لليوم التالي كشفت الشرطة الفرنسية عن تحليق طائرات من دون طيار فوق العاصمة الفرنسية، بعد تحليق خمس طائرات بدون طيار فوق مواقع مختلفة في باريس توصف بالحساسة دون معرفة الجهة المشغّلة لها. الحادثة رغم كونها ليست الأولى من نوعها إلا أنها تأتي في ظل حالة القلق والتأهب التي تعيشها فرنسا خصوصاً بعد هجمات شارلي إيبدو.
حلقت خمس طائرات مجهولة من دون طيار على الأقل تحلق فوق مواقع مختلفة من باريس بين منتصف الليل الماضي والساعة السادسة من صباح اليوم وفق ما أفاد مصدر أمني فرنسي. المصدر أضاف أنه لم يتم القبض على مشغلي الطائرات التي شوهدت فوق مبنى السفارة الأميركية وبرج إيفل ونصب الأنفاليد invalides وساحة الكونكورد.
وتوصف المواقع التي حلقت فوقها الطائرات بالحساسة. مصدرها لم يعرف بدقة ولا غاياتها لكن عوامل كثيرة تثير قلق السلطات التي تبقي حال التأهب في أقصى مستوياته منذ هجمات شارلي إيبدو.
الحادثة ليست الأولى من نوعها في باريس، طائرات من دون طيار شوهدت أخيراً فوق الاليزيه، وفوق مواقع نووية، لكن المثير للقلق هذه المرة تحليق هذا العدد من الطائرات بفارق زمني بسيط نسبياً في ما بينها، ما يطرح فرضية عمل منظم.
المعطيات تؤكد أن الطائرات صغيرة ومتوفرة تجارياً. المدى الأقصى للتحكم بها لا يتعدى 300 أو 400 متراً أي أن مشغليها هم في أماكن قريبة من مواقع تحليقها.
يقول الصحافي عثمان تزغارت إن السؤال ليس كيف تمكنت هذه الطائرات من التحليق لكن لماذا لا تزال السلطات عاجزة عن تحديد من يسيرها خاصة وأنه لا بدّ أن يكون على بعد مئات الأمتار فقط من مكان تحليقها.
طائرات من هذا النوع بيع منها بنصف مليون قطعة العام الماضي. تشغيلها بطريقة غير شرعية يعرض المشغل للسجن عاماً ولدفع غرامة قيمتها خمسة وسبعون ألف يورو. الشرطة تقول إن هذه الطائرات أخف من أن تتسبب بضرر هام إذا اصطدمت بمبنى. لكن تقارير تحدثت عن مخاوف من أن يجد مهاجمون محتملون وسيلة ليربطوا بها متفجرات أو مواد كيميائية سامة.
الباحث والأستاذ في العلاقات الدولية في جامعة باريس الدكتور زيدان خوليف قال في حديث للميادين إن الاختراق الجوي لأجواء باريس وفرنسا عموماً يدل على أمرين، الأمر الأول أن السحر انقلب على الساحر والقوات الفرنسية وتحديداً القوات الجوية لا ولن تستطيع تحديد حتى عدد الطائرات، مشيراً إلى أن بعض شهود العيان تحدثوا عن أكثر من خمس طائرات.
أما الأمر الثاني فهو عجز القوات الجوية عن القيام بأي خطوة نتيجة عدم وجود إجراءات تقوم بها، حيث لم تستطع الرادارات وكل التجهيزات الإلكترونية الموجودة في فرنسا من رصد هذه الأجسام الطائرة.
ورأى خوليف أن هذه الطائرات تشكل خطورة في ما قد تلتقطه من صور لأماكن لا يمكن الوصول إليها إلا بإجازات مثل المحطات النووية وما قد تحمله من متفجرات أو مواد سامة، مضيفاً أن المغزى من هذا الاختراق هو إجبار فرانسوا هولاند على التراجع عن خطوة خفض القوات الجوية التي يريد القيام بها.
المصدر: الحدث نيوز