رضوان الذيب –
ما هو سر «الهستيريا» السعودية والخليجية على خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله؟ سؤال يردده المراقبون العرب والاجانب هذه الايام ويحاولون الولوج الى سر تحرك الماكينة الاعلامية السعودية عن بكرة ابيها، للرد على خطاب السيد. والجواب واضح وبسيط ومرد ذلك حسب المراقبين الى التأثير الكبير لكلام السيد على الجمهور العربي والاسلامي وثقة هذا الجمهور ايضا بشخص السيد وصدقه وايمانه بأنه يقول الحقيقة في كل ما يقوله وتحديدا حول اليمن وكشفه اهداف العدوان السعودي على الشعب اليمني.
ومن الطبيعي، وحسب المراقبين فإن ما احدثه خطاب السيد الاخير من خضات وتساؤلات حتى في معسكر من يؤيدون الحرب كان كبيراً، وكذلك في اوساط الجمهور العربي والاسلامي والذي بدأ يتساءل عن اهداف العدوان السعودي، لكن الابرز ان كلام السيد كسر هيبة المملكة العربية السعودية وآل سعود فما قاله ونقل حقيقة المسؤولين السعوديين والتشكيك باسلامهم، جعل سفراء المملكة العربية السعودية يهبون في كل الدول مع ازلامهم، لتشويه كلام وصورة السيد، عبر «شيكات» مدفوعة سلفا، وعلى القطعة، وهؤلاء وقفوا بالصف امام السفارات السعودية لقبض ثمن كلامهم وكل حسب قدره، ولم يكتف المسؤولون السعوديون بذلك حتى وصلت بهم الامور الى الاتصال بعدد من رؤساء المحطات التلفزيونية اللبنانية والعربية مهددين بحذف هذه المحطات عن قمر النايلسات، ووقف عملها ان تجرأت على نقل خطاب السيد ولهذا كانت كل هذه الضجة! واللافت ايضا ان وسائل الاعلام الخليجية من العربية والجزيرة والاعلام السعودي خصص ساعات وساعات ونظم الندوات لتفنيد خطاب السيد «نقطة نقطة» حتى انه تم استئجار «حلقات» في معظم المحطات العالمية المهمة للرد على كلام السيد في حين تبارى الامراء السعوديون والخليجيون في نظم «قصائد الهجاء» بحق السيد ومواقفه وتباهى بها الامراء السعوديون والخليجيون وعمموها، وهل «يحرز» خطاب ساعة لكل هذه «الهستيريا»؟ فكيف اذا كان الخطاب لساعتين او اكثر.
وحسب المراقبين فإن من يراقب رد الفعل الخليجي يدرك ان كلمات السيد ليست كالكلمات، وإن احصـائيات قامت بها الدول الخليجـية كشفت لهـم بأن 80% من الجمهور العربي والاسلامي يتابع خطابات السيد ويأخذ بها، ويتبناها، وهذه الخطابات ساهمت بكشف المستور السعودي، واوضحت حقيقة ما يجري للمواطن العربي والاسلامي وازالت الكثير من الالتباسات لديه. وبينت له ان ما يجري هو عدوان سعودي على الشعب اليمني، وان كل ما سوقته السعودية لشن الحرب هو باطل، وان ما يجري هو بعكس ما يروجه الاعلام السعودي والخليجي.
وحسب المراقبين ونقلاً عن تقارير استخباراتية اجنبية، فإن حركة السير خفت في الكثير من المناطق في السعودية ودول الخليج لحظة القاء السيد نصرالله لكلمته الاخيرة، وهذا الامر حصل في بعض بلدان المغرب العربي وصولا الى الصومال وشكل للمرة الاولى خرقاً للحصار السعودي ووصل صوت المواطن اليمني الذي نقله السيد في خطابه الى معظم شعوب هذه الدول، وكشف لهم بأن الصراع ليس شيعياً – سنياً كما تصوره دول الخليج، وان الحوثيين ليسوا جماعة ايرانية، كما ان البعد العربي في خطاب السيد احدث صدمة لهؤلاء عبر التأكيد بأننا عرب اقحاح. نحن من يحمل راية العروبة، وهذا ما زاد من ارباك دول الخليج حيث ركز السيد بأنهم لم يقدموا شىئاً لفلسطين.
ويتابع المراقبون «ان السيد حسن نصرالله ورغم كل الحملات السعودية والخليجية لتشويه صورته لدى الجمهور العربي والاسلامي، فإنه وحسب احصاءاتهم ومخابراتهم وتقاريرهم ما زال القائد «الانقى» و«الاشرف» في قلوب وعيون وضمائر الشعوب العربية والاسلامية الذين يعرفون جيداً حزب الله ومواقفه من الصراع الوجودي مع اسرائيل ودعمه لقضايا التحرر وللحق والعدل والخير والجمال في الامة العربية والاسلامية ورفضه لكل المنطق الطائفي والالغائي والتكفيري.
وحسب المراقبين، فإن كلام السيد شكل «نقلة» محورية في فضح اهداف العدوان، والابرز انه كسر شوكة آل سعود وفضح افعالهم وشكك باسلامهم، حيث لم يتجرأ اي زعيم عربي بعد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من الحديث عن الاسرة الحاكمة السعودية وما جنته ايديها على الدول العربية والاسلامية من خراب ودمار بالاضافة الى اتهامها بأنها سبب نشوء الجماعات التكفيرية التي نكلت بالمسلمين والمسيحيين في الصومال ونيجيريا والدول العربية وجلبت كل اساطيل العالم الى منطقتنا.
وحسب المراقبين فإن التأثير الكبير لخطاب السيد في الرأي العام العربي والاسلامي وقدرته على دحض المزاعم والاطماع السعودية في اليمن جعل آل سعود يخرجون عن «طورهم» ويسخّرون كل ادواتهم للرد على كلام «السيد» وتخصيص الندوات والاحتفالات لتشويه صورة الامين العام لحزب الله وتصويره بأنه «ايراني الهوى». وحسب المراقبين، فإن الحملة لتشويه صورة «السيد» صرفت عليها مليارات الدولارات وشاركت فيها مراكز دراسات وابحاث واستراتيجيين ومنجمّين و«50 ليلى عبد اللطيف»، لكنها لم تؤد غرضها وما ان يطل السيد على اي شاشة «تلفزيونية» حتى يتحلق المواطنون حولها وتترك كل كلمة صداها وتأثيرها، وهذا سر قوة كلام السيد نصرالله وهستيريا اخصامه، وليس للهستيريا اي تفسير آخر.
اما على الصعيد الداخلي وحسب المراقبين، فإن كلام البعض ونزوله الى هذه «المعمعة» وانضمامه الى «حفلة المهرجين» هو اساءة لشخصه قبل غيره، رغم ان كلامه لم يلق اي صدى، و«مر مرور الكرام» وحزب الله وحسب المراقبين لن ينجر الى تحويل النقاش والسجالات الى لبنانية – لبنانية وحرف الصراع عن جوهره الحقيقي كما يريده المسؤولون السعوديون، وبالتالي فإن سهام حزب الله ستبقى موجهة نحو الهدف الاساسي اي المملكة العربية السعودية حتى توقف حربها على اليمن، كونها رأس الحربة في هذا المشروع والخلاف معها ومع الأسرة الحاكمة وصولاً الى رأس الهرم في المملكة السعودية، ولن يفلت كل هؤلاء من انتقادات السيد نصرالله.
وبرأي المراقبين فإن «الهستيريا» السعودية تعود الى كل هذه الاسباب، وستزداد مع الوقت، لأن السيد «سيفاجئهم» بـ«طلات» جديدة، ومع كل «طلة» صيحة جديدة تفند الوحشية السعودية في القصف على اليمن والتأكيد على فشل العدوان، وكسر هيبة السعودية، ولذلك وحسب المراقبين فإن «صوت الحق» من لبنان دفاعاً عن سوريا وفلسطين، والعراق واليمن لن «يخفت» وسيرتفع وسيبقى الشعب الذي هزم اسرائيل الى جانب الشعب اليمني مهما ارتفعت الاصوات، ومهما زاد حجم «الهستيريا» السعودية، لأن حزب الله وحلفاءه يعرفون ان مصير معركة اليمن يقرر مصير معارك سوريا والعراق وليبيا وفلسطين والصراع بين نهجين نهج يريد ان تكون الامة العربية والاسلامية خير امة للناس ونهج يريدها «داعشية» تكفيرية لا علاقة لها بالانسانية والحضارة والعروبة والاسلام، وبالتالي كيف ستكون ردة فعل السعودية عندما يطل السيد قريباً ويعلن هزيمة المشروع السعودي التدميري الذي اعلنته الرياض امس بنفسها.