حكومة المكاسرة

حكومــة المكاسرة

كل المؤشرات والوقائع تنبىء بأن الأسبوعين المقبلين من السنة الجديدة سيشهدان ولادة الحكومة وان كانت الإيحاءات بشكلها وتركيبتها وحصصها وتمثيل القوى السياسية في داخلها ما زالت غامضة.

أطراف الصراع على مواقفهم في الضفتين، لا أحد في وارد التراجع والتخلى عن شروطه، ولاأحد يظهر إستعداده للحوار.

والمؤكد ان رئيس الجمهورية الذي رسم خطوطه الحمر في الملف الحكومي ربطاً بالمهلة القانونية لإنتخاب رئيس الجمهورية بين 15 آذار و 25 أيار المقبلين عازم على تشكيل حكومة جديدة وانه أتفق مع الرئيس سلام على إعطاء فرصة أخيرة للتشاور مع القيادات السياسية لتحديد طبيعة المعطيات التي يمكن ان ترسو عليها صورة الحكومة التي يجري العمل على بلورتها.

حتى الساعة لا يمكن الجزم بالصيغة التي ستعتمد للتأليف، علماً بأن الخيارات باتت ضيقة أمام المعنيين وكل الطروحات التي جرى التداول فيها اصطدمت بالفيتوات المتبادلة الأمر الذي دفع بالمعنيين الى التداول بتشكيل حكومة تضم وزراء من الفئة الأولى وممثلين لجميع الأطياف والتيارات الفاعلة مع خليط من وزراءا كفوئين ومحايدين على ان يتضمن البيان الوزاري عناوين عريضة دون الخوض في التفاصيل حيث تكمن شياطين العرقلة من غير ان يعرف ما إذا كان الأفرقاء المعنيون في الجهتين على إستعداد للبحث في هذا المخرج وإن كان المرجح ان تلقى معارضتىهم.

الرئيسان سليمان وسلام في وضع لا يحسدان عليه فهما بين مطرقة 8 آذار وسندان14 آذار وتحدياتهما المتبادلة حيث كل فريق متمسك بقناعاته.

وإذا كانت التوقعات بأن الرجلين سيقدمان على تشكيل حكومة يعتبرانها متوازنة وان لا مصلحة لأي طرف برفضها ودفع البلاد الى الفراغ، فإن المعلومات التي توافرت لقوى 8 آذار بأن الرئيس المكلف بدأ بوضع مسودة تشكيلة سيتشاور بشأنها مع رئيس الجمهورية والإتفاق على إصدار مراسيمها قبل نهاية الشهر المقبل وفقاً للصلاحيات الدستورية التي أناطها الدستور بهما، وان للمجلس النيابي الحق بإعطائها الثقة أو حجبها ومتجاوزين بذلك آراء الأفرقاء الآخرين ومقترحاتهم. وفي جعبة بعض قيادات 8 آذار معطيات تشير الى وجود غطاء اقليمي ودولي لحماية حكومة الدعسة الناقصة ملمحين بذلك الى تفاهم فرنسي سعودي جرى حول هذه النقطة، لكن السؤال المقلق هو على ماذا يبني الرئيسان سليمان وسلام رهانهما على فرض حكومة أمر واقع وسط موجة الجنون والتكفير السياسي السائدة ؟ أي حكومة ستولد في ظل التهديد بحرب التحرير من حزب الله وسلاحه ؟ وأي حكومة ستحكم في ظل الإستثمار على الدم وتوظيف الجنازات كمنابر للإنفعالات السياسية والمذهبية والتعبئة التي تخدم القتلة لا المقتولين ؟.

الوقت لم يفت بعد للتفاهم والحوار بين شركاء الوطن قبل ان ينهار السقف على الجميع وتغرق البلاد في الفوضى والبراكين المشتعلة في المنطقة.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …