من أجل أن يؤكد حركة الإسلام بحسب ما يتسع له ظرفه، ولا يجوز أن يُتحدث عنه بسوء ). فكيف بهذا الكلام الذي دافع فيه عن مرجعي وعن قائدي وعن منهجي ولم أناصره بكلمة واحدة تكون شاهدة علينا يوم القيامة .
رابعاً :- السيد فضل الله ( رحمه الله ) يُعتبر المرجع الذي يمثل حركية العَالِم مع المجتمع والتعايش معه وأعطاء معنى أن الأسلام هو المحبّة في المجتمع والتواصل معه والاحساس بالفقير واليتيم والمبادرة العملية للنهوض بواقعهما وهو خير مصداق لذلك المفهوم ( المرجع الحركي ) . بل وأعتبر الحوار مع أمريكا واسرائيل خط أحمر لأنهما يمثلان الشر في هذا الوجود وأعتبر أن الاستعمار الغربي هو العدو المشرتك بيننا كمسلمين يجب علينا أن نتوحد في الوقوف ضده . وهذا مما يؤيدني الوقوف مع الحق ونصرة أهله مهما كانوا فالحق يُعلى ولايعُلى عليه .
خامساً :- السيّد فضل الله ( رحمه الله ) ظُلم عقائدياً فنسبت إلية أقوال لم يقلّها بل قد قالها ولم يُفهم معناها أو قد يكون المُراد منها غير ماهو مقصودٍ ومعروف ، فصار ضالٌ مضّل وقد خرج من دائرة الإسلام وسقطت عدالته . فهل يعقل من شهد الشهادتين في بلاد الإسلام أن يكون هكذا حاله .. وهذا مما يزيد همّ المسؤولية بالوقوف ضد الذين شوهوا صورة سماحة السيد ( رحمه الله ) وبيان حقيقة أمره وهذا واجب على كلّ فرد لأن العَالِم الذي يُنتهك يجب نصرته والدفاع عنه .
سادساً :- ما هو السبب في النشر لأفكار علمائنا الأعلام ومراجعنا الكرام الذين أخلصوا لله تعالى في حياتهم العلمية والعملية وبيان أفكارهم في هذه الحركة الألكترونية الجديدة والسريعة في إيصال المعلومات للآخر اللاديني فحرينا بنا أن نتحرر من بوتقة التعصب الديني لجهة دون جهة وأن لاتفرّقوا بين علمائنا الأعلام حتى في مسألة التقليد فلكلّ شخص له أدلتّه العلمية في أثبات مرجعيته ولكن هذا لايؤدي إلى محاربته وتسقيطه والوقوف ضده بل الحوار معه هو أساس التعامل البشري فعلينا أن نعمل في المشرتك وهذا هو فكر السيد فضل الله ( رحمه الله ) معروف ومنشور فلك أن تتفق مع ماتراه صحيحاً وعليك أن تختلف فيما لا تراه صحيحاً بحيث لايؤدي إلى الخلاف
لأن الأختلاف هو سنّة الحياة وسنّة الله في الإنسان، ولكن هناك نقطة فاصلة بين عقلية التخلّف وعقلية الوعي والأنفتاح، عقلية التخلّف هي أن نحوّل الاختلاف إلى عداوة، سواء كان اختلافاً في الفكر أو في الانتماء السياسي أو الديني، وعقليّة الوعي هي أنه يمكن أن نختلف فيما بيننا ولكن نبقى نحترم بعضنا بعضاً في اختلافنا، فإذا كنت أسمح لنفسي بأن أختلف معك فلماذا لا أسمح لك بأن تختلف معي؟ لماذا تسبّ وتشتم وتسّقط وتعادي وترفض الذي يختلف معك؟ ..
والحمد الله ربّ العالمين ..
أســــامة العتـــــابي
10 / ذو القعدة / 1434 هـ .