إعتبر سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي ان الحوثيون بذلوا أيضاً جهوداً كبيرة لقلب صفحة جديدة في تاريخ العلاقات اليمنية ــ السعودية، وعلى السعوديين التراجع عن مغامرتها المجنونة في اليمن.
وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في صيدا قال، “لا نحبذ التشبيه والمقارنات ولكن الحرب على اليمنيين تستعدي منّا أن نقف مليّاً وأن ننظر في أحوال الحروب وقادتها في هذه المنطقة ، حيث سنجد أنّ ما ينطبق على العدو الإسرائيلي من وحشية وهمجية وتطرف ينطبق على السعودية بنحو تام. ومثلما كانت تلجأ إسرائيل إلى العدوان ها هي السعودية تلجأ إلى العدوان كذلك. والسياسية نفسها التي مارستها إسرائيل في ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين الأبرياء ، ها هي السعودية تقوم بالأمر ذاته فترتكب المجازر ولكن ضد اليمنيين”.
وتابع: “ما يثير الاستغراب أنّ العدوان على اليمن يلقى تجاوباً سياسياً من دول عربية لم نشعر بقوتها وحميتها وحماستها ضد إسرائيل يوماً ، ويلقى دعماً شرعياً من مفتين لم يتعبوا بعدٌ من نشر الفتن وتحريض الشعوب على بعضها البعض. ها هم ذُعروا من مطالبة الحوثيين بالحق ، فلجأوا إلى اتهام الحراك الشعبي بأنّه حراك إيراني فارسي ، صفوي ، شيعي ، وأطلقوا الحملات الإعلامية والدعائية لاستنفار الناس وتحشيدها لمقاتلة اليمنيين الفقراء الذين عانوا من سياسات السعودية الظالمة والحقودة بحقهم سنوات طوال”.
وسأل: “بالله عليكم: لماذا تلجأ السعودية إلى تخريب اليمن وتدمير بنيته الإعمارية والحضارية؟، لماذا تريد التقسيم في اليمن وتهوّل بتدخل بري في عدن!”.
واضاف: “لماذا تدّمر المطارات المدنية وتحاصر الموانئ البحرية وتمنع أي مساعدات إنسانية وإمدادت إغاثية؟ لماذا تدعو السعودية مشايخ السوء ومنهم إمام الحرم الملكي لاستشارة السعوديين مذهبياً وغرائزياً وإظهار الحرب بعنوانها الطائفي ، وكأنْ لا حقَّ لليمنيين أن يتحرروا من استبداد واستعباد المملكة المعروف منذ عشرات السنين؟ لماذا تقصف الطائرات السعودية منازل المدنيين وأماكن العيش والاسترزاق؟”.
وإستطرد قائلاً: “لقد بذل الحوثيون جهوداً جبارة لحل الأزمة بالطرق السليمة وعن طريق الحوار ، ووافقوا على إجراء مفاوضات في صنعاء أو أي عاصمة عربية محايدة. وبذلوا أيضاً جهوداً كبيرة لقلب صفحة جديدة في تاريخ العلاقات اليمنية ــ السعودية مؤكدين رغبتهم بتسوية الخلافات والمشاكل القديمة ، لكن السعودية رفضت واتجهت مباشرة إلى الحرب”.
وتابع: “لكن إلى أين يمكن أن تؤدي هذه الحرب ، وهذه المجازر ، وما هي النتائج التي يمكن أن تنتج في حال استمرارها؟ على العرب إن بقي منهم عاقل أن يعلنوا رفض هذه الحرب المدمرة، ورفض التقسيم في آن واحد ، وأن يدعو إلى مصالحة وطنية من خلال حوار بناء بعيداً عن التلفيقات الطائفية والاتهامات ضد ايران بأنها تريد السيطرة على اليمن”.
وختم: “إنّ على السعودية أن تتراجع عن مغامرتها المجنونة وسعيها المتواصل لتفجير اليمن ، وتتوقف عن سفك الدماء وإشعال المنطقة التي لا ينقصها المزيد من الحروب والصراعات العبثية”.
وفي شأن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الكبرى، فإنه يضع المنطقة والعالم أمام منعطف تاريخي. ومن اللافت للنظر أن ردات فعل إسرائيل وبعض الدول العربية على الحدث العالمي كانت مصحوبة باليأس والخيبة والمهانة. ذلك أن إيران لن تكون فقط دولة نووية وإنما دولة محورية، ولن يكون الاتفاق محدوداً بالاطار التقني وإنما ستصحبه تداعيات سياسية على مستوى العالم والمنطقة. ما يعني أننا أمام مسار جديد وأمام لحظة ستعكس هزيمة المشروع الأميركي الإسرائيلي، واضمحلال الكبرياء السعودي والغرور التركي .
المصدر: الحدث نيوز