رسالة الى سيادة البطريرك

كتب حسين بزي
سيّدي البطـرك
– سيّدي غُبطـة البطريـرك مار بشارة بطرس الراعي، أُراسلك و كُلّـي أمل بأن تصلكَ سُطـوري، أُراسلكَ و أنا ابنُ
 بيئـةِ حزب الله و أحد المُؤيّديـنَ لخـطِّ هذا الحزب، أُناشـدكَ بأن تسمعني قبل أن تقرأني.
سيّدي البطـرك أنا ابنُ الجنوب الذي حَـرّرهُ حزب الله، تلكَ المنطقة التي كان جزءاً كبيراً منها في يومٍ من الأيّام مُستوطنة مُصغّرة يحْتلُّهـا عملاءٌ لبنانيون، أتذْكُرُهـم ؟ نعم سيّدي هُـمْ أنفُسُهُـمْ الذين منعَ الحزب عنهم الأذى و سلّمهُـمْ للدولة، هم أنفُسُهُـم من فـرَّ جزءٌ كبيرٌ منهم إلى الكيان المزعوم و لم يُمانع حزب الله بعودتهم (مع غصّة) احتراماً للتّركيبة اللّبنانيـة اللّعينـة.
– سيّدي البطـرك عندما تقسَّـم اللّبنانيـون و قَتلوا بعضهُـم البعض لم يكُن حزب الله قـد وُلِـدَ بعد، عندما ذبَـح اللّبنانيـون بعضهُم لم يكُن حزب الله قد خـرجَ إلى الحياة ولم يكُن قد أبصـرَ النّـورَ بعد، سيّدي البطـرك لم يتوحَّـد اللّبنانيّـون في حياتِهِـم و لم يكونو يـداً واحدة أصلاً كي يُفرِّقهُـم حزب الله.
– سيّدي البطـرك لم يدخُـل حزب الله إلى سوريا إلا بعـد وصولِ قذائفِ “المعارضةِ المعتدلة” إلى بقاعَنا الحبيبْ، إلا بعد وصولِ صواريخِ “الثُّـوار” إلى بلداتنا و قُرانا القريبـةِ من سوريا، لم يذهب حزب الله إلى سوريا سياحـةً ولا نُزهـةً ولا مَضيَعـةً للوقت، لم يذهبْ إلى سوريا مظهرةً أو استعراضاً، لم يذهب إلى سوريا وجاهةً أو طَمَعـاً، سيّدي البطـرك أنـتَ تعلـمُ و مُستشـاروكَ يعلمـون و رعِيَّتَـكَ الكريمـة تعلم بأنّ هذا الذّهاب حمى لبنان، حمى الشّـعب، حمى المُؤسّسـات، حمى أصـلَ الدّولة التي قُلْـتَ بأنّ الحـزب لم يُعِرهـا أهميّـة، سيّدي حزب الله حمى باللّحـم الحـيّْ حُـدودَ هذا الوطن، بهـذا اللّحم أيضاً صَـدّ الخطـر، بهذا اللّحم افْتـدى حزب الله الكنيسـة و الجامِـع، افتـدى “القاع” كما افتدى ‘اللّبوة”، فَـكَّ حِصـار “ربلة” كما فَـكَّ حصار “نُبُّـل” ، حـرَّرَ “معلولا” و حمى “صيدنايا” و “دير الشّيروبيم” فيها كما حمى “مقام السيدة زينب (ع)” و لم يطلُـب ثمنـاً ولا شُكـورا.
– سيّدي البطـرك أتذكُـر تفجيـرات “القاع” الإرهابيّـة ؟ ألَم تأتي بعد انسحابِ حزب الله من “جرودِ القاع” بناءً على مُطالباتٍ مسيحيّـة فِئويّـة في حينها ؟ ألَـم يحصُـل التّسَلل بعد أن أخلـى الحِـزْبُ مواقعـهُ في جرودِ البلدة ؟ ماذا لو لم يدخُل حزب الله إلى سوريا ؟ ماذا لو لم يُقِـمْ الحزبُ شريطاً بشريّاً حولَ الحُـدود ؟ ألم يكُـن سيتكـَرّر سيناريو القاع في كلِّ لبنان ؟ ألَـم يحمي هذا التّدخُّـل العسكريّ “جونية” و “حاريصا” و “عِنّايا” ؟ ألم يضمَنْ هذا التّدَخُّل العسكري في سوريا بقاءَ عجلةِ الدّولة و الوطن ؟ سيدي البطرك ألَـم تقطَـعْ الطّائِـراتُ الفرنسيّة عشرات آلاف الكيلومترات لتضربَ في الرّقـة (معقل الإرهاب) ردّاً على نشاطاتِ داعش في فرنسا ؟ ألَـم يأتي الأميركيّـون من خلْـفِ المُحيطـات إلى سوريا دفاعاً عن أمنِهِـم القوميّْ ؟ ما بالُكَ و قد وصَـلَ هذا الإرهابُ إلى حدودنا ! ألا يَحُـقُّ لنا مقاتلتَهْ ؟ ألا يحُقُّ لنا أن نقطعَ بِضعةَ أمتارٍ فقط إلى سوريا حمايةً لبلدنا ؟
سيّدي البطـرك قد يتفهَّـمُ مُتابِـعٌ ما لتصريحٍ تُدلـي به لقناةٍ أوروبيّـة تبُـثُّ من الإمارات و قد يتفهَّـمُ متابـعٌ آخر خطابَـكَ الكنسِـيّْ التّاريخـيّْ الذي يقومُ على عدمِ المُجاهرَةِ في دعْـمِ حركاتٍ مُسلَّحة رغم اقتناعِـكَ الدّاخلـي بفاعليَّتِهـا و جَدوى دورِهـا، لكن أرجوكَ بالله أن ترحَمَ شَهداءَنا، أن ترحم “قِدّيسينا” ، أُترُكونا نموتُ من أجلِ هذا الوطن و لا تستكثِروا علينا صرخةَ نزْعِ الرّوح

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …