لودي البرقاشي –
مع تدهور الوضع اللبناني والشلل القائم في مؤسسات الدولة أصبح اللبنانيون تائهون في حلقة مفرغة لا نوى منها، فالفراغ الرئاسي القائم ومسألة التمديد بالاضافة الى العجز الذي يصيب المؤسسة العسكرية.. مسائل عالقة في دوامة اللا استقرار التي باتت تهدد البلد يوماً بعد يوم.
“نحن بلد عربي مقاوم بحاجة الى اصلاح وتغيير ومقاومة وعروبة.. وقريباً سننتهي من درب الجلجلة التي نعاني منها منذ تسع سنوات” جملة كررتها السيدة سمر الحاج معربةً عن قلقها من الوضع القائم.
الحاج وفي اتصال مع موقع tayyar.org أكدت أنه لا بد من توضيح مسألة التعتيم والنكران لوجود القاعدة وداعش في جرود لبنان وتحديداً منذ العام 2012 عندما ذكر الوزير السابق فايز غصن عن أن القاعدة موجودة، فعلت الاصوات مستنكرةً وبدأ الحج من صقور” 14 آذار” الى عرسال آنذاك ما أدى الى تسهيل الطريق أمام الارهاب للدخول الى الاراضي اللبنانية.
ولفتت الى وجود لغط كبير في موضوع الجيش.. “فنحن ضمناً، قلباً وقالباً، أولاً وأخيراً، مع الجيش اللبناني وهنالك مسؤولية كبيرة تتحملها الحكومة اللبنانية بموضوع عرسال والسؤال يطرح نفسه، هل القرار السياسي أدى الى وقف اطلاق النار وخطف العسكريين وتهريبهم مع “أبو طاقية” أو هل كان هناك قرار مواكب للقرار السياسي من بعض الضباط بعدم الاستمرار بالمعركة؟”
وأضافت الحاج “جيشنا هو عمادنا وسندنا وهو المؤسسة الوحيدة التي نتكل عليها ونرفض المقايضات.”
وسألت “لم ننسى من قتل أولادنا في الضنية ونهر البارد وحتى في عرسال نفسها وبعضهم محكوم بالاعدام فلماذا لا ينفذ الاعدام لحظة المس بأي جندي من جنودنا؟”
ولم تستغرب الحاج فعلياً من هو موجود اليوم على رأس وزارة العدل فهو برأيها “لا يوحي لنا بـأن الحق موجود لا بل أصبح العدل اليوم مفقود الى أقصى الحدود.”
وبالنسبة للحل الذي يجب تطبيقه في عرسال، اعتبرت الحاج أنه لا بد من يد من حديد لننتهي من هذه الازمة القائمة اليوم ولا يجب أن ننتظر وصول رأس جندي آخر مقطوع الى ذويه، لذا لا بد من هجوم شرس وعدم المقايضة. وأشارت الى أن الكلام عن “أبو طاقية” أو حتى هيئة العلماء المسلمين ومشتقاتهم لا ينفع، لانهم أول المذنبين بوقف اطلاق النار وبخطف العسكريين.
نحن اليوم بحاجة الى القرار الحاسم لتتربى تلك القبائل البربرية الموجودة في عرسال والتي تدّعي الاسلام، فالدواعش موجودة في الحكومة نفسها “دواعش بربطات عنق وعطور ولغات” بحسب الحاج. لذلك، ما من وقت للحلم بالكراسي الرئاسية أو النيابية “فمن يريد أن يصبح ملك بحاجة الى مملكة واذا غابت المملكة ما من أساس.. لذا، فلبنان أكبر من الجميع وهذه الارض هي الاساس.”
وفي ما يخص تشبيه حزب الله بداعش، أضافت الحاج “فشر من يشبه حزب الله بداعش ولا يمكن القيام بتلك المقاربة قطعاً وبتاتاً، فهذا كفر بحد ذاته ومن غير الممكن أن نشبه من قاتل اسرائيل بتلك الجماعات التكفيرية الاسرائيلية أصلاً، فهذا الفكر الصهيوني الوهابي نفسه.” واعتبرت أنه “من انتصر على اسرائيل لن تكعيه داعش وأخواتها.” وتمنت الحاج تحرير عرسال بأسرع وقت ممكن كي لا تنتقل تلك الظواهر من عرسال الى البقاع والشمال.
أما بالنسبة للهبة السعودية المقدمة للجيش “فلا بد أن نطمئن فخامة (ميشال سليمان) من بشرنا بالـثلاث مليارات أن فرنسا مديونة للسعودية وحتى الان لم يتفق الافرقاء على تلك الهبة، ولن تصبح جاهزة الا بموافقة اسرائيلية لانه من غير الممكن تسليح الجيش لمحاربة اسرائيل.. وهنا المهزلة الكبرى.”
وأضافت “وحتى بموضوع المليار أصبح واضحاً أنه ما من نية لتسليح الجيش فايران كانت أولى الدول التي عرضت تسليحه وحتى روسيا، لكن غير مرغوب تقوية الجيش في ظل وجود الدولة الصهيونية بمساعدة من صهاينة الداخل، بدءًا من السنيورة وأعوانه…”
وختمت الحاج “وضع الشلل القائم في البلد يضعنا في حلقة مفرغة فكل المؤسسات شاغرة لم يبقى الا مؤسسة الجيش، واذا تم تدميرها نصبح أمام كارثة، لذا فنحن بحاجة ماسة لدعمها.”
التيار.أورغ