الذكرى السنوية للمرجع فضل الله ومبادرة ملتقى الأديان:
صوت الحوار والعقل يعلو على صوت الفتن والتطرف
تأتي الذكرى السنوية الرابعة لرحيل المرجع المجدد السيد محمد حسين فضل الله(قدس) في ظل ظروف وأوضاع صعبة يعيشها العالمان العربي والإسلامي وخصوصاً بعد التطورات الأخيرة في العراق وتصاعد الأجواء المذهبية في كل المنطقة مما ينذر بمخاطر كبيرة.
وقد كان سماحته صاحب المشروع الوحدوي الإسلامي والوطني وقد أطلق العديد من المبادرات الفكرية والدينية والعلمية لمواجهة الفتنة الطائفية والمذهبية ودعا للحوار الإسلامي ــ الإسلامي والشيعي ــ الوهابي والإسلامي ــ المسيحي والديني ــ العلماني.
وقد كان له جولات كبيرة من الحوارات والنقاشات في سبيل منع الفتنة والعمل من أجل وحدة الصف.
كما أنه واجه سياسات الاستكبار العالمي والاحتلال الصهيوني، ووقف إلى جانب المقاومة الإسلامية والوطنية في كل المنطقة، وقد كان سماحته مرجعية دينية ووطنية لكل الأطراف والجهات.
ومن هنا وفي ظل ما يجري في المنطقة من تطورات خطيرة تأتي أهمية التذكير بمواقف وأدوار سماحة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله الذي دعا دوماً إلى الابتعاد عن المذهبية والطائفية ورفض التعاون مع المحتل الأجنبي وضرورة إقامة دولة الإنسان التي تنصف كل المواطنين.
وفي هذا الإطار جاء إطلاق “ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار” برئاسة العلامة السيد علي فضل الله وبمشاركة أكثر من ثلاثمائة شخصية علمائية عربية وإسلامية من أجل تعزيز الحوار ورفض العنف والتطرف.
ونظراً للمخاطر التي تواجهها المنطقة اليوم فإن الملتقى ينشط حالياً لإطلاق وثيقة جديدة لدعم السلم الأهلي والدعوة للحوار ورفض العنف، وسيتم إطلاق هذه الوثيقة في لقاء حاشد الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الاربعاء في الخامس والعشرين من شهر حزيران (يونيو) الحالي في قرية الساحة التراثية على طريق المطار -بيروت.
وقد دعي إلى اللقاء أكثر من الف شخصية ومؤسسة وهيئة من قوى المجتمع المدني والهيئات الدينية والتربوية والثقافية والاجتماعية.
وتهدف الوثيقة للتأسيس لثقافة جديدة ترفض العنف وتتبنى الحوار وتدعو جميع هيئات المجتمع المدني للقيام بمبادرات عملية وبالتعاون مع ملتقى الأديان والثقافات من أجل تطبيق هذا التوجه.
إننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحاجة ماسة لمراجعة شاملة دينية وسياسية وفكرية واجتماعية من أجل مواجهة العنف والتطرف القائم على أسس دينية، ومن أجل الوقوف بوجه اندلاع حرب مذهبية شاملة في المنطقة والتي قد تمتد لأكثر من مائة عام كما تنبأ بعض السياسيين الغربيين والصهاينة.
فهل نستطيع الوقوف بوجه هذه الحرب الضروس، أم أن ما يجري هو المقدمة الطبيعية لاندلاع هذه الحرب.
لكن الذين تبنوا نهج ورؤية المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله(قدس) سيظلون يعملون ليلاً ونهاراً للوقوف بوجه الفتنة مهما تعاظمت المخاطر ويبقى الأمل بالله أولاً، وبالمؤمنين بالحوار وبالدعاة للحوار ثانياً، وتلك مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة.
قاسم قصير