قدم الراعي اقتراحاً كمخرج لأزمة الفراغ المرتقب، بالتمديد سنة واحدة للرئيس سليمان (مروان بوحيدر)
عاد البطريرك الماروني إلى تسويق خيار التمديد لرئيس الجمهورية، على الرغم من صعوبة هذا الأمر، ما يثير استغراب من فاتحهم برغبته، ولا سيما الرئيس سعد الحريري. غير أن جلسة الانتخاب النيابية المقررة غداً الأربعاء لن تكون أفضل من سابقاتها، ومصيرها التأجيل
مع ارتفاع وتيرة العدّ العكسي لموعد مغادرة الرئيس ميشال سليمان قصر بعبدا، يحاول البطريرك بشارة الراعي، من حيث لا يدري أحد من القوى السياسية، إعادة الحياة إلى مشروع التمديد لسليمان، في محاولة لإحياء العظام، وهي رميم! وعلمت «الأخبار» أن الراعي، قبيل مغادرته بيروت إلى الفاتيكان، طرح جملة اقتراحات لأسماء مرشحين وفاقيين يؤيدهم للوصول إلى قصر بعبدا، استناداً إلى إحصاءات يقوم بها، وفي مقدمة هؤلاء تدريجاً: الوزراء السابقون زياد بارود (الذي في رأي الراعي أول المرشحين الوفاقيين)، دميانوس قطار وروجيه ديب، بعدما استبعدت بكركي اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي كان يدعمه الراعي بقوة، وذلك بعد تخلي أحد المغتربين اللبنانيين عن دعم سلامة. وفيما لم يقابل الذين التقوا الراعي الأسماء المقترحة باهتمام لافت، قدم الراعي اقتراحاً كمخرج لأزمة الفراغ المرتقب، بالتمديد سنة واحدة للرئيس سليمان، على أن يكون التمديد عملاً بتعديل دستوري، الأمر الذي فاجأ الذين التقوا الراعي، وأجابوه برفض التمديد في شكل حاسم. لكن الراعي ظل متمسكاً باقتراحه كما علمت «الأخبار»، إذ إنه فاتح الرئيس سعد الحريري خلال لقائهما الأخير في باريس بأمر التعديل الدستوري من أجل التمديد سنة واحدة لسليمان، الأمر الذي أثار أيضاً استغراب الحريري، علماً بأن الراعي، رغم نفيه علانية تسمية أي مرشح، كرر أمام الحريري تسمية بارود وقطار وديب كمرشحين وفاقيين. وفي موازاة ذلك، غاب عن آخر جلسة حوار في عهد سليمان في قصر بعبدا أمس فريق 8 آذار، عدا الرئيس نبيه برّي الذي حضر كرئيس للمجلس النيابي، إضافة إلى غياب النائب ميشال عون. وتحوّلت الجلسة إلى حفلة ثناء على سليمان وإنجازاته «التاريخية»، بحسب وصف «المداحين»، فيما يشبه حفلة الوداع.
وأشاد رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب فؤاد السنيورة «بدور ومواقف سليمان خلال فترة ولايته الدستورية خلال السنوات الست في الرئاسة». وقال «سيذكر الشعب اللبناني للرئيس سليمان دوره الوفاقي الإيجابي، وبإنجازه إعلان بعبدا وتمسكه بالحوار وتقدمه بتصور للاستراتيجية الدفاعية»، معتبراً «الحديث عن هيئة تأسيسية تهويلاً غير مقبول»، ومؤكداً «التمسك بالمناصفة». من جهته، قال النائب وليد جنبلاط إن «التاريخ سينصف هذا الرجل لإنجازاته، وكم تحمل من غالبية الفرقاء اللبنانيين من صعوبات ومن مضايقات، لكنه نجح بأعصابه الباردة وحكمته ووطنيته ولبنانيته في اجتياز أدق المراحل وتجنيب البلاد تشنجات كبيرة، وتأكيد أن لا مفر من الحوار». وفي السياق، صدر بيان عن المجتمعين أكد أهميّة استمرار عمل هيئة الحوار، وتوافقوا «على مواصلة البحث للتوافق على استراتيجيّة وطنيّة للدفاع عن لبنان، وخصوصاً بالاستناد إلى التصوّر الذي قدّمه رئيس الجمهوريّة». كذلك أكدوا «احترام الاستحقاقات الدستورية الرئاسية والنيابية وتجنب الفراغ في موقع الرئاسة الأولى عن طريق توفير النصاب القانوني للجلسة».
من جهته، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن «المطلوب رئيس يحمي المقاومة ويتبنّى خيارها»، مشيراً إلى «أنه لن يكون هناك رئيس جمهورية للبلاد، إلا إذا كان على وفاق ووئام مع شعب المقاومة وخياره».
وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة أنصار إن «الذي يعطل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان هو الذي استفزّ اللبنانيين وطرح مشروعاً معادياً لخيارهم الوطني». بدوره، رأى وزير الاتصالات بطرس حرب، بعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، أن مصير جلسة الأربعاء لانتخاب رئيس الجمهورية هو التأجيل، وأكد أن الترشح من حق رئيس حزب الكتائب أمين الجميل وجعجع، «لكن لا يحق لأحد الترشح بمعزل عن الجو العام لقوى 14 آذار، وإلا سنكون محكومين بخسارة المعركة».
كذلك أعلن الرئيس الجميل، في مؤتمر صحافي، أنه سيقوم بسلسلة اتصالات انطلاقاً من اليوم، وسيلتقي «قيادات من كل الاصطفافات للبحث في سبل الخروج من هذا المأزق وإنقاذ الاستحقاق الرئاسي، لأنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسيكون له تأثير مدمر على كافة المؤسسات ومصير البلد». وشدد الجميل على «ضرورة إعادة الوهج لرئاسة الجمهورية، وأن نضعها على الصعيد الوطني كمؤسسة أساسية جامعة للكل».
الأخبار