حسن نمر بيضون ولحظات الرعب على متن لوفتهانزا

كان من المفترض ان تكون رحلة حسن نمر بيضون (45 سنة) من بيروت الى فرانكفورت فميشيغن طبيعية، إلا ان حدثاً “رهيبا” حصل على متن الخطوط الجوية الألمانية “لوفتاهنزا” ومنع لقاء حسن بولديه في الموعد المحدد، وجعله يجزم بـ “أنني لن أفكر في السفر مجدداً قبل أسبوعين أو ثلاثة، أشعر بتوتر عصبي شديد جراء التجربة التي عشتها”، لكن ماذا جرى؟

يروي حسن لـ”النهار”: “كان يجب أن تقلع الطائرة في تمام الساعة الـ4:35 فجر الثلثاء من بيروت، فتأخرت دقائق قليلة، وبعد الانطلاق بفترة وجيزة يمكن تقديرها بنحو 7 دقائق، رأينا شيئاً غريباً يلمع عند زجاج الطائرة، اعتقدنا انها ارتطمت بجسم خارجي، حينها بدأت حالة مرعبة من الارتجاج تصيب كل أنحاء الطائرة، وهنا اعتقدنا ان الأمور انتهت واننا نواجه الموت المحتم، كنا نحو 150 راكباً على متن الطائرة، رأيت حالات اغماء، وسيدة مسنة تبكي وتسأل الله النجاة، كثيرون أخذوا في التكبير وفي تلاوة الأدعية، في تلك الأثناء لم يكن في إمكاني التفكير سوى بولديْ وكيف أني لن أراهما بعد اليوم، لا أعتقد أني سأشفى من التجربة قريباً…”.

يضيف حسن:”الحق يقال اننا كنا بقيادة كابتن متمرس عرفَ كيف يدير الأزمة، فطاقم الطائرة سارع الى محاولة تهدئة الركاب، وعلمنا ان الأمر ناتج عن دخول طير في محرك الطائرة. قاد الكابتن الطائرة بهدوء كبير طيلة ربع ساعة وأفرغ ما تحتويه الطائرة من وقود في البحر منعاً للانفجار وبعدها اتجه صوب أرض المطار، ومع وصولنا، كانت فرق اسعاف تنتظر المصابين بحالات هلع شديد لمداواتهم، كما حصلت “هيصة” داخل صالة الوصول وأخذ الجميع يهنئوننا بالسلامة”.

إجراءات السلامة

كنا نتحدث الى حسن هاتفياً بينما الزوار يتوافدون لتهنئته بالسلامة في بلدته بنت جبيل الجنوبية بعد النجاة، أما باقي الركاب فقصدوا أيضا منازلهم أو فنادق في العاصمة، بسبب تعذر تأمين طائرة بديلة في الحال، وتطلب تصليح عطل المحرك ساعات طويلة بسبب الحاجة لتأمين قطع الغيار.

حتى السادسة من مساء الثلثاء لم يكن العطل قد تم تصليحه وفق مدير عام الطيران المدني دانيال الهيبي، والذي شرح لـ”النهار” ان ما جرى لا يمكن وصفه بانفجار في المحرك، بل هو عطل ناتج عن دخول طائر من الحجم الكبير في المحرك، و”هذه حادثة قد نشهدها في مطارات كثيرة حول العالم، اذاً يمكن تصنيفها في الخانة الطبيعية”.

ويقول الهيبي ان “موقع المطار يجعلنا عرضة لحوادث مماثلة خصوصاً في هذا الوقت من السنة حيث تقترب طيور كبيرة من الشاطىء، وفي العادة نلجأ الى اجراءات لابعادها من خلال تركيب أجهزة تبعث بذبذبات، كما ان هناك كاشفاً يعمل على تأمين طريق الطائرة”. الإجراءات التي تحدث عنها الهيبي لم تكن مجدية تماماً لتفادي وقوع حادثة دخول طير في المحرك كادت تتحول كارثة، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول معايير السلامة العامة المعتمدة، حتى في حضرة التبرير القائل بامكانية وقوع حوادث مماثلة في مطارات حديثة في العالم قريبة من الشاطىء. 

المصدر: النهار

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …