أروع ما كتب المرحوم الشاعر علي شرارة قصيدته هذه في عيد الغدير، سائلين المولى تعالى أن تكون ثقيلة في ميزان حسناته، ووسيلة لنيل شفاعة الأطهار محمد وآله الأخيار صلوات الله وسلامه عليهم، كما نلتمس منكم أيها الفضلاء قراءة سورة الفاتحة لروح المرحوم الشاعر وأرواح جميع المؤمنين.
عيد الغدير وما أحلى بشائرهلما أطل علينا وهو يبتدرُ
به تناقلت الركبان من جذل
بشرى الحديث وماد النجم والشجر
غدير خم وما يوم كمثلك ما
هذا الزمان وما أيامنا الأُخرُ
تجمّع الناس فيه بعد ما انصرفوا
عن المقام وحجوا البيت واعتمروا
نادى المنادي صلاة الناس جامعة
خلف النبي وفيها اليوم مدّكرُ
وإذْ بوجه رسول الله منطلقا
بين الجموع كما لو أسفر القمرُ
أدنى اليه عليا رافعا يده
حتى استبان بياض الإبط والشعَرُ
وقام فيهم خطيبا قائلا لهم
يا أيها الناس إني جاءني خبرُ
تنزّل الوحي مرات لأبلغكم
أن الوصي علي، ما طغى البصرُ
هو الأمير عليكم والولي ومن
فيه الإمامة دون الناس تنحصرُ
من كنت موﻻه فالمولى أبو حسن
خليفة الله فيكم أيها البشرُ
بذا أُمرت وقد بلّغت فاستمعوا
لِما أقول، وأمرَ الله فأتمروا
تركت فيكم عليا للهدى علما
كذا طريق الهدى والحق تختصرُ
كفلك نوح عليٌّ فاركبوا أمْنًا
هو السفينةُ والالواح والدُّسُرُ
معي على الحوض يوم الوِرد إن وردوا
وقائد الغر تحجيلا إذا صدروا
هو الأمان لأهل الأرض ما خفقت
كهذي النجوم ورفّ النور والزهَرُ
آل الرسول ومن يعدو فضائلهم
إذا تفاضل أهل الأرض وافتخروا
يكفيهم من عظيم الفضل أن بهم
تنزّل الوحي والآيات والسوَرُ
وأنّ كل امرئ يرجو شفاعتهم
يوم القيامة حين الصحف تنتشرُ
ردّدتُ في مسمع الدنيا مناقبهم
كيما أفوز بكأس ما بها كدرُ
سألت ربي بحق الآل مغفرة
زلفى لديه لعل الذنب يُغتفرُ
وجِيء بالملأ الأعلى على عجل
وبالنبيين أفواجا وهم زُمَرُ
فذي الجنان وذي أبوابها فُتحت
وذي جهنم لا تُبقي ولا تذرُ
أنا علي إمام المتقين، أنا
صنو النبي، أنا آياته الكُبَرُ
زوج البتول أبو السبطين حيدرة
أنا الوصي وفِيَّ حارت الفكرُ
أنا البلاغة هذا النهج يشهد لي
وفي الفصاحة لا عِيٌّ ولا حَصِرُ
حامي الذمار اأنا الكرار تعرفني
يوم النفار إذا مِن هوله نفروا
مَن لم يوالِ عليا وهو منتحلٌ
له العداء ففي إسلامه نظرُ
و مَن تولّاه من أنثى ومن ذكرٍ
حقَّ الولاءِ فلا مستهما سَقرُ .