ديترويت: إحذروا السكيمرز فقد يسرقون أرقام بطاقتكم المصرفية

جهاز الـ«سكيمر»، وهو ماسح الكتروني يُركّب على مضخة الوقود فـي محطة، يمكّن صاحبه من سرقة بيانات بطاقات الإئتمان الخاصة بالزبائن.
وفـي إشارة واضحة على تفشي هذه الظاهرة، أعلنت وزارة الزراعة والتنمية الريفـية فـي ميشيغن، فـي آب (أغسطس) الماضي، عن حملة ميدانية لملاحقة مستخدمي الـ«سكيمرز» فـي جميع أنحاء الولاية ومنها منطقة ديترويت.

وقد بادر المسؤولون والمصرفـيون إلى حث حاملي البطاقات الائتمانية على إتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على معلوماتهم المالية الشخصية، وذلك على خلفـية الاستغلال الواسع لهذه الأجهزة المنتشرة فـي محطات الوقود، والتي يتم من خلالها سرقة بطاقات الزبائن.

وبدأ المفتشون بالبحث الميداني عن تلك الأجهزة التي يمكن إخفاؤها داخل قبضة اليد، حيث يقوم من يحملها بتركيبها داخل مضخة البنزين، وفـي كل مرة يتم فـيها استخدام بطاقة ائتمان، تقوم تلك الأجهزة بنسخ البيانات عنها. وفـي وقت لاحق يعود صاحب الجهاز الى المضخة ويفتحها ليستخرج «السكيمر» الذي يكون قد امتلئ بمعلومات الزبائن.

وفـي الأسبوع الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عثر المحققون على ثلاثة أجهزة أحدها كان الأول الذي يتم اكتشافه فـي منطقة ديترويت، حيث تم العثور على «سكيمر» مركب على مضخة فـي محطة للوقود بمدينة برمنغهام.

وفـي التفاصيل، استجابت شرطة برمنغهام لنداء، صباح يوم الثلاثاء الماضي، من محطة «موبيل» للمحروقات الواقعة عند تقاطع شارعي مابيل ونورث آدمز، وذلك بعدما استدعى أحد الزبائن عامل المحطة لتفقد إحدى المضخات التي بدا أن فـيها خللاً ما، ولدى الكشف على المضخة تبين وجود جهاز «سكيمر» مزروع بداخلها ومثبتا بلاصق، وأفاد صاحب المحطة بأن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فـيها العثور على مثل هذا الجهاز داخل إحدى المضخات. وفـي اليوم نفسه، تم العثور على جهاز فـي مضخة بنزين بمدينة كولدووتر، وآخر يوم الخميس التالي فـي مدينة غراند بلانك. 

وقال مسؤولون حكوميون إن عدد مضخات البنزين فـي ميشيغن يصل إلى أكثر من 100 ألف ولا يوجد سوى ١٤ مفتشاً للقيام بهذه المهمة إضافة لمهمات أخرى، وهؤلاء تمكنوا من العثور على 21 جهازاً مزروعاً فـي مضخات البنزين. 

وقالت المتحدثة بإسم الوزارة جنيفر هولتون بأن عدد الأجهزة المشتبه بزرعها فـي مضخات الوقود فـي ميشيغن غير مسبوق وبأن المفتشين يبذلون جهوداً مضاعفة للعثور عليها وإزالتها. 

وأضافت هولتون بأن كاميرات المراقبة أظهرت بأن المشبوهين لا يستغرق منهم سحب الجهاز من المضخة أكثر من دقيقة واحدة، حيث يقومون بطباعة بطاقات إئتمان ملقمة بالبيانات المسروقة أو بإستخدام البيانات مباشرة فـي شراء بطاقات هدايا. 

وقد تم فـي الشهور الأخيرة، القبض على عدد من المشبوهين، حيث رفع مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) دعوى قضائية ضد شبكة مكونة من تسعة أشخاص يعيشون فـي غرب ميشيغن. وقد جاء فـي الدعوى أن أصحاب البطاقات المتضررين إكتشفوا عمليات سحب مشبوهة من بطاقاتهم خلال أيام، وأن معظم السحوبات المسروقة تمت فـي متاجر كبرى مثل «مايرز» و«وولمارت».

كما وجد محققو البنوك الصادرة منها البطاقات المتضررة نوعا من القاسم المشترك بين الحسابات التي تم إختراقها ليتبين لهم أن أصحاب البطاقات المسروقة جميعهم اشتروا البنزين من نفس المضخات. 

وأسفرت التحقيقات الفدرالية فـي أيلول (سبتمبر) الماضي عن توجيه التهم الى تسعة أشخاص قاموا بتركيب الـ«سكيمرز» فـي محطات للبنزين فـي مدينتي غراند رابيدز وغراند ليدج، وذلك بعد مداهمة منازلهم وتفتيشهم حيث تم العثور على العشرات من بطاقات الهدايا وبطاقات الائتمان المعاد ترميزها وأجهزة الحاسوب المحمولة ومفاتيح المضخات وأجهزة «سكيمر». 

وأفاد اثنان من المتهمين بأنه تم تكليفهما من قبل شخص فـي تكساس بالذهاب إلى ميشيغن وزرع أجهزة فـي المضخات.

يشار الى أنه فـي حال تعرض بطاقة إئتمان لهذا النوع من القرصنة تتحمل البنوك المصدرة لها المسؤولية فـي الخسارة المالية الناجمة، ولهذا تعمل البنوك على إصدار بطاقات معززة برقائق مدمجة (تشيب) بدل الاعتماد على الشريط الماسح، ولكن مع ذلك فإن هذه التكنولوجيا ليس من المرجح أن تستمر طويلا قبل أن يتمكن المحتالون من إختراقها.

وقال ديفـيد وورثامز من نقابة المصرفـيين فـي ميشيغن «هذه الرقاقة تمنع جهاز «سكيمر» من العمل فـي مضخة البنزين، ولكن قراصنة التكنولوجيا الذين إبتكروا جهاز «سكيمر» لن يكون صعباً عليهم صنع جهاز لتفكيك الشفرة المستخدمة فـي الرقاقة».

واقترح المسؤولون فـي ميشيغن على سائقي السيارات اتباع التدابير التالية للحد من مخاطر تعرضهم لسرقة بطاقاتهم الإئتمانية فـي محطات الوقود:

– إذا شعرت بشيء مريب فـي المضخة، مثل العبث بملصق رسمي، قم على الفور يإبلاغ عامل المحطة وإدفع فـي الداخل.

– حاول إستخدام المضخة الأقرب لباب متجر المحطة التي تكون على مرأى من عامل المحطة.

– راجع بإنتظام حساباتك البنكية للتأكد من عدم سرقتها.

كما اقترح وورثامز تجنب إستخدام المحطات التي تقفل ليلاً كونها معرضة أكثر من تلك المفتوحة 24 ساعة يومياً، مشدداً على ضرورة تجنب استخدام البطاقات المصرفـية (دبيت) والاستعاضة عنها ببطاقات الإئتمان (كريدت) التي تحمل مخاطر أقل من بطاقات السحب الآلي التي تسمح بسرقة مبالغ أكبر من حسابك المصرفـي.

المصدر: صدى الوطن

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …