بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، أما بعد…
فلقد تداولت مواقع التواصل بيانا لناطق بإسم منصب ديني عربي غير لبناني كان في زيارة إلى لبنان من فترة قريبة وقد استقبل بحفاوة دينية وسياسية لافتة.
بعد البسملة وعبارات الكبرياء والعظمة لمن أطلق البيان بإسمه، تأتي أبيات من شعر الإمام الحسين عليه السلام في حق الطاغية يزيد مما يوحي أن البيان ما هو إلا هجوم حسيني كربلائي على يزيديين أشرار. مما يحفزك إلى الإستعجال في القراءة لتعلم من هو الطاغوت الذي سيبلغك البيان عنه.
ولما كانت المعرفة في متناول الجميع في عصرنا هذا، فإنك ترسم في مخيلتك من سيكون الطاغوت المقصود في البيان وإن اختلطت الأولويات بين العدو الصهيوني والفكر الإرهابي والإستكبار العالمي والفساد الخلقي والإجتماعي المنتشر.
لكن ومع أول سطر من سطور البيان تجد نفسك أمام فاجعة هتك مرجعية دينية كبيرة بالإسم والكنية. لا حول ولا قوة إلا بالله. ومن ثم ينتقل إلى رجم الرجل وفكره دفاعا عن مؤرخين ومن ثم يتابع بهتاناً واتهاما للرجل. يا غيرة الدين!
وكون الرجل في لبنان ومن أداب إكرام المضيف فإن محتوى البيان عكف على أكبر قيمة فقهية ودينية وإسلامية معاصرة في لبنان ليتهمه بالضلال والتضليل والإنحراف وليشتم زينة تلامذته ومؤسساته الإعلامية بأقبح الصفات!
وهنا نسأل:
– هل هذا البيان صحيح وإلا لماذا لم يصدر تكذيب؟
– هل يتبنى من أُصدر البيان بإسمه محتوى البيان؟
– ما هو موقف ورأي من استقبل وتأهل ومد الولائم مما قيل؟
– ماذا كانت ردة فعل من هم في موقع حمل الأمانة والدفاع عن النهج؟
– ألا يعتبر ما قيل ضربا للمقدسات واعتداء على حرية الفكر وتخريباً للسلم الأهلي في البيوت والمساجد والأحياء؟
– من يتحمل مسؤولية ونتائج هذه الفوضى؟
– ألا يمكن اعتبار هكذا بيان تخلفاً ورجعية وتعصبا لا يقل خطرا وأذا عما يصدر عن الإرهابيين التكفيريين؟
لن نجيب لأن الإجابة في قلب كل واحد من هذه الأسئلة. بل نقول إتقوا الله فينا يا أدعياء حماية الدين!
نضال