قصة المستقبل وحليب السباع

ردَّ وزير الداخلية نهاد المشنوق بعُنف على المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيّد علي خامنئي، وقال أمام وفد بيروتيّ كرَّمه: «سمعنا قبل أيام كلاماً يتوعّد المملكة العربية السعودية بالهزيمة وبتمريغ أنفِها بالتراب، وأنا أقول من بيروت، من العاصمة التي عانت من صاحب الكلام ومن مدرسته، بمقدار ما عانت من اسرائيل، ومن العاصمة التي لم تبخل عليها الرياض يوماً بكلّ ما يساهم في نهوضها وعمرانها وتألّقِها ورَفاه أهلِها من كل الطوائف، أقول من هذه البيروت إنّ من سيُمرّغ أنفه بالتراب هو كلّ من احترف ثقافة العدوان والإلغاء وتزوير الإرادات والتطاول على الشرعيات، وكلّ من يعتقد أنّ زمن الاستضعاف سيدوم إلى الأبد».

وأضاف: «إنّه زمن عربيّ جديد لن نسمح فيه بتباكي قائد كلّ الحروب والاشتباكات المذهبية في المنطقة على أطفال اليمن، فيما هو يرعى ويرشد ويبارك ذبحَ أطفال سوريا والعراق، وكأنّ هؤلاء لا يدخلون في حساباته إلّا متى كان في الإمكان صرفُ موتهم في معادلات النفوذ والهيمنة وتزوير الواقع والوقائع. وأقول بكلّ ضمير مرتاح، إنّ عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية، هي لتحرير كلّ مستقبل العالم العربي، من براثن السطو الايراني على كرامته ومقدراته وخيارات شعوبه».

وقال المشنوق: «أمّا ما يعنينا في لبنان، فإنّنا كفريق سياسي يستمد شرعيته من استشهاد الرئيس رفيق الحريري، والرمزية السيادية والوطنية للرئيس سعد الحريري، نرفض رفضاً قاطعاً وتحت أيّ مسمّى من المسميات، وفي أيّ ظرف من الظروف وفي أيّ وسيلة من الوسائل، نرفض الإساءة إلى مملكة الحزم والعروبة، وإلى الأشقّاء العرب الذين ما تأخّروا يوماً عن نصرة لبنان وحملِ قضاياه.

ولأكونَ في منتهى الصراحة، وبعيداً عن تفاصيل الانقسام السياسي في البلاد، لا نقبلُ ولا نوافق على المساواة المفتعَلة بين مملكة الخير وأخواتها ودورِهم في لبنان، وبين ايران وسوريا الأسد ودورهما. فلا مساواة بين من تقوم كلّ سياساته الأمنية والسياسية والعسكرية على ضرب الهوية اللبنانية الجامعة وتدمير الدولة وخَلخلة النظام السياسي فيه، وبين مَن لا يريد للبنان إلّا الخير للدولة وجيشها وقواها الأمنية قولاً وفعلاً».

وفي ردّ ضمنيّ على دعوة حزب الله إلى مهرجان التضامن مع اليمن بعد غد الجمعة، والذي سيتحدث فيه السيّد نصر الله، قال المشنوق: «أقول لأهلِنا الذين يُدعَون الى الاحتشاد يوم الجمعة المقبل، أين المسؤولية في الكلام الذي تسمعونه عن أرزاق مئات آلاف اللبنانيين وعَيشهم في دوَل مجلس التعاون الخليجي؟ أين الوطنية حين يُلصقونكم بالديكتاتوريات القاتلة والمجرمة وكأنّكم منهم؟ أين الجغرافيا والتاريخ حين تصبح العروبة
مرادفة للاستخفاف؟».

المصدر: الجمهورية

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …