حوار: لن أغادر إلا طرداً … واسألوهم!

الشيخ ياسر عودة: ما أبسط الطرق إلى الله.. ولن أغادر إلا طرداً!!

كتبت: حنان فضل الله – موقع حرف عربي +

..إذن.. في مكتب سماحة الشيخ ياسر عودة، الكائن في المبنى الرئيسي لمؤسسات سماحة الراحل الكبير، السيد محمد حسين فضل الله، وعلى الموعد المحدّد بالتمام.. أديرُ آلة التسجيل.. وأسأل بداية عن مشاكسته:

تثير الجدل بجرأتك مولانا، حتى يمكن القول إنك مشاكسٌ لكن شرعي.. ما تعليقك؟

(بعد البسملة يجيب) المشكلة هي في المُنطلقات ومبادىء الفهم الديني.. قبل تعرفي وتتلمذي على يد السيد الأستاذ (محمد حسين فضل الله)، وجدت أن هناك أسئلة كثيرة لا أجوبة لها، عند السنة والشيعة، معاً باعتبار أنهما يتمسّكان بالموروث السلفي عند السنة، وبالمشهور الموجود عند الشيعة.. وكل من يريد أن يناقش يصطدم بهذا الجدار الضخم الذي ألبس ثوب القداسة حتى أصبح إلهاً لا يمكن أن يُمسّ..

+ أتابعك دوماً وبعد إيقافك عن هواء برنامج “يسألونك” أرسلت أسأل وقلت إني تعرفت على الله أكثر وأحببته اكثر ووجدت الدين الإسلامي من خلالك ومن خلال الراحل ديناً طيباً قريب إلى القلب وأنه في خدمة الناس لا العكس..

– كلامك صحيح.. أنا فعلاً قلت إن الله أرسل الأنبياء والدين لخدمة الناس لا لإنتاج قداسات بشرية تُخدم.. وقد وجدت في آية أو آيتين من القرآن: “الله أذن لكم أم على الله تفترون” (يونس 59). ووجدت أن الموروث الشيعي والسني (الأحاديث) يفوق الـ 90%  تاريخ أو مفاهيم أو عقيدة هو مزوّر..

من المسؤول عن هذا التزوير؟ عقل الناس الذي يخاف أن يناقش؟

لا ألوم الناس بل علماء الدين..

أليس عليهم أن يبحثوا؟

صحيح، الناس مسؤولون “وقفوهم فإنهم مسؤولون” (الصافات 24)، ولذلك أقول يجب على الإنسان أن لا يقلد بل أن يحصّل عقيدته ومفاهيمه وتاريخه، ومن خلال الآيات القرآنية يستطيع أن ينفي الكثير من المساوىء أو التشويه الذي طال صورة الرسول (ص) من خلال آية واحدة. لكن في الفقه الأمر مختلف، هذا اختصاص يُرجع فيه إلى الفقيه المختص، كما نرجع إلى الطبيب في حالة مرضية ما..

أما أن يكون صاحب الاختصاص الفقهي مقدّساً، فهذا أمر مستغرب ومرفوض، في كل الحالات أمَرَنا رب العالمين “وقل الحقُّ من ربكم فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر” الكهف 29

أعطانا الإرادة..

أحسنتِ.. فهنا وجدت الآية القائلة أيضاً: “الذين يبلّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلاّ الله وكفى بالله حسيباً” الأحزاب 39.. وكان عليّ إما أن أرضي الناس وخصوصاً “الحوزة العلمية” أو أن أرضي ربي.. أعرف تماماً أن رضا الناس ذو أمدٍ محدود، قد يفيد مالياً ومكانة، لكن في نهاية المطاف سأنزل إلى القبر وأقف بين يدي ربي يوم القيامة، من سيدافع عني؟ هل حينها سينفعني المنصب أو المال أو رضا الناس؟ رضا الله هو الأهم عندي..

من هنا بدأت المشاكسة؟

من هنا بدأ ما تسمينه مشاكسة..

متى بدأت الأسئلة الكبيرة تطرح عندك؟

في بدايات الدراسة بين عامي 85- 86، في تلك المرحلة المبكرة كانت لدي اسئلة كثيرة بدأت بتعدّد زوجات النبي صلى الله عليه وآله، والموروث حول زواجه.. فما هو موجود عند بعض العلماء ليس مقنعاً..

الصورة القبيحة التي جرى ترويجها عن الرسول..

نعم.. والأسئلة طالت الموروث كله.. وكثيرٌ من الأسئلة كانت لها إجابات لاحقاً، لكن وجدت أن ما جاء به العلماء لم يكن مقنعاً، كذلك مسألة ولاية الأئمة على الكون (الولاية التكوينية)، لم تدخل دماغي لأنها تلغي تأثير الله سبحانه وتعإلى، ثم لم أجد دليلاً قوياً عليها في القرآن، إلى أن وجدت عند السيد الأستاذ ما أثلج قلبي من خلال الكثير من أجوبته..

ولا زلت تطرح الاسئلة الكثيرة والجريئة

طبعاً وأبحث لها عن أجوبة، هناك أسئلة لا أستطيع أن أبوح بها رغم جرأتي..

قدّمتَ مؤخراً أربع كتب، لكن.. من يقرأ؟

بصراحة، كان الناس يطالبونني بتدوين الأفكار..

طبعاً فالذاكرة المكتوبة المكتوبة أقوى..

أحدثُ كتابٍ في المجموعة التي صدرت مؤخراً هو “قضايا أثارت جدلاً”، لكن “قضايا تربوية” أصلاً منتهي من العام 1995، أو قبلاً وقد عدّلت فيه وبعض الأفكار، فالإنسان يتطوّر عبر الزمن. بعض الناس- جزاهم الله خيراً- مجهولون ويريدون أن يبقوا كذلك، خصوصاً بعد الحملة ضدي، تبرعوا بطباعتها. هذه المؤلفات عبر السنين، من أكثر 20 إلى 25 سنة ، ولكن اليوم كانت موجودة مخطوطة عندي حتى تهيّأ التوقيت المناسب.. وتمّ الطبع بعون الله.

توقفت عن المشاركة في يسألونك

لأنهم منعوني

لماذا؟

أنا صريح جداً أساساً كانت المطالبة من داخل المؤسسة أن يُلغى “شي اسمو ياسر عودي”، لأنه أصبح يشكل ضغطاً، هم يريدون السلام وأن تكون علاقاتهم متينة مع الآخرين..

مَنْ؟؟ المرجعيات الدينية؟

بعض المرجعيات والأحزاب وغيرهما.. ربما يشكل ياسر عودي تهديداً وهم لا يتحمّلون عبئه..

عبر برنامج إذاعي؟

أرادوا التخلّص ليس فقط من برنامج.. أرادوا أن يُسحب منه المسجد (سماحته إمام مسجد السجاد في حي السلم) أقول هذا بكل صراحة ولعلها المرة الأولى التي أقول فيها هذا.. لكن سماحة السيد علي فضل الله- حفظه الله- وقف إلى جانبي بقوة، وقال هذا تلميذ السيد وابن المؤسسة ولا يمكن أن نستغني عنه.

حضرتك استمرار لفكر السيد الراحل، نعرف هذا التطور ونتابعه.. ولا تعليق..

ماذا أقول.. حسبي الله ونعم الوكيل..

لا أنسى خبرية غضبك لبعض مظاهر الاحتفالية في العودة من الحج، حين قلت: من يزعج ويؤذي طفلاً أو عاجزاً أو مريضاً بإطلاق الرصاص أو المفرقعات “آكلة تاكلو وتاكل حجتو”..

صحيح.. كنت أتعمّد أسلوب الصدمة، وأن أتحدّث بلغة شعبية لتصل إلى الجميع.. الحوزة العلمية خصوصاً عندنا كانت تنتقد هذا الأسلوب بأنه شعبوي.. أنا من الشعب، لا أريد أن أعقّد الأمور ولا أريد أن أفلسف الأمور، مع أنني درست الفلسفة، وأستطيع أن أنمّق العبارات لكن رسالتي لن تصل. أستطيع أن أتكلم بالعموميات مثل كثيرين ومنهم سيدنا الأستاذ حين كان يجمل ولا يفصّل في بعض الأحيان ، أستطيع ذلك، لكن صوتي لن يصل، أريد أن تصل هذه الأفكار إلى الناس، وهم أحرار أن يختاروا..

سلاحك الدليل..

يتهمني أهل العلم أن لا دليل لدي لكن هذا خطأ، لم أقدّم فكرة إلا وأتيت بدليلها من القرآن الكريم..

شككت بوجود بنت للحسين اسمها خولة.. وشككت معك

صحيح، بل وأنني أتحدّى أن يأتي أكبر عالم برواية حتى لو كانت غير صحيحة

ومن يتبركون بالتربة الملوّثة والخيطان

لقد تحوّل بعض المعتقدات عند المذهب الشيعي الإمامي كما المتصوّفة إلى عادات وطقوس هندية وبوذية بل في بعض الأحيان سنفوق البوذيين في طرقهم وطقوسهم، في بعض حسينيات إحدى الدول الإسلامية يوجد أراكيل وأثناء قراء المجلس.. الندبيات (الشور) الجديدة التي قد تكون مأخوذة من الـ روك اند رول.. “مدري شو اسما”.. هل هكذا يطاع الله هل يقدّم الدين على هذه الصورة؟ أصبحنا نتجاوز الكلام عن خلع الملابس والرقص والندب بطريقة فولكلورية..

كيف يطاع الله مولانا؟

(ويرقّ صوته) ما أبسط الكلمات التي يطاع فيها، وما أبسط طرق الوصول اليه، شرط أن يصفي الإنسان عقله وقلبه ونيته، جاء رسولَ الله رجلٌ مرة قال: يا رسول الله، ليس  في مالي فضول حتى أزكّي وليس عندي مال حتى أحجّ، ما منزلتي منك يا رسول الله، قال الرسول (ص) احفظ لسانك وفرجك عن الحرام، وأدّ ما فرض الله من صلاة عليك.. وأنت معي وفي درجتي. هذا هو الدين بكل بساطة.

لماذا يُظلم النبي محمد عند الشيعة..

بنظري، قد ظُلم عند الجميع..

عند السنّة مرتبته أعلى..

لا لا.. لكن إذا دخلنا إلى الصحاح ومنها صحيح البخاري، سنجد أن هذا الفيلم الذي سوّاه ذاك الهولندي، مأخوذ من روايات موجودة في الصحاح.. الفكر الداعشي التكفيري موجود في الصحاح، من تكفير الناس لأدنى فكرة مختلفة.

والشيعة مولانا؟

نعم الشيعة يقدّسون الرسول لكنه منسيّ أمام أهل البيت، بل أهلُ البيت منسيّون ومُختَصرون كلهم في الحسين (ع) والإمام علي بن أبي طالب بعض الشيء.

فتحتَ باب الإضاءة على الإمام الحسن عليه السلام، كرجل ديبلوماسي ذكي ومسالم، وهذا جعل من يتّبعون فكرك يعيدون النظر. إن الإمامين في مرتبة مباركة عليا واحدة..

سأبوح لك ببعض المعتقد، إذ أن الأفكار تتطور عند الإنسان، الإسلام ليس فيه ذرة عنف إلا في مجال الدفاع عن النفس فقط. والإسلام لا يطلب من الناس أن يغيّروا أي حكم بالقوة، فالتغيير بالقوة يؤدي إلى كثير من هدر الدماء، فتغيير الحكم بالعنف سيأتي بالمتصيّدين الجدد لذاك التغيير أو ما يسمّى بالثورة. من هنا قلت إن الثورة الوحيدة التي ولدت وماتت نظيفة هي ثورة الحسين عليه السلام. وإن كانت لوّثت بعد ذلك.. ومع أني لا أتدخل في السياسة، إلا أنه إذا أخذنا مثالاً ما سمّي بالربيع العربي، فقد سميته الربيع الأمريكي لا العربي، يذهب بحاكم ليأتي بمن هو أسوأ منه، والناس ماذا حصّلت سوى الفوضى والتخريب الأمني والاقتصادي.. كما حصل في سوريا وغيرها من الدول.. وأصبحت عواصم اللعبة تتصارع لنهب خيرات تلك الدول وثرواتها، ما أريد قوله إن الأئمة في تجربتهم لماذا لم يثوروا؟ لماذا لم يقوموا على قلب أنظمة الحكم هنا أو هناك؟ الإمام زين العابدين كان في كربلاء ورأى كل شيء إلا أنه لم يقف ليدعم ثورة المدينة.. لماذا؟ هذه أسئلة لا بد أن يطرحها المسلم على نفسه.. نعم لا يجوز السكوت على ظلم ظالم، خصوصاً حاكم يظلم شعبه، لكن علينا أن نفكر قبلاً في من سيأتي بعده إذا انقلبنا عليه؟ هل سيكون أفضل منه أم أسوأ؟ اليوم بُدِّل بعض الحكام العرب.. ما النتيجة؟ خراب وفساد وترحّم على الحاكم الظالم السابق.. نفس الكلام قلته للطبقة السياسية  في إدارة شؤون الناس عندنا، الانتخابات، الفرقة الكبيرة بينهم. هذا يستخدم الإسلام وذاك يستخدم المسيحية، للتفرقة تنشأ عداوة بين الناس تأييداً لهذا أو ذاك واتهامات بعمالة وغيرها. ثم يفصّلون قوانين على مقاسهم. وتنشأ طبقة المتنفعين، أولادهم ونسائهم، فليخففوا قليلاً عن الناس.. اقول لهم اتقوا الله في الناس، هواؤنا مسرطن، مياهنا ملوّثة والأعجب أن “النواب والوزراء بيحكوا عن الدولة!! يا أخي مين الدولة.. أليست أنتم”؟

أسلوب الصدمة، غضب، صوت مرتفع.. تسعى لتغيير ما، إن أقفلوا منبراً تطل عبر آخر..

لا أطمح لشيء في الدنيا، عرضت عليّ مناصب كثيرة، وأن أكون عضواً في جمعيات، قالوا المهم أن يأخذوا الاسم فقط.. لست في هذا الوارد، كل همي أن أوصل الحقيقة للناس وأن لا أكون شاهد زور. همي أن أعيش وعائلتي حياة كريمة وأن لا استعطي ولا أستجدي أحداً، ومن يقول إنه لا يحب المال فهو كاذب، لكن لا ولن أسقط بإذن الله أمام المال خصوصاً بعد هذه الشيبة.. أصبحت قريباً من القبر.. لن أبيع ديني ولن أداهن في الحق أحداً.

أطال الله عمرك مولانا..

من يعترض على أسلوب الصدمة الذي أقوله، هذا ليس من عندي هو من عند علي بن ابي طالب عليه السلام، عندما كان يقف بوجه الغلو، وكذلك الأئمة عليهم السلام، من ينتقد الأسلوب فليراجع أسلوب موسى النبي مع أخيه بمواجهة غلو قومه، مشكلتنا أنه لا يوجد فهم للدين.

ولا أرادة لفهمه..

صحيح.. يستخدمون  المفردات الدينية غير الصحيحة بل المبتدعة والمختلقة والمصطنعة، تستخدم باسم الدين لأجل هذا وذاك ومصالح هذا أو ذاك.. حتى بعض الساسة يستغلون الدين والشعارات الدينية.. لديهم مجموعة من المشايخ يغطونهم..

الدين أفيون الشعوب..

صحيح.. من هذا القبيل هو أفيون الشعوب إذا أصبح ينظر إلى غالبية رجال الدين، ككهنة معابد إيه نعم افيون الشعوب.. لكن إذا نظرت إلى الدين بصورة محمد وعلي والحسين والزهراء النقية الطاهرة، والسيدة زينب عليهم الصلاة والسلام، هذا هو الدين القويم الصحيح. إن الله لا يستبعد الناس ويعطي الحرية للإنسان، إنسانيتك وإنسانية الآخر ويحترم العقل ويخرج الإنسان من قمقم التخلّف والظلم ويترقي به إلى مستويات عالية من الإنسانية.

ماذا بعد الكتب؟ هل من جديد؟

عندي تفسير القرآن ولكن هذا يحتاج وقتاً طويلاً.

هو مشروع العمر العظيم

أسأل الله أن يطيل بعمري كي أنجزه.. هذ أمنيتي.

والمرجعية؟

ليست هدفي.

هناك من يطالبونك بذلك..

لست في وارد المرجعية وقبلها “كان الكلام عليّ توُزْوُز” بعد ذلك ماذا سيحصل؟ علماً أنني لا أخاف من أحد. لكن الإنسان مسؤول أن يحفظ نفسه بقدر ما. أعتقد أن الله حفظني في مواقف كثيرة وقد تعرّضت للأذى مما لا يخطر على بال ولا يشعر بالنار إلا من مرّ به. تعرّضت وعيالي بشكل غير مسبوق للأذى، حتى أنني فتحت عيني مرة لأجد ابنتي تبكي فوق رأسي من شدة قلقها عليّ بسبب ما حصل، ما تعرّضنا له في عين الله. ولكن ما يؤلمني أنه من بعض الشيعة..

بعضٌ يعتبر أن الله خلق الكون لأجل الأئمة ولأجله كموالٍ للأئمة..

طبعاً أنا لا أعتقد بذلك..

ولا أنا

إن الله خلق الكون لكل الناس، والأئمة هم ألأكمل والأنقى وأفضل الناس.. لكن تلك الروايات حول “الولاية التكوينية” غلو..

حضرتك إمام مسحد السجّاد في حي السلم، ولعلها خلاصة المناطق الشعبية الفقيرة..

ربما لأنني عشت معهم وكنت مثلهم وشعرت بهم، ربما إذا سكنت في حارة حريك أو الغربية ما كنت شعرت بالناس “هالقد”، أشعر بفقرهم المادي والفكري وكرامة كل إنسان يريد الحفاظ عليها، في هذه المنطقة خليط رهيب.

تشعر بحرارة اللقاءات مع الناس

بين محب وكاره.. لا وسط.. ومن يحبني، تخجلني محبته وإطراؤه.

وهذه المحبة والقبول مسؤولية أيضاً

إذا لم يربّ الإنسان نفسه تنتفخ شخصيته ويدخل ابليس ليوسوس.

هل ندمت يوماً لدخولك في هذه الطريق وقلت ليتني كنت موظفاً عادياً..

ايه لأنني كنت صريح.. سأقول لك ندمت. هناك من استغلوا عمامتي وظلموني في عرضي، لا أستطيع أن أردّ الناس عليهم بالظاهر، لأنني معمّم. لا أستطيع أن آخذ حقي. كل شي قابل للتحمّل إلا العرض.. هذا يؤلمني، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وندمت أيضاً حين هاجمني بعض رجال الدين، بهذا الشكل، رأيت حسداً لا أعرف كيف أعبر عنه، قرفت من هذا الجسم. آسف للعتبير. علماً أنه ثمة من العلماء من هم مخلصون أتقياء عُبّاد.. لكن هذا الجسم إذا لم يكن لله، فهو أقذر الأجسام، لأنه يحكم باسم الله.

للأسف

الإقطاع الديني أسوأ الإقطاعات، لأنه يحكم باسم الدين ويذبح ويبرّر كل أفعاله.

متى تعود إلى برنامج يسألونك..

هذا السؤال يوجّه إلى السيد علي فضل الله وليس لي.. عدت إلى التلفزيون بعد “التي واللتيا” وليس بطلب مني لأني كنت رافضاً لذلك..

للإذاعة خصوصية أنها تصل إلى شريحة أكبر وفي أي وقت

كثير من الناس يطلبون لكن الأمر ليس بيدي لا زالت الضغوطات من الأشاوس الموجودين..

هم أقوى من رغبة الناس المستمعين؟

أفضّل أن تسألي السيد علي..

سأسأله

لا جواب عندي كثر يطالبونني بذلك.. لا استطيع أن أحكي

مع كل التقدير للمحاوِر وللمشايخ الضيوف لكن هناك شيء ناقص في البرنامج، وألاحظ دائرة جمهور البرنامج تضيق

لعل المستمع لا يجد ما يشبع فكره، السيد لم يكن كذلك.. أنا أحكي ما لنا وما علينا..

ألا دور للسيد جعفر؟

اسأليه

سأسأل

ما أقوله من وقف معي بقوة هو السيد علي ولولاه لما رأيتِني في مكاتب السيد ومؤسساته.. “عندي خصلة تربيت عليها” أن لا أغضّ اليد التي تمتد لي” بالتعبير الشعبي والطفولي.. ولا أجد أرقى وأجمل من الوفاء وعندما يفقد الإنسان هذه الصفة، فإنه يتحوّل إلى حيوان.. تربيت عند السيد الأستاذ ولن أخون ولو ظُلمت من الكثيرين حوله، إذا لم أخرج طرداً فإنني لن أغادر.. أنا وفيّ لأستاذي.

ماذا تقول للجمهور الذي يسعى للاستماع إليك والتفكّر معك

احترموا إنسانيتكم وحرّروا عقولكم من التفكير الجمعي، لقد دعانا الله إلى أن نفكر، مثنى وفرادى، مثنى أن تفكر مع صاحبك وفرادى مع نفسك، اختر وتحمل مسؤولية اختيارك لأنك مسؤول، لا تجعل لا السيد ولا الشيخ ولا المرجع ولا السياسي أن يسيطروا عليك.

 

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …