سؤال يسأله كل عاقل: ما معنى أن يكون لك أحزاب أو جمعيات؟ ما دورها في المجتمع؟ ما علة وجودها؟
إنما وجدت الأحزاب والجمعيات للتعبير عن حال الناس ومشاكلهم. هي هيئات تتشكل لتكون تعبيرا عن الناس وواقعها. هي أطر تخرج من الناس لتنقل معاناتهم ولتعود لهم وتحل مشاكلهم. ولما كنا في بلد ديمقراطي كان لا بد للإنتخابات أن توجد من هم الأكفأ والأكثر صدقا في مواقع الرأي والقرار!
ما يدعونا لنقف هنا ونسأل هو ما حدث يوم البارحة في بنت جبيل. لقد ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بنبأ مفاده:
“ان سيدة في بنت جبيل في ال٢٥ من العمر تعاني من سرطان الدم وهي أمام احدى المستشفيات ولا من معين… أنجدوها يا أهل النخوة…”
إذا أخذنا مشهد هذه السيدة ومشهد يوم إنتخابي في البلدة وقارناهما، بأي نتيجة نخرج؟
في اليوم الإنتخابي وقبله لا بعده، يجولون على الزواريب والحارات. ويطلقون الوعود… ويخيلون لنا البحر صحراء. أما هذه السيدة والتي تستحق أقله من هذه الأحزاب والجمعيات أن تستقبل في مستشفى وتعطى العناية المطلوبة، فتترك لحالها ولا من يلتفت.
يأخذون الوجاهة والزعامة والألقاب وكأن كل ذلك بحد ذاته هدف لهم، أما حقوق ومصالح الناس التي كان المركز والمنصب جسر عبور لها فلا تلقى أي اهتمام.
أما الأمر المعيب فعلا فكان في ما يشبه اللامبالاة التي تعاطى بها معظم المتلقين للموضوع. هل أصبحنا مجتمعا مفككا لهذه الدرجة التي لا يأبه معها واحدنا لمصائب جاره وابن بلدته. الى أين نحن سائرون؟ أين قيمنا الدينية والأخلاقية التي تدعونا للتعاطف مع مصائب الأخريان ولو بالكلمة.
إن هذه اللامبالاة عند المجتمع تكاد تفسر لامبالاة من يسمون أنفسهم مسؤولين.
وأحسرتاه على الآتي من أيامنا، لأن الله وان يمهلنا الآن على تحلل الأخلاق فينا، فهو حتماً لن يهملنا طويلاً.
ولا حول ولا قوة الا بالله!