القى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة
الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:
الخطبة الأولى
قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، صدق الله العظيم.
في الثالث عشر من جمادى الأولى من العام الحادي عشر للهجرة وقف علي(ع) مع ثلة محدودة من أصحابه وأهل بيته ليسجوا الزهراء سراً و ليلاً، لقد أرادت الزهراء(ع) أن يمثِّل دفنها موقفاً و هي التي كانت حياتها الطاهرة كلها مواقف و في مختلف المجالات .
لقد كان وقع هذه الوفاة كبيراً على قلب أمير المؤمنين(ع).. وقد عبر عن ذلك بدموعه وبكلمات الوداع ألقاها على قبرها الشريف: “السلام عليك يا رسول الله، عنّي وعن ابنتك النازلة في جوارك، والبائتة في الثرىٰ ببقعتك، والــــــمختار الله لهــــا سرعة اللحاق بك.. قلّ يا رسول الله، عن صفيّتك صبري، ورَقَّ عنها تجلُّدي، إلا أنّ في التأسّي لي بعظيم فُرقتك، وفادح مصيبتك، موضع تعزٍّ، فلقد وسّدتُك في ملحدةِ قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسُكَ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. فلقد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينةُ!أما حزني فسرمَدٌ، وأما ليلي فمُسهّدٌ، إلى أن يختارَ الله لي دارك الّتي أنت بها مقيم”.
وفي موقف مماثل وقف رسول الله (ص) بعد فتح مكة، عند قبر السيدة خديجة، وذرف الدمع و هو الذي كان في كل حياتها وبعد وفاتها يذكرها ويثني عليها ويجلها ويبين موقعها منه ومن الرسالة.. حتى كان من نسائه من يغار منها، وقد قالت إحدى زوجاته وهي عائشة:
كانَ رَسولُ اللَّهِ (ص)لا يَكَادُ يَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى يَذْكُرُ خَدِيجَةَ ، فَيُحْسِنُ عَلَيْهَا الثَّنَاءَ ، فَذَكَرَهَا يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ ، فَأَدْرَكَتْنِي الْغَيْرَةُ فَقُلْتُ : هَلْ كَانَتْ إِلا عَجوزًا ، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا ، فَغَضِبَ حَتَّى اهْتَزَّ مُقَدَّمُ شَعْرِهِ مِنَ الْغَضَبِ ، ثُمَّ قَالَ : ” لا وَاللَّهِ مَا أَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْهَا ، وَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِيَ النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِي وَكَذَّبَنِي النَّاسُ ، وَوَاسَتْنِي مِنْ مَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الأَوْلادَ مِنْهَا ، إِذْ حَرَمَنِي أَوْلادَ النِّسَاءِ”.
هذان المشهدان من وقوف علي عند قبر زوجته الزهراء ووقوف رسول الله عند قبر زوجته خديجة، نافذة تطل بنا لتصحح نظرة مغلوطة حول موقع المرأة وأهميتها في الاسلام، تلك النظرة المتداولة، التي عادة ما تختلط فيها العادات مع الدين لتشي بنظرة دونية إلى المرأة في التراث الديني _ و لكن هذا مبحث آخر _ و لكن ما نريده في هذا المقام هو النظر إلى هذا البيت الرسالي , الى هذا الزواج (زواج علي بفاطمة)الذي غير مجرى التاريخ من خلال ذرية طاهرة ممتدة عبر الزمن، ذرية هي القرآن الناطق وهي عدل القرآن والاسلام.
ونحن أيّها الأحبّة.. كما نحن بحاجة لاستلهام علي وفاطمة كل منهما على حدة، ككقدوة ونموذج، فإننا أحوج أيضاً، أن نستلهمهما كقدوة في اجتماعهما لتشكيل نواة الأسرة الرسالية، فيكون زواجهما خير نموذج نفهم من خلاله، مترتبات العقد الزوجي ومتطلباته وفق ما يدعو اليه الاسلام.
وهنا نشير إلى مبادئ أربعة:
أولاً مبدأ الكفاءة والتكاف…والمقصود بذلك هو التّناسب المطلوب بين الزوجين و في هذا نظرة تؤكد على عدم تهميش المرأة وتحييدها في اتخاذ قرار الزواج فصفاتها وعناصر شخصيتها وطباعها تحدد اهلية المتقدم للزواج بها والعكس صحيح ..
في زواج علي وفاطمة برز مفهوم الكفاءة في حديث رسول الله: لولا أن الله خلق علي لما كان لفاطمة كفوء.. ومعلوم كم تقدم للزهراء من عروض كثيرة للزواج بها وكانت ترفضها.. (ولم تنفرج أساريرها إلا لعلي)
المبدأ الثاني: هو التوافق حول الهدف الرسالي من الزواج و ماذا نبتغي منه وكيف نفهمه ؟ وما يشكل هذا الزواج في خط المسوؤلية أمام الله .. لقد تطابقت نظرة علي وفاطمة للزواج فقد اعتبراه موقعا لعبادة الله وطاعته وبناء ذرية صالحة تسير في خط الله.. لذا لم يسعوا للرفاه والعيش الرغيد وينسوا مسؤولياتهم ودورهم الرسالي .. بل حضر الاسلام والدين الى كل مفاصل هذا البيت ويستشهد القرآن بمشهد من داخله يوم مرض الحسن والحسين فنذرا لله ان يصوما لأيام ثلاثة إن شفيا {يوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا}
المبدأ الثالث: الذي نستلهمه من زواج علي والزهراء هو على مستوى المفهوم والذي يصحح نظرة تقليدية هي ليست من الاسلام، المبدأ هو المشاركة في حمل أعباء الحياة والبيت وتكامل الأدوار فيها، فلا يقع العبء على الزوجة دون الزوج ويصبح العمل المنزلي من اختصاصها دونه. وكلنا يعلم كيف كانت الزهراء تطحن وتعجن وتخبز وكان هو يكنس ويستقي ويحتطب .
الرابع: المودّة والرحمة، والمقصود بها المحبّة الّتي تتمظهر بالكلام والسّلوك، فلا تبنى حياة زوجيّة بلا عاطفة، والتي تمثّل ركيزتها وعمقها والعنوان الأساسي لامتدادها. والعاطفة تستوجب الرحمة من الطرفين . تذكر السيرة كيف كان امير المؤمنين يشفق من تعبها في العمل المنزلي فلجأ لأبيها ليجد عنده الحل لما هي فيه من ارهاق .. وكانت الوصفة التي اراحتهما.. التسبيحات التي كانت زادا روحيا لهما ولاولادهما .. وما زلنا ننعم بهذه التسبيحات الى اليوم لتكون علاجا وزادا يعيننا على ظروف الحياة وصعوباتها ..
المهم أن هذه المبادئ هي الّتي ينبغي أن تحكم الزواج وفق اقتدائنا بعلي وفاطمة لأنه اليوم غالباً ما يتوفر عنصر من الأربعة و خاصة العاطفة الأولية و الإعجاب و هذا كما ذكرنا أمر مطلوب و لكنه وحده لا ديمومة له .. ينبغي ان يبنى الزواج على أعمدة متينة وركائز كي نضمن استمراريته، نعيش اليوم في وقت نلمس فيه فصلا بين الزواج كمشروع وبين الهدف الرسالي منه…
الزواج صار امرا دنيوياً محضاً وليس محط مسؤولية رسالية ، تُسأل عنها الزوجة كما يُسأل عنها الزوج يوم القيامة.. للأسف العلاقات داخل الاسرة الواحدة لا تشي كثيراً بحس المسؤولية الرسالية او الجدية نتيجة جهل او قلة وعي واهتمام.. جل الهم لدى الأسر هو تأمين المادة والحاجات والبحث عن الرفاه وفرص اللهو والكيف والانس بشكل مبالغ فيه ..في المقابل نصطدم بقلة الصبر على ظروف الزوج او في عدم رحمة الزوجة ونراه في ضيق الصدر من الاولاد والمسؤوليات لدرجة الهروب للأسف.. امثلة بسيطة هي امام اعيننا .. لذا نقول وننصح كحل لكثير مما تعانيه اسرنا وصولاً للطلاق الذي ترتفع نسبته لأتفه الأسباب، ان عودوا لأجواء الرسالة فلننهل من اجواء بيت علي وفاطمة حيث الصفاء والطهر والتعاون .. وليكن الصبر والمودة والرحمة والنظر الى مشروع الزواج بعين الجدية والمسؤولية من الطرفين لينعموا بالنتائج بعد ذلك.
هذه المبادئ وغيرها مما نستلهمه من دروس البيت النبوي يجب ان نحولها الى خلفية تربوية في البيوت والمدارس لتهيئة الشابات والشباب للزواج ونقولها للأهل بشكل أساسي وللمجتمع بشكل عام ان هذه الدروس هي أولى من كل التحضيرات المادية والطقوس والشكليات التي غرقنا بها و باتت تطبع واقع الزواج ومفهومه مبتعدة به شيئاً فشيئاً عن المفهوم الحقيقي الذي اراده الاسلام..الذي ننشده كدين حياة وبناء.
أيها الأحبة:
تعالوا نتمثل بيت الزهراء وعلي نتمثله حبا وعملاً هذا البيت الّذي كان يحبه رسول الله(ص) ويأنس فيه، فعندما كان يسافر، كان آخر عهده هذا البيت، وعندما يعود كان هو أول بيت يطرقه. لتلقاه بضعته بالسؤال عنه والتخفيف والدعم والاحتضان.. أليست هي ام أبيها وقد اعلنها مرارا: “فاطمة روحي التي بين جنبي”
في ذكرى وفاة الصديقة الطاهرة نتمثلها مجاهدة صابرة عاملة فاعلة صادحة بالحق : “اعلموا اني فاطمة” – و نستذكر عليا و هو الذي كان ودع أخاه و ابن عمه و الآن يودع الزهراء، نستذكره بوحدته وحرقته ووجعه وهو يواري شريكته وام الأئمة في الثرى مختصرة الدنيا عن عمر الشباب لتلاقي ربها الذي عبدته حتى تورمت قدماها ولتجاور اباها…كان عمر فاطمة قصيراً على مستوى الزمن الا انه كان مليئاً وغنياً منتجاً وكان نبعاً فياضاً…غادرت فاطمة الحياة وهي لا تناهز الخامسة والعشرين باحسن الروايات الا انها بقيت وستبقى حاضرة في الوجدان والميدان ليستلهمها محبوها رجالا ونساءا ويقتدوا بها ويلبوها في ساحات الرسالة والدعوة والمسؤولية وفي ساحات الحق والوغى
السَّلام على الزهراء يوم ولدت، ويوم تبعث زاهرة لأهل السّماء ، كما أزهرت لأهل الأرض… اللهم اجعلنا ممن يحظون بنورها في الدنيا وشفاعتها في الاخرة يا أرحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين
الخطبة الثانية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله؛ هذه التقوى الَّتي عبَّرت عنها السيّدة الزهراء(ع) بأجمل تعبير عندما وقفت في صلاة الليل تدعو لجيرانها فرداً فرداً، كلٌّ تذكره بحاجته.. يومها، سألها الإمام الحسن(ع): “يا أماه، لمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟”، فقالت: “يا بني، الجار ثم الدار”.
لقد أرادت السيّدة الزهراء أن تغيِّر أسلوبنا في التّفكير، فنحن غالباً ما نفكّر في أنفسنا، في حاجاتنا، في متطلّباتنا، وبعد ذلك نفكّر في الآخرين، ولكنّها أرادت لنا أن نفكّر في الآخرين، وبعد ذلك نفكّر في أنفسنا. وهذه الروح هي الَّتي عبّر عنها علي(ع) والحسن(ع) والحسين(ع) والزهراء(ع) عندما أطعموا الطعام مسكيناً ويتيماً وأسيراً لوجه الله، ولم يريدوا من ذلك جزاءً ولا شكراً..
إنَّنا بحاجةٍ إلى هذه القيمة؛ بحاجةٍ إلى أن نحييها في حياتنا، وهي التي تجعلنا نبذل أرواحنا ومهجنا، ولا نبخل بأموالنا ودمائنا، من أجل أن نردّ عدوان عدوّ وطغيان ظالم.. وأن نسهر حتى ينام الناس، ونتعب حتى يرتاح الناس، ونجوع حتى يشبع الناس، ونظمأ حتى يرتوي الناس.. بهذه الروح المضحّية الباذلة المعطاء، والتي تؤثِر الآخرين على نفسها، استطاعت هذه الأمة أن تحرِّر الأرض وتحميها، واستطاعت أن تحقّق الطموحات، وتصل إلى الأهداف، وبها نملك القوّة على مواجهة التحديات.
لبنان
والبداية من لبنان، الَّذي شهد في الأسبوع الماضي حركة سياسيَّة هدفها المُعلن هو تحريك ملف رئاسة الجمهوريَّة، وإخراج لبنان من حالة الفراغ الَّذي يعانيه، والذي يعرف الجميع حجم تداعياته على التوازن داخل البلد، وعلى استقراره، وعلى حركة المؤسَّسات فيه..
وفي الوقت الَّذي نقدّر أيّ حراك في هذا المجال، فإننا نرى ضرورة استمراره ومتابعته، ليشمل كلّ المواقع السّياسيّة، سعياً لإزالة الهواجس والالتباسات الموجودة الآن، ووصولاً إلى تحقيق التّوافق المنشود والمطلوب لإنجاز هذا الملفّ..
ولكن، مع الأسف، لا يبدو أنّ حلَّ هذا الملف أصبح جاهزاً الآن، كما لا يبدو أنّ الباب مفتوح له، في ظلّ التصعيد الذي تشهده المنطقة، والذي ينعكس سلباً على هذا الملف، وعلى أيّ ملف آخر، وفي ظلّ استمرار المواقف السياسية على حالها. ولذلك، على اللبنانيين الانتظار وسط كل ذلك، ولعلّ ما يخفّف الوطأة على اللبنانيين، هو استمرار التوافق الإقليميّ والدّوليّ على استقرار الوضع الأمنيّ في هذا البلد..
وهذا الأمر، رغم أهميّة نتائجه الإيجابيَّة، لم يأتِ لسواد عيون اللبنانيين، بل لانشغال الجميع بملفات أكبر، وخصوصاً ملفّ اللاجئين، الَّذي تحوَّل إلى مشكلة كبيرة للغرب.
وفي هذا الوقت، تكشف الأيام مدى الفساد المعشعش في الدولة، وعجزها عن معالجة الأزمات الحياتية لمواطنيها، فقد فشلت في معالجة أزمة الكهرباء، كما فشلت، وبعد سبعة أشهر، في معالجة أزمة النفايات، رغم كلّ تداعياتها الخطيرة البيئيّة والصحية، إلى أن وصل هذا الملف إلى طريق مسدود، وعاد إلى مربّعه الأول.
إنَّ من المعيب على من هم في مواقع المسؤوليَّة، الاستهتار بصحّة المواطن وبيئته وحياته، ومن المعيب أيضاً أن لا تستنفر الدّولة بكلّ أجهزتها ومواقعها السياسية لحلّ هذه الأزمة، لأن الجميع قادرون على حلّها لو أرادوا ذلك، ولكنَّ مشكلتهم أنّهم يضعون القضايا الطائفيّة والمذهبيّة في الأولوية، فلأجلها تُثار ثائرتهم، فيما كلّ البرودة في التّعامل مع القضايا الوطنيّة والعابرة للطّوائف والمذاهب.
لقد تخلّت الدّولة عن مسؤوليّتها في ملفّات الكهرباء والماء، الَّتي أضحت بيد المواطنين، فهم تدبّروا أمرها. وفي ظلّ هذا العجز الفاضح، ربما يكون المواطنون بمؤسَّساتهم الأهليّة والمدنيّة قادرين على معالجة قضاياهم وأزماتهم، وخصوصاً أزمة النفايات، من دون أن يحتاجوا من مؤسَّسات الدولة إلا إلى القوى الأمنيّة.
ومن هنا، ينبغي التشديد على ما كنا أشرنا إليه سابقاً، بضرورة التعاون بين البلديات والمجتمع المدني والأهلي، لإيجاد حلّ لهذه الأزمة، حفظاً لصحة المواطنين، وحمايةً لبيئتهم ولجمال صورة لبنان.
ولا بدَّ لنا في هذا الظّرف من الإشارة إلى تنامي الجريمة البشعة، والَّتي حدثت في أكثر من منطقة، فضلاً عن جرائم الخطف والسرقة.. ونحن هنا في الوقت الذي ننوه بدور القوى الأمنية في ملاحقة المجرمين والكشف عنهم، فإننا نرى الحاجّة ماسّة إلى تشديد العقوبات عليهم وعدم التّساهل معهم، والتي غالباً ما توضع في أدراج التدخلات السياسية والأحكام المخفّفة. وهنا نستذكر قول الله تعالى: {ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي الألباب}، فلا يوجد أمن ولا استقرار ولا أمان بدون عقوبات رادعة وقاسية، وفي الوقت نفسه، نحتاج إلى تعزيز جهود علماء الدين والتربية والاجتماع ووسائل الإعلام لمواجهة هذه الظّواهر.
سوريا
وإلى سوريا، حيث يستمرّ الصّراع حاداً في هذا البلد، وقد بات الميدان الّذي يثبت من خلاله حضور كلّ الأطراف المؤثرين فيه من المنطقة ومن العالم.. إننا أمام ما يجري، نعيد التأكيد على أهمية العمل من أجل وحدة هذا البلد في مواجهة المشاريع التي تسعى إلى تقاسمه من خلال تقسيم النفوذ فيه، حيث لكلّ محور إقليمي ودولي ساحة يتحرك من خلالها.. وطبعاً، سيسعى العدو الصهيوني إلى أن يكون له موقع في ذلك، وكلّ ذلك سيكون على حساب هذا البلد وموقعه ودوره..
وهنا، نرى أنَّ مسؤوليّة كلّ القوى الحريصة في هذا البلد، القيام بدورها لإخراجه من أتون هذا الصّراع، وإفشال كلّ المخطّطات الّتي هي على حسابه، وتعزيز فرص الحوار بين الدّولة والمعارضة الحريصة على وحدته وقوته، ومنع كل التدخلات الّتي تسيء إليه.
ظاهرة تنامي الأمراض
وأخيراً، لا بدَّ لنا من مواجهة تنامي الأمراض، من خلال اعتماد الوقاية كبديل من العلاج.. واعتبار ذلك مسؤوليَّة شرعيَّة وواجباً دينياً، فلا يجوز للإنسان أن يفرط في صحّته، فصحَّته أمانة الله عنده، ومن واجبه الحفاظ عليها إلى أبعد حدود.
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله
التاريخ : 10 جمادى الأولى 1437هـ الموافق : 19 شباط 2016م