علي الصغير
AM 02:10 2014-03-29
أن يطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، اليوم، من بلدة عيناثا الجنوبية في كلمة متلفزة راعيا حفل إطلاق «منتدى جبل عامل للثقافة والأدب» وافتتاح «مسرح الانتصار»، هذا هو الخبر بحد ذاته.
في خضم مشاركة «حزب الله» في الحرب الجارية على أرض سوريا، وفي ذروة «الرسائل النارية» التي تبادلها «حزب الله» مؤخرا مع الإسرائيليين، يطل السيد نصرالله من خلال منبر ثقافي عاملي مميز لا يقع في بلدة عيناثا وحسب، بل على بعد عشرات الأمتار، من «مربع التحرير» (عيناثا ـ عيترون ـ مارون الرأس ـ بنت جبيل)، البقعة التي أعطت الإسرائيليين في «حرب تموز» 2006 درساً لن ينسوه، بتلك المقاومة الباسلة على مدى 33 يوماً.
ليس هذا وحسب، بل إن عيناثا لطالما ارتبط اسمها ليس بالعلم والعلماء والثقافة والمثقفين، بل بالمقاومة والمقاومين، فكان لها دائما نصيبها، من زمن الاستعمار العثماني إلى زمن الاحتلال الإسرائيلي مرورا بمقاومة الانتداب الفرنسي. الشاهد على ذلك في عيناثا، تلك الأضرحة التي تحمل أسماء ولوحات شهداء مقاومين صاروا جزءاً من هوية البلدة وتاريخها.
وأن يطل السيد نصرالله عند الرابعة من عصر اليوم عبر الشاشة، في افتتاح منتدى ثقافي وأدبي في الجنوب، فتلك رسالة أولا للإسرائيلي، بأن انخراط الحزب في مواجهة التكفيريين على أرض سوريا، لا يمنعه من مقاربة ملفات داخلية لبنانية كالحوار والحكومة والرئاسة والقضايا الاجتماعية، بل وحتى عناوين ثقافية هي في صلب اهتمام الحزب.
كان مقررا افتتاح هذا المنتدى منذ حوالي التسعة أشهر تقريبا، لكن تطورات داخلية ضاغطة، فرضت التأجيل، فكان أن اختار السيد نصرالله هذا التوقيت، خاصة أنه قلّل من إطلالاته السياسية في الآونة الأخيرة.
فكرة المنتدى بدأت منذ حوالي ثلاث سنوات والهدف أن تكون هناك «منارة إشعاع وثقافة تغني جبل عامل بالثقافة والأدب وقد وجدنا في عيناثا هذه الحاضرة المتألقة صدراً رحباً ومساحة عقارية تليق بهذا الصرح» يقول المشرف على المشروع المهندس حسين فضل الله.
ويشير عضو الهيئة الإدارية للمنتدى الدكتور مصطفى بزي إلى أن هذا الصرح العاملي والثقافي «سيشكل حاضنة للمثقفين والادباء والشعراء، كما انه سيكون صلة وصل بين جميع المنتديات المماثلة على مساحة الوطن، وستجري استضافة ادباء وشعراء ومسرحيين بالاضافة الى نشاطات اخرى من توقيع كتب وسهرات ثقافية وادبية بالاضافة إلى استضافة ندوات علمية»، ويشير إلى أن نشاطات المنتدى ستمتد على مدى أشهر السنة وستبرمجها هيئة إدارية برئاسة الشيخ فضل مخدر.
من الناحية الهندسية، يشير المهندس فضل الله إلى أن المساحة المقام عليها المشروع تتجاوز ثلاثة آلاف متر مربع، فيما يقسم البناء إلى أقسام عدة أبرزها المسرح الذي أطلق عليه «مسرح الانتصار»، وهو مجهز لإقامة مسرحيات واحتفالات متنوعة، مع كامل تجهيزاته التقنية مع غرفة تحكم بالصوت وهو يتسع لحوالي اربعمئة مقعد، بالإضافة إلى أنه مجهز لعرض الأفلام السينمائية بأحدث التقنيات.
أما الطبقة الثانية من المبنى، فتضم إدارة المنتدى وديوان اللقاءات الأدبية ومركز ثقافي خاص بالمرأة و«تراس» علوي مكشوف على مساحة 250 م2، كما تحيط بالمركز مساحات خضراء مشجّرة بالاضافة الى موقف كبير للسيارات.
وقد جهزت بعض الساحات القريبة من المنتدى لاستقبال الحشد الذي سيتقدمه عدد من الوزراء والنواب فضلا عن حشد من الشخصيات الثقافية والفكرية والفنية.
المصدر: السفير