في موقع تصوير مسلسل «درب الياسمين»، أمام منزل كبير في إحدى قرى الجنوب اللبناني، قد تجد صعوبة في التعرّف على الممثل كارلوس عازار من بعيد. يطلّ عازار بشكل مختلف عن أدواره المعتادة، إذ يستعدّ لأداء دور أحد المقاومين، الحاج محمود ضاهر، أمام كاميرا المخرج إيلي ف. حبيب. بعيداً عن أدواره المعتادة في شخصيّة «الجغل»، يلفّ عازار على كتفيه كوفيّة سوداء، ويضع في يده خاتماً فضيّاً، ويرخي لحيته، لكي يتماهى بشكل كلّي مع أحد أبطال العمل المحوريين.
يشارك عازار في بطولة العمل بجانب زملائه الممثلين باسم مغنية، وزينة مكي، وعمّار شلق، ورودريغ سليمان، وعايدة صبرا، وجان قسيس، ورانيا عيسى، والين لحود، وغيرهم… المسلسل من إنتاج «مركز بيروت الدولي»، وتعرضه «المنار» خلال شهر رمضان المقبل. بعد تجارب «الغالبون» (إخراج باسل الخطيب)، و «قيامة البنادق» (إخراج عمّار رضوان)، و «ملح التراب» (إخراج إياد نحاس)، يستعين المركز هذا العام وللمرّة الأولى بمخرج لبناني لإنجاز مسلسله المرتقب لشهر رمضان. إذ يتولّى إخراج «درب الياسمين» إيلي ف. حبيب، عن نصّ كتبه فتح الله عمر، صاحب سيناريو «الغالبون».
«السفير» زارت موقع تصوير «درب الياسمين» حيث يعمل فريق العمل لإنجاز المشاهد منذ 16 شباط/ فبراير الماضي، على أن يجهز للعرض قبل انطلاق الموسم بأيّام معدودة.
يرصد العمل البيئة الاجتماعية والجهادية لقرية جنوبية في الفترة الممتدة بين حزيران/ يونيو 1996 وأيلول/ سبتمبر 1999. وتسلّط حبكة العمل الضوء على بعض عمليّات المقاومة العسكريّة والاستخباريّة، في حبكة مأخوذة عن أحداث حقيقيّة.
عرف المشاهدون اللبنانيون المخرج إيلي ف. حبيب من خلال أعمال دراميّة رومانسيّة كوميديّة مثل «غنّوجة بيّا» (2006). وقد شارك في رمضان العام الماضي بمسلسل «عشرة عبيد صغار» على شاشة «أم تي في»، وقدّم فيلمين سينمائيين كوميديين هما «بي بي» و «فيتامين»… لذلك تعدّ مشاركته في «درب الياسمين» نقلة إلى عالم جديد، لم يخض غماره حبيب سابقاً. يقول لـ «السفير» إنّه متحمّس للعمل، لأنّه «ينتمي إلى خطّ المقاومة»، شاكراً «المنار» لأنّها «اختارت أخيراً مخرجاً لبنانياً لأداء المهمّة». ويضيف: «سنظهر مجتمع المقاومة على حقيقته، وليس كما يتصوّره البعض، وذلك تحدٍّ على قدر كبير من الأهميّة بالنسبة لي».
بدوره، يخوض كارلوس عازار تجربة مختلفة في مسيرته المهنيّة التي تجمع بين التمثيل والغناء. ويقول لـ «السفير» إنّ «الممثل لا يجب أن يحصر نفسه في مكان واحد، بل أن ينوّع في شخصياته، وأؤدي في العمل دور مقاوم يُطلب منه أن يكون المثال الأعلى، وقد خضعت لعدّة تمرينات على أيدي مقاومين». ويضيف: «نجح الكاتب فتح الله عمر في نقل صورة حياتيّة عن مسألة الالتزام الشعبي، والتعلّق بالأرض».
من جهتها، تؤدّي الممثلة زينة مكّي دور ياسمين، وهي الشخصيّة التي تمنح اسمها للمسلسل. وتقول مكّي التي لعبت في السابق دور البطولة في مسلسلة «حبّة لولو» للمخرجة ليال راجحة لـ «السفير»، إنّ القصّة جذبتها، كونها قصّة حقيقيّة، كما أنّها تلعب شخصيّة امرأة مقاومة، وذلك دور كانت تبحث عنه، وتعدّه تحدياً كبيراً في مسيرتها المهنيّة. وتضيف: «تشبهني شخصيّة ياسمين لناحية الهدوء، وأركّز حالياً على اتقان الدور بكافّة جوانبه كي نعطي العمل حقّه، وقد أجريت أبحاثاً مطوّلة حول الفترة الزمنيّة التي يتناولها العمل في هذا الإطار».
يقول مسؤول دائرة الإنتاج في «مركز بيروت الدولي» أحمد زين الدين إنّ المسلسل المعدّ لرمضان 2015، يختلف بموضوعه عن الأعمال التي سبقته إذ أنّه يتحدّث «عن قصّة عميل مزدوج، كان يفضح العملاء في بيئة المقاومة، ويكشف العمل عن قصص خاصة في سياق حرب الأدمغة مع العدوّ، لم تكشف في السابق». ويلفت زين الدين إلى أنّ ميزانيّة ضخمة رصدت لإنجاز «درب الياسمين» الذي لن يعرض على «المنار» فقط، بل سيباع للبثّ في أربعة بلدان هي اليمن، والعراق، وسوريا، والكويت