وقع الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز آل سعود (29 سنة) في قبضة القوى الأمنية خلال محاولته تهريب طنيّن من حبوب «الكبتاغون» على متن طائرة خاصة مستأجرة لمصلحته، من مطار بيروت الدولي متجهة إلى السعودية.وفي التفاصيل، أن قوى الأمن الداخلي ألقت القبض في حرم المطار على الأمير عبد المحسن وبرفقته خمسة سعوديين آخرين، فيما سرت معلومات عن فرار وكيل أعماله يحيى بن شائم سعد الشمري، وهو سعودي الجنسية.
وأحبطت فصيلة التفتيش في سرية درك المطار قرابة الثانية من فجر الأحد ـ الاثنين المنصرم، عملية تهريب لحبوب «الكبتاغون» (طنان) كانت معدة للتحميل على طائرة الأمير عبد المحسن، وهي العملية الأضخم منذ ضبط 15 مليون حبة «كبتاغون» معدة للتهريب عبر مطار بيروت قبل أشهر.
وعلمت «السفير» أن الأمير عبد المحسن الذي يحمل جواز سفر ديبلوماسياً حاول التنصل من شحنة المخدرات عبر تهديد الدركي الذي أصر على تفتيشه، قائلا إن هذه طائرة ملكية وأنه يهوى جمع الآثار وقطع «الأنتيكا»، لكن عندما انكشف أمره حمّل المسؤولية لمدير أعماله الفار المدعو يحيى بن شائم سعد الشمري (30 سنة)، مدعياً عدم علمه بالشحنة من أساسها، خصوصا أن الشحنة كانت باسمه.
وقد تم ضبط الشحنة في قاعة الشرف بعدما أودعها الشمري لمصلحة الأمير عبد المحسن الذي وصل لاحقاً مع مرافقيه السعوديين الخمسة الذين تم توقيفهم أيضا. وبدت صور الطرود وعليها عبارة «خاص المملكة العربية السعودية، صاحب السمو الملكي، الأمير عبد المحسن بن وليد آل سعود».
وقال مصدر أمني لـ «السفير» إنه لم تتم تورية حبوب «الكبتاغون» أو محاولة إخفائها، بل كانت موضوعة في 24 طرداً يبلغ متوسط كل صندوق كرتوني نحو خمسين كيلوغراماً، بالإضافة إلى ثماني حقائب، ليصل مجموع الكمية المنوي تهريبها إلى طنين اثنين من «الكبتاغون».
ويبدو أن المهربين لم يكونوا على علم بوجود آلة «سكانر» تخضع لها البضائع الخارجة من قاعة الشرف، وهم حاولوا منع القوى الأمنية من فحص الطرود والحقائب على قاعدة أن الأمير يتمتع بحصانة ديبلوماسية!
وعلى الفور، ومع ثبوت احتواء الشحنة على حبوب «الكبتاغون»، تم إلقاء القبض على الأمير عبد المحسن ومرافقيه، وأحيلوا إلى مكتب مكافحة المخدرات ومن ثم إلى القضاء، ولاحقا، استجوب النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي داني شرابية عبد المحسن ومرافقيه، وأمر بتوقيفهم وتحويلهم إلى القضاء المختص.
وعلمت «السفير» أن الأمير عبد المحسن ومرافقيه قد وصلوا إلى لبنان في 24 تشرين الأول الحالي، بصفة سياح، وأن طائرة الأمير كانت متوجهة من مطار رفيق الحريري الدولي إلى منطقة حائل في السعودية التي يحكمها عمه الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود.
وكان برفقة عبد المحسن كل من بندر بن صالح الشراري ويحيى بن شائم الشمري وزياد بن سمير احمد الحكيم (27 سنة) ومبارك بن علي الحارثي (24 سنة)، فيما فرّ وكيل أعماله يحيى بن سعد الشمري حيث يجري البحث عنه وعن الحافلة التي نقل بها الشحنة إلى المطار.
وفيما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات، علم أن السفارة السعودية، كعادتها في حالة توقيف أي مواطن سعودي، راجعت السلطات اللبنانية المختصة، فيما نفت مصادر رسمية لبنانية أن تكون أية جهة قد مارست ضغوطاً على لبنان لإطلاق سراح الأمير السعودي.
وتجري مراجعة سجل الأمير السعودي ورفاقه لمعرفة ما إذا كانوا قد زاروا بيروت بالطريقة ذاتها قبل هذه المرة، وهل نقلوا سابقاً كميات من «الكبتاغون» التي قدر ثمنها بنحو ربع مليار دولار أميركي.