عين الجوزة

يوم سئل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في جريدة الأخبار عما يقرأ، لم يكن الدكتور إبراهيم فضل الله ينتظر أن تكون عين الجوزة هي الرواية التي آنست سيد المقاومة في أوقات قراءاته المتنوعة.

لكنه كان يعلم أن كل إنشغالاته لن تثنيه عن التأمل في كل حرف يُكتب عن كل حبة تراب جنوبية أو كلمة ترتوي بقصة شاب حمل روحه على جبينه منتشياً بشهادة ينتظرها..

كيف لا .. وحين يقرأ الأمين كلمات أمينة على الدماء هو يقرأ نفسه وتجربته وحكايات كان منها وفيها ولها .. هو يقرأ اخوانه وأحباءه ورسائل عشق تبادلوها ذات يوم من صبر الجهاد الطويل..

عين الجوزة رواية عشقية من لون آخر .. فيها رسوم القرى وروائع ما قص التاريخ مثيلا لها..

فيها رجال .. كل رجل منهم امة.. وكل بندقية ثورة.. وكل نقطة دم عاصفة تزلزل العدو..

لهذه المقامات المزهوة بالعبق كان للسيد مواعيد مع المجد المنتشر في النضالات العتيقة..

يوم كتب الدكتور إبراهيم فضل الله عين الجوزة كان يعلم أنه تحفة يكفيها جمالاً أنها جنوبية الهوى.. لكنه يوم علم أن صاحب السماحة رواها من سماحته وزينها بأهداب عينيه وإصغاء قلبه..

أيقن أنها أصبحت أيقونة الروايات..

وفي إتصال أجراه موقع صوت الفرح مع الدكتور إبراهيم فضل الله، الأستاذ الجامعي، الأديب والروائي، تحدث عن رواية “عين الجوزة” التي تتناول قصة قرية تمثّل نموذجاً لكل القرى التي عانت في حرب تموز، حيث تشابهت القرى في المعاناة، فاحتوت معاناة الناس وتفاعلهم مع بعضهم ومع المقاومة .

قال فضل الله أنه بعد دراسة طويلة اكتشف عدم وجود كتابات عن المقاومة، وهذا ما دفعه لإرسال الرواية الى سماحة السيد حسن نصر الله الذي وجد نصّها جديراً بالقراءة، “رغم انشغالاته الكثيرة تفاجأت بقراءته للرواية، وهذا فخر أعتز به”، وقد ارتفع مستواها الأدبي كثيراً بقراءته لها.

ولفت الى كتابة إهداء للسيد يقول فيه: ” يا كوكب المجد

يا شعلة النور في ديجورنا الخطر
تشعّ في الأرض آيات من الفكر
الشمس غارت تغصّ الضوء منكسراً
لمّا رأت قبساً من ثغرك الحرّ
يا كوكب المجد فينا سيداً حسناً
يا منهج العزّ والايمان والفخر
جاوزت في وعدك الأحلام والقدر
يا آية سطعت مكنونة السّر
خذنا الى الحرب أنّا شئت تنظرنا
نحن الجنود.. أشر في البرّ والبحر
إزحف بنا نصرع الأعداء نسحقهم
وأنت فينا إمام دائم النصر
أهديك ما أملك.. الغالي من الكلم
وثروتي ليتها زادت عن الشعر

إلى عين الأمة والدين، أهدي عين الجوزة التي تتراقص حروفها، محتفية برفعها إليك على أمل أن تسمو إلى الآفاق، بعد أن تتشرّف بنظرة من عينيك الطاهرتين”.

أصدرت الرواية عام 2013 وقبلها رواية عين الشلال التي أرّخت المقاومة منذ بدايتها حتّى التحرير، فكانت رواية “عين جوزة” إكمالاً لها ويحاول اليوم إدخالها بالدراسات الجامعية.

وختم أن مشاريع الكتابة لا تنتهي، ولديه مشروع رواية كما دراسات حديثة.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …