عاش محتالا ومات كافراً

بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور كندا
تقول أحدى الحكايات القديمة ان احد الأشخاص إبتلاه الله تعالى بداء لا دواء له ولم تستطع كل شركات ومختبرات صناعة الأدوية من إيجاد أي علاج لهذا الداء العضال والمستفحل .
هذا الشخص نفسه كان مريض بمرض اسمه ( الحقد والحسد ) على الانسانية بأسرها وعلى كل كائن بشري في هذه الحياة وهو مرض خبيث وغريب النتائج ، ولعمري ان من يصاب به ويستفحل ذلك المرض في قلبه وعقله وضميره يتحول الى ما يشبه الوحوش فيفقد كل الصفات الإنسانية الخالدة وتتحول أعماله إلى الشرور والحسد والأنانية وإيذاء الآخرين بشتى الطرق والوسائل .
عندما أراد ذلك الشخص الزواج تّعرف على واحد عرفت عنه كل صفات الشر والحسد والحقد وبدلاً من ان تحاول تغيير سلوكه والتأثير عليه ودفعه نحو الأحسن والأفضل ، سارت معه وسايرته ودافعت عنه عندما يأكل حقوق الآخرين ويعتدي على الناس باشاعات وأخبار كاذبة ومُلفقة يطلقها هنا وهناك لا لسبب الا لبث الفتن والأحقاد والمشاكل المختلفة بين الناس .
فهو الثرثار الذي يجيد حبك الأكاذيب والاضاليل والشائعات التي تطال الناس الكرام والذين يخافون الله في كل حركة من حركات حياتهم اليومية فيستغل هو هذه الامور لمعرفته المسبقة ان نوعية الناس التي يتعرض لها بكل هذا الكم الهائل من الشر والفجور والكذب ، أكبر واجّل من ان تهبط الى مستواه المتدني من التعامل مع لآخرين ، وقد استغنى عن كل ضمير ينهي عن التعرض للآخرين بسوء فكيف بالتّعدي عليهم وإثارة الأكاذيب والأباطيل الجارحة بحقهم وحق عائلاتهم الكريمة المحترمة .
هذا الشخص نفسه امتهن مهنة السرقة والاعتداء على حقوق الناس وسرقتها بشتى الطرق وأساليب الخداع والمراوغة والغيش وقد اصبحت قائمة ضحاياه طويلة وتعد بالعشرات والحبل على الجرار مثلما يقولون كل فترة تسمع ان شخص ما وقع ضحية له في مسلسل نصبه واحتياله على عباد الله ، وعندما يعترض احد ضحاياه على نصبه واحتياله وأكل حقوق الاخرين وأموالهم تنتفض زوجته المشؤومة بشكلها الكريه والبشع بالقول ان ( زوجها مظلوم والناس لا تعرف حقيقته فهو فقط يريد مساعدة الناس وتأمين أرباح إضافية على الأموال التي تُعطي له ) !!!
أي كذب وافتراء هذا عندما ينصب المرء على الآخرين ويسرق أموالهم بكل فجور فتستفيق زوجته من سباتها وتصرخ أبداً انه مسكين ومظلوم !! فهي طبعاً ستدافع عن ولي نعمتها ومن يحضر لها المال الوفير لتنعم به على حساب أصحابه الأصليين الذين لا يجدون إلا الدعاء المتواصل عليه بان يصاب بكل شرور هذه الدنيا .
هذه الزوجة تدافع عن بعلها النصاب والحرامي على قاعدة القول الكريم ( الخبيثين للخبيثات ، والطيبين للطيبات ) .
استفاقت تلك المدينة التي يعيش فيها ذلك الرجل وزوجته يوماً على خبر سرى في كافة أرجائها كما تسري النيران في الهشيم .
انتحر ذلك الشخص ويبدو انه لم يعد يحتمل نظرات الناس ودعواتهم عليه فانتحر وقتل نفسه ، فعاش في حياته نصاب ومحتال ونذل وأنهى حياته كافراً فربما يكون عبرة لمن اعتبر من بني البشر بالأمس واليوم وفي المستقبل .
سبحان الله فعلا صدق القول القائل : لله في خلقه شؤون .

20130906-110922.jpg

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …