حلمي موسى
AM 02:08 2014-09-10
كتب
عمدت إسرائيل صباح أمس إلى تضليل العالم بمحاولة إخفاء فشل تجربتها الجديدة، المشتركة مع الولايات المتحدة، على صاروخ “حيتس 2” المضاد للصواريخ.
فبعد أن كانت أعلنت أن التجربة تمّت بنجاح، كشفت مصادر عسكرية روسية أن الصاروخ المفترض بمنظومة “حيتس” إسقاطه في السماء سقط وحده في البحر على بعد 300 كيلومتر من الساحل الفلسطيني. واضطرت إسرائيل للإعلان لاحقاً أنها بحاجة إلى بضعة أيام للتأكد مما إذا كانت التجربة ناجحة أم لا.
وكانت إسرائيل أعلنت صباح أمس عن نجاح تجربة جديدة على منظومة “حيتس 2″، المصممة خصيصاً لمواجهة صواريخ يبلغ مداها ما بين 600 إلى ألف كيلومتر، والتي يكثر وجودها لدى سوريا و”حزب الله”. لكن ظهر أمس نشر موقع “نوفوستي” الروسي أن منظومات الدفاع الجوي الروسية رصدت صاروخ الهدف، المطلق من الغرب إلى الشرق، من عرض البحر المتوسط نحو إسرائيل، وأكدت سقوطه في البحر كاملاً على بعد 300 كيلومتر من شاطئ تل أبيب.
وبعد ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوشنيكوف إن صاروخ الهدف لم يتم اعتراضه من منظومة “حيتس 2″، وإنه تم تحديد موقع سقوطه في البحر المتوسط.
وكان رد الفعل الإسرائيلي الأول على لسان مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن التقرير الروسي “غير دقيق”. وقال المسؤول الإسرائيلي إنه تم إطلاق صاروخ الهدف، وهو من نوع “أنكور” ويشبه جداً الصواريخ التي تملكها جهات معادية، من عرض البحر المتوسط نحو إسرائيل، وإن رادارات منظومة “حيتس” رصدته وتابعته إلى أن تم إطلاق صاروخ “حيتس” من طراز جديد، يسمى “بلوك 4″، نحوه. وأضاف “هذا وضع معقد، وحتى الآن لا نعرف إن كان اعتراض الصاروخ قد تم أم لا، والأمر يتطلب بضعة أيام. إذ ينبغي فهم أنه في كل ثانية تحليق للصاروخ الاعتراضي في الجو يقوم بإرسال معلومات بحجم مجلدات عدة من الموسوعة البريطانية”.
ومن الواضح أن حجم مجلدات الموسوعة البريطانية هذه لم يمنع إسرائيل سابقاً من الإعلان خلال لحظات عن نجاح تجارب من هذا النوع. ومعروف أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن تجربة صواريخ “حيتس 2” المخصصة لخلق طبقة دفاع تقع بين طبقة “القبة الحديدية” وطبقة “حيتس 3”.
وقد أجريت تجارب على “حيتس 2″ في العامين 2009 و2011، وكان يتم الإعلان عن أنها تكللت بالنجاح. لكن تجربة أمس لم تكن فقط بحضور إسرائيلي، وإنما بمشاركة وفد من وكالة الصواريخ الأميركية والشركات الضالعة في تطوير هذه المنظومة. ومعروف أن القائمين على تطوير المنظومة هما شركتا الصناعات الجوية الإسرائيلية و”بوينغ” الأميركية، فضلاً عن شركتي “ألتا” و”ألبيت” الإسرائيليتين.
وعن الحاجة لتطوير المنظومة، قال مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الأخطار التي تواجهها إسرائيل تتغيّر، لذلك هناك حاجة دائمة “لاستمرار تطوير المنظومات. هذا نوع من سباق. نحن نراقب ما يجري في المنطقة، ولذلك ندخل تحسينات على ما لدينا بين حين وآخر”.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن صاروخاً اعتراضياً من منظومة “حيتس 2” أطلق وفق الخطة، ونفذ مراحل التحليق التي تمّ التخطيط لها، لكنه سقط في البحر. وقالت إنه يتم إنتاج منظومة “حيتس 2” منذ العام 2000، وإن التجربة الجديدة تقع في نطاق تطوير المنظومة، وبقصد تحسين مداها وقدرتها واعتراضها للصواريخ الثقيلة المتوسطة المدى. وادعت أنه ليس للتجربة الجديدة أي علاقة بمنظومات الصواريخ المدرجة في الخدمة الفعلية.
وكانت إسرائيل قد أجرت مطلع العام الحالي، في قاعدة “بلماخيم” العسكرية، التجربة الثانية على صاروخ “حيتس 3″، والتي هي منظومة تمتلك القدرة على تغيير وجهة الصاروخ أثناء تحليقه. و”حيتس 3” معدّ لمواجهة صواريخ بعيدة المدى، خصوصاً “شهاب” الإيرانية.
ومعروف أن مخطط “حيتس” هو أن يشمل الدفاع ضد الصواريخ أربع طبقات، تبدأ بـ”القبة الحديدية”، التي دخلت الخدمة الفعلية، ومنظومة “عصا الساحر” أو “مقلاع داود” وهي تخضع حتى الآن للتجارب والتطوير، ومنظومة “حيتس 2″، وقد دخلت الخدمة الفعلية، ومنظومة “حيتس 3” وهي قيد التطوير. وتعتبر منظومات “حيتس” الطبقة الأعلى في الدفاع الإسرائيلي ضد الصواريخ، وهي مخصصة للصواريخ بعيدة المدى، في حين تعمل “عصا الساحر” على مواجهة صواريخ بمدى حتى 250 كيلومتراً ومفترض إنجاز تطويرها العام المقبل. أما “القبة الحديدية” فهي معدة لمواجهة صواريخ حتى مدى 70 كيلومتراً، ولدى إسرائيل تسع بطاريات في الخدمة الفعلية.
السفير