١٧٨ دقيقة لا يظهر فيها وجه الرسول مطلقًا.. وأجزاء من ظهره فقط تظهر على خلفية من المدائح النبوية
كنا حوالى ٣٠ صحفيا مصريا من جميع المؤسسات القومية والمستقلة، تم استقبالنا فى طهران للمشاركة فى أحد المؤتمرات، أقمنا فى فندق «الحرية» بقلب العاصمة الإيرانية، وقبل انتهاء الرحلة التى استمرت أسبوعا، ضمنا أتوبيس إلى مقر شركة «نور تابان»، وهى المنتجة رسميا لفيلم «محمد رسول الله»، وهذا قبل عرضه الذى كان أمس الأول، بحوالى ٥ أشهر تقريبًا.
فى البداية، لم أكن أعرف لماذا تم اقتيادنا إلى هذا المكان؟ لكن حينما وقف مدير هذه الشركة محمد رضا صابرى، يتحدث العربية بطلاقة، ويقول: أنتم أول من سيشاهد فيلم «محمد رسول الله».
صابرى أكد لنا أن هذا الفيلم جاء ردًّا على الحملة الغربية لتشويه النبى فترة طفولته.
الفيلم تم تصويره فى جنوب العاصمة الإيرانية طهران، بثلاث لغات هى العربية والفارسية والإنجليزية، وشارك فيه أكثر من ٣٠٠ شخص على مختلف المراحل، استهدفوا فى الأساس الجمهور الغربى، وأخرجه مجيد مجيدى، وهو مخرج إيرانى معروف.
بدأ العرض، بوثائقى عن مكان التصوير، والممثلين المشاركين، والمصنع الذى قام بحياكة الملابس، والديكورات، ومصنع السيوف والآلات الحربية، والطريقة التى بنوا بها مجسما للكعبة، وكيف بنوا مدينتين مشابهتين لمكة ويثرب؟ والأماكن التى وقعت فيها الغزوات كبدر وأحد والخندق.
إنه عمل مهول بالفعل، وإنتاج هو الأضخم.
وبدأ الفيلم، وهو فى ١٧٨ دقيقة، وشارك فيه كل من، على رضا شجاع نورى «فى دور عبدالمطلب»، ومهدى باك دل «فى دور عم النبى صلى اللله عليه وسلم سيدنا أبوطالب»، وسارة بيات «فى دور مرضعة النبى السيدة حليمة السعدية»، ومينا ساداتى «فى دور السيدة آمنة بنت وهب»، وداريوش فرهنج «فى دور أبو سفيان»، ورعنا آزادى ور «فى دور أم جميل»، وحميد رضا تاج دولت «فى دور سيدنا حمزة»، وصادق هاتفى «فى دور الراهب بحيرا»، ومحمد عسجرى «فى دور أبولهب»، وبانتها مهدى نيا «فى دور فاطمة بنت أسد والدة الإمام على بن أبى طالب»، ومحسن تنابندة، وهدايت هاشمى، ونجار عابدى.
وتم تصوير مشاهد الفيلم بمدينة نور وكرمان جنوبى شرق إيران، وتم بناء مجسم صغير للكعبة مكون من بعض الأحجار، وتمت تغطيته بقماش، وبعض المعلقات لتظهر كما أنها فى فترة ما قبل الرسالة. الفيلم يدور فى الفترة الزمنية لمولد النبى الكريم، بعد سنة من عام الفيل، حتى السنة العاشرة للبعثة، ويبدأ بصوت أبى طالب الذى يروى قصة النبى محمد ومولده، حیث یشاهد أتباع الدیانات الأخری العلامات المذكورة فی كتبهم حول النبی الموعود، ویبحثون عنه لیجدونه.
وتستمر القصة، لتتفاعل الدراما بین ابن وأمه، هذا الابن لا يظهر مطلقاً، لكن تظهر أجزاء من ظهره، والأم هى آمنة بنت وهب، وفى هذا الوقت تظهر الشخصیة الرحیمة والرؤوفة لرسول الله.
المحور الأساسى الذى يدور حوله الفيلم هو رحمة النبى فى طفولته، وفى شبابه حتى بعثته، وبعدها یتطرق إلی العهد الذی كتبته قریش ووضعته على الكعبة، والحصار المجرم الذى تم لبنى عبد المطلب، والمسلمين، حتى مزقته دابة من الأرض، وینتهی الحصار.
بطريقة الاسترجاع الروائية، تبدأ مشاهد الفيلم من حصار المسلمين فى شِعب أبى طالب، لتروى لنا تفاصيل حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هجوم جيش أبرهة، حتى الخروج من الشِعب مرة أخرى.
بينما المشاهد تتوالى، تكون الخلفية هى موسیقی من المدیح الدينى المعروف للنبى صلى الله عليه وسلم، فى لوحة فنية رائعة.
وبينما الناس فى مصر ينتقدون العمل دون أن يروه، انتهى المشهد الأخير، ولم نملك كلنا إلا أن وقفنا جميعا بشكل تلقائى، نصفق لعدة دقائق، لفيلم أقل شىء فعله هو أن خرج بنا فى النهاية بمعادلة، هى أن النبى هو سحابة الرحمة أینما ذهب، وأن خلق النبى الأكرم هو الأرفع والأعلى فى البشرية كلها، وهو الذى نفع الناس، ونشر علیهم ظل رحمته.
المصدر: البوابة