ذكرى الرشيد

يستعد قصر كرم القلة في طرابلس لاستقبال الجماهير الشعبية في باحته بعد طول غياب، لمناسبة الذكرى الـ27 لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي. فمنذ انتخابات 2009 غابت التجمعات الحاشدة عن باحة القصر، المقر التاريخي لآل كرامي في المدينة؛ ويوم قرر الوزير فيصل كرامي إقامة مهرجان حاشد بعد توزيره، في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011، حالت الظروف الأمنية دون ذلك.
استعادة القصر الكرامي زخمه الشعبي بعد غياب قسري، له أكثر من دلالة ومعنى في عاصمة الشمال هذه الأيام، أبرزها رسوخ زعامة العائلة الكرامية سياسياً في المدينة، واستعادتها الكثير من حيويتها برغم المتغيرات الكثيرة التي طرأت فيها.
انتشار صور رشيد كرامي في أنحاء طرابلس، واللافتات التي تدين قاتله ومن يدعمه، فضلاً عن اكتساء رفع صور ضخمة للرئيس الراحل في ساحة كرم القلة، هي بعض الإشارات التي تدل على أن إحياء الذكرى هذه السنة سيكون مختلفاً عن السابق، حيث كان يُكتفى بعقد مؤتمرات صحافية يتلو خلالها الرئيس عمر كرامي بياناً باسم العائلة.

أحد أبرز عوامل أهمية ذكرى كرامي هذه السنة، تمثل في رد فعل الطرابلسيين على ترشح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، ما أثار حفيظة المواطنين في عاصمة الشمال، وخصوصاً مؤيدي آل كرامي، الذين شجبوا ترشح «قاتل» رئيس حكومة سابق لمنصب رئاسة الجمهورية.
وأكد الوزير السابق فيصل كرامي لـ«الأخبار» أن «محبة الناس وتأييدهم لنا هو رأس مالنا، وتأكيد على أن رشيد كرامي باق في ضمائر الطرابلسيين، وأنه لم يكن مجرد عابر سبيل فيها، بل واحداً من أبرز زعمائها». وعبّر كرامي عن ارتياحه للاستعدادت القائمة استعداداً للمناسبة، و«الرسائل الإيجابية التي تصلني عن نبض الشارع إيجابية، وأن جمهورنا سينزل بقضه وقضيضه إلى الساحة للمشاركة».
وأشار كرامي إلى أن ترشح جعجع لرئاسة الجمهورية «خلق في طرابلس حالة من التحدي، بعدما شعر أهلها باستفزاز كبير، وخلق عاطفة واسعة تجاه الرئيس الشهيد، وأعاد كثيرين في المدينة إلى ذكريات قديمة، عندما كانت طرابلس تعيش في عزّ خلال أيامه، وأنها فقدت عزها والكثير من دورها بعد غيابه».
في المقابل، يترافق احياء ذكرى كرامي هذه السنة مع تحولات سياسية تشهدها طرابلس. فعائلة كرامي لم تعد محاصرة سياسياً (وأمنياً) كما حصل في سنوات سابقة، بل أصبحت محل جذب سياسي لافت. أبرز عوامل الجذب هذه أن إحياء الذكرى لن يقتصر حضوره على أنصار آل كرامي، الذين بدأوا يحشدون جمهورهم في طرابلس وخارجها منذ الآن، ولا في حضور حلفائهم السياسيين من قوى 8 آذار في الشمال وعاصمته، بل أيضاً في إعلان قوى سياسية كانت متحالفة مع تيار المستقبل، وابتعدت عنه، حشد جماهيرها للتوجه غداً إلى كرم القلة، مع أنه ما من دعوات رسمية وجهت إلى أي جهة. وأبرز هؤلاء الرئيس نجيب ميقاتي، والنائبان محمد الصفدي ومحمد كبارة، وهؤلاء الثلاثة، إلى جانب النائب أحمد كرامي، كانوا من أبرز من حجبوا أصواتهم عن جعجع في جلسة اقتراع انتخاب رئيس الجمهورية في 23 نيسان الفائت.

الأخبار

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …