الاحتجاجات الطلابية أمام وزارة التربية في الأونسيكو لم تحرّك ساكنًا في وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، لم ينزل الى الشارع لتهدئة أجواء المحتجّين ولم يجد حلًا ينصف الطلاب، وحتى دموع طلاب الشهادة المتوسطة “لم تشفع” لهم ولم تؤثر بالوزير خصوصًا دموع الطالب حسين جابر التي اشعلت حرقتها قلوب الشعب اللبناني حتى بات حديث مواقع التواصل الاجتماعي أمس.
حسين جابر تلميذ مدرسة ” انترناشونال هاي سكول“، حرم من الامتحانات الرسمية مع عدد من طلاب المدارس لعدم امتلاكهم بطاقات الترشيح، تضاربت المعلومات حول من المسؤول، خطأ المدرسة أم الوزارة.. ولكن “راحت الامتحانات على الطلاب فقط فكانوا هم الضحية“.
“أنا خايف عمستقبلي ببلدي“، يقول جابر لموقع العهد الاخباري؛ كلمات قد تهز كيان بعض الدول لكن ليس في لبنان!
بجرأته وحزنه الواضحين يوضح جابر:” دموعي كانت نابعة من حرقة قلب على جهدي الذي أضاعته الدولة في بلد المحسوبيات“.
يضيف جابر للعهد: “تابعت دروسي بانتظام لمدة 9 اشهر وسهرت الليالي خصوصًا في الأشهر الثلاثة الأخيرة حالمًا بهذه اللحظة التي أقدم فيها الامتحانات الرسمية ككل رفاقي منتظرًا لحظة اعلان نجاحي“، مشيرًا الى أن قرار وزير التربية “دمره” وأشعره بالقلق من مستقبل في دولة لا تحترم أبسط حقوق مواطنيها، بحسب تعبيره.
توقفنا كثيرًا عند كلمة “دمرني“، استطردنا بالقول: “لكن الوزير وعدك أن تقدم الامتحانات في الدورة الثانية” علنا نخفف حزنه، فيجيب الطالب حسين جابر:” نعم دمرني وحطم مستقبلي فمن حقي أن أخذ فرصتين أنا وكل من حرم من الامتحانات ففي حال لم يوقف أحدنا في الأولى لديه فرصة أخرى“، مضيفًا:” ومن حقي أن استمتع بعطلتي الصيفية لا أن أقضيها بالدرس وبين سطور الكتب والمعادلات الرياضية وغبار التاريخ كي لا أنسى المعلومات“.
جابر شكر عبر موقعنا كل من سانده وأوصل صرخته عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، داعيًا الجميع للوقوف الى جانب الطلاب في احتجاجهم، مناشدًا وزير التربية انصافهم بحل يخولهم تقديم الامتحانات الرسمية قبل الدورة الثانية ليكون لديهم فرص أكبر للنجاح.
والدة جابر استنكرت بدورها قرار الوزير أكرم شهيب، معتبرةً أن المدرسة ليست “دكانة” بل مرخصة بالوثائق، وألقت اللوم على الوزراة. وأكدت في معرض حديثها لموقع العهد أن دموع ابنها انهمرت حرقة على تعبه وجهده خلال العام، داعيةً لانصاف الطلاب الذين لا ذنب لهم.