ميشيل تويني ميشيل تويني2 أيلول 2015
من حملة ضد أسعد ذبيان، أحد منظمي حملة “طلعت ريحتكم” لأنه تعرض للأديان، الى تحقيقات حول عماد بزي ايضاً أحد الناشطين في التظاهرات، للإثبات أنه لا يتحرك من تلقاء نفسه، كل ذلك ليس مهماً وليس أكثر من تفاصيل، لأن الأكيد أن الكثير ممن تظاهروا في ساحة الشهداء لا يعرفون بزي أو ذبيان بل بكل بساطة هم من الأكثرية الصامتة التي شبعت ذلاً وانتهاكاً لحقوقها من الدولة والزعماء! فلا يمكن ان ننكر المشهد الجميل الذي برز في ساحة يتظاهر فيها لبنانيون من دون تنظيم حزب أو طائفة فقط ليقولوا: كفى. وربما للمرة الأولى نرى تظاهرة غير منظمة من أحزاب 8 أو 14 آذار وتحشد مواطنين. فالرسالة كانت من الكثيرين واضحة: أنتم لم تعودوا تمثّلوننا، ويا ليت حركة الشعب التي نزلت من تلقاء نفسها تؤسّس لموجة جديدة، لحركة جديدة بعيدة من 8 و14 آذار.
لكن ما الرؤية؟ وما مستقبل تلك الحركات؟ وهل دخول وزارة البيئة بتلك الطريقة كما دخلوا أمس، هو الحل المناسب؟ وهل استقالة الوزير ستغير الكثير في ملف النفايات، العالق بين زعماء الطوائف؟ وهل يدرك السياسيون والمسؤولون ان الناس ما عادوا يتحملون أولاً النفايات وثانياً الفساد في كل القطاعات، وسئموا الشلل الدستوري والحكومي والرئاسي والنيابي؟ أم انهم لا يريدون ان يروا الحقيقة بالعين المجردة؟ بكل صراحة، لا يهتّم الناس بالحركة ومن وراءها، بل يعنيهم أن اولادهم يعيشون بين النفايات والامراض. وعندما قرر الوزير أبو فاعور خوض معركة الحفاظ على سلامة المواطن وعلى صحته، لماذا لم يعملوا جميعهم جاهدين لإيجاد حل قبل اقفال مطمر الناعمة؟ ولماذا تأتي الحلول بعد انفجار أو تصعيد وليس قبل ذلك؟ كما أن قانون الانتخابات الذي تسابقوا عليه عام 2013 عبر المزايدات، لم يعد أحد يعمل عليه، وبقي تأجيل الانتخابات والتمديد للمجلس. فلماذا تترك الامور دائماً حتى آخر دقيقة لنصل الى الخراب؟ ولماذا يتعامى المسؤولون عن خطورة نهج إهمال الأزمات التي تهدّد بأكل الأخضر واليابس؟
ومن جهة أخرى، المطلوب من المتظاهرين درس خطواتهم لأن البلاد ما عادت تتحمل شللاً أكثر مما هو حاصل. وليس مؤكداً أن نتيجة إيجابية ستكون بعد التحرك لمصلحة الناس! فالشعب والبلاد ما عادا يتحملان خيبات أمل اضافية ومحاولات فاشلة وخلافات داخلية وعدم تخطيط للمستقبل! وطبعاً، صرخة الناس يجب ان تسمع والتعرض للمتظاهرين ممنوع، كما ان التعرض لهيبة الدولة وللممتلكات العامة ممنوع ومرفوض، لان الفوضى في هذه الفترة رهان خطر ولعبة لا يجوز الخوض فيها لأننا لا نعلم كيف سيكون الخروج منها!
المصدر: النهار