وطنية – رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن “ما يجري اليوم في لبنان من حوارات، يعطي الغطاء السياسي الكامل للجيش للقيام بدوره وواجبه لتفكيك الشبكات التكفيرية والتصدي لمشروعها، وهذا فيه مصلحة يفترض أن تكون للجميع، وبذلك أيضا يتم التخفيف من الاحتقان المصطنع والتحريض المفتعل لغايات سياسية، كما ننتهي من مسألة استغلال واستفادة المجموعات التكفيرية من هذا الواقع التحريضي”، وأمل أن “تسود أجواء الحوار والتواصل ليس فقط بين “حزب الله” وتيار المستقبل بل بين جميع القوى السياسية الأخرى”.
وقال خلال لقاء سياسي أقامه “حزب الله” في الرمادية: “الوضع في لبنان لم يعد يسمح بأن نتعامل مع الاستحقاق الرئاسي بعدم مسؤولية ومعرفة بتأثير من نختاره على مجمل الأوضاع السياسية من خلال أوضاع المنطقة، فنحن مرشحنا واضح وكذلك موقفنا، ولكن لا يعني ذلك أن تقفل الناس أبوابها على بعضها البعض وتقطع التواصل، بل يجب أن نبحث جميعا مع الأوفر حظا والأكثر تمثيلا ونتحاور معه وتتحاور القوى السياسية مع بعضها البعض لعله يحصل تطور أو انفراج ما فنستفيد منه جميعا”.
واعتبر أن “ما يجري في المنطقة اليوم من خلال الحرائق المشتعلة فيها من جهة، ووجود المجموعات التكفيرية الإرهابية والخطر الإسرائيلي ومشروع إعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة يحضر من خلال هذه الأزمات من جهة أخرى، لا يمكن أن نجعل أنفسنا بمنأى عما يجري فيها أو من أن يكون لنا حضور ودور، وكنا نتمنى أن تكون الدولة هي صاحبة الحضور والدور، ولكن هذه مسألة تاريخية، فلم تبن في لبنان دولة بالشكل المطلوب ولا حتى قوات وقدرات مع كل احترامنا وتقديرنا لتضحيات جيشنا الوطني الذي يلعب دورا أساسيا اليوم في ضبط الأمن، ولكنه غير قادر بمفرده على مواجهة كل هذه التحديات، سواء ما تفرع عن أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته، أو ما استجد من خطر تكفيري يحيط بلبنان الذي بات هدفا لهذه المجموعات التكفيرية التي يكمن مشروعها في إثارة الفتن والتغلغل والإنتشار في كل المجتمعات”.
أضاف: “لبنان اليوم مهدد من الناحية الأمنية بسبب وجود المجموعات التكفيرية على حدوده، ولكنه أقل عرضة وتأثيرا منها بسبب وجود عدة عوامل أساسية، فمن الناحية السياسية لم يعد هناك إمكانية للرهان على دور هذه المجموعات، ومن الناحية الدولية والإقليمية بدأ هناك قلق حقيقي من دور هذه المجموعات لأنها خرجت عن السيطرة، ومن الناحية الميدانية هناك قوة مقاومة تبذل كل جهد وهي حاضرة، كما تتصدى للعدو الإسرائيلي، أن تتصدى لأدواته في الدفاع عن لبنان وفي حماية مشروعها”.
وأكد أن “المقاومة في لبنان لا تغفل ولا يغيب عن بالها وعن اهتمامها ما يمثله العدو الإسرائيلي من خطر، وما يحاول أن يتحينه من فرص لتغيير المعادلات في المنطقة من أجل إما محاصرتها أو إلغائها وإشغالها، وما جرى في القنيطرة من استهداف لمجموعة من المقاومين يكشف عن مدى دور الإسرائيلي في الأزمة السورية، ولكن رد المقاومة كان بليغا وأعطى جوابا واضحا للعدو أنه من غير المسموح أبدا إسقاط منظومة الردع التي باتت بعد عملية مزارع شبعا تمتد ليس فقط في جنوب لبنان بل حتى لأبعد منه، لأن العدو الإسرائيلي ليس مكتفيا فقط بأنه موجود على أرض فلسطين ومقابل حدودنا في جنوب لبنان، بل هو يمتد بحركته وسياساته وتدخله إلى أبعد من المسألة اللبنانية”.