كلودا طانيوس –
كان هدفُ الشاب محمد شدّاد، هاوي التصوير، أن يعرّف رفاقه الفرنسيين على لبنان، عبر زيارة الأماكن الجاذبة. فتوجّه وإياهم إلى حرش بيروت أو كما يُعرَف بـ”حرش الصنوبر”، الحديقة المدنية الأكبر في العاصمة بيروت. لكن المفاجأة كانت أنه مُنِعَ من التجوّل فيه لأنه يحمل كاميرا تصوير محترفة!
“هيك الأوامر!”
يُخبر شدّاد “النهار” أنه وأصدقاءه مُنِعوا من زيارة الحرش، لأن بحوزته كاميرا التصوير، موضحاً أن حارساً من حرّاس الحرش قال له: “إذا أردتَ أن تصوّر، صوّر عبر هاتفك الجوّال”. فحصلَ شبهُ شجارٍ بينهما، لكن شدّاد فضّه “لأني لم أُرِد أن أتجادل معه، خصوصاً أن أصدقائي كانوا معي”.
هذه ليست المرّة الأولى التي يُمنَع فيها شدّاد من دخول أماكن عامة، فـ”النهار” عرضت سابقاً كيف مُنِعَ من دخول الـZaitunay Bay أيضاً، فكما هناك، قالوا له في حرش بيروت أيضًا أن “هذه هي الأوامر هنا!”
ويستغرب المصوّر الهاوي عبر “النهار” كيف يمكن أن يُمنَع من التصوير، وكأنه يقوم بأمرٍ مُخزٍ، “فيما من يتجوّل بالبارودة أو المسدّس، ويسبّب أعمال شغب ويقترف جرائم، يظلّ طليقاً ولا أحد يتعرّض له!” على حدّ قوله.
“التصوير مسموح، لكن لا حماية ولا إدارة للحِرش”
لكن لدى استيضاح “النهار” نائب رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس نديم أبو رزق عن حقيقة منع التصوير في حرش بيروت، بما أنه يتعارض ومبدأ الحرية المدنية، خصوصاً أن الحرش منطقة عامة أي مفتوحة للجميع، تبيّن أن “الحرش مفتوح فقط لمن هم فوق عمر الـ30 سنة، إذ لا حماية ولا إدارة للحرش، أي ليس هناك ما يمكن أن يحمي الأطفال واليافعين من أي مكروه قد يحصل لهم، وأيضاً لا حماية للحرش منهم، في حال حصلت حرائق أو أي أمور تُسبّب ضرراً للحرش”، يشرح أبو رزق، ويضيف: “لا يمكن تَرك مساحة كبيرة تصل إلى عشرات آلاف الأمتار المربّعة عُرضة لأي تخريب أمني أو أخلاقي”.
لكنه يشدّد عبر “النهار” على أن “هذا التدبير مؤقت وليس مطلقاً، ونحن لا نعني به أن كل من هو تحت الـ30 من عمره يفتقد للأخلاق، لكنه تدبيرٌ ضروري في المرحلة الراهنة”، وأجاب أن “على من يريد الدخول وهو تحت السن المحدّدة، أن يطلب إذناً من المحافظ”.
أما من سيتولّى إدارة وحماية الحرش، “فهي شركة خاصة ضمن شروط ومعايير نحدّدها نحن كبلدية”، يشرح أبو رزق، “إذ ستحصل مناقصة في أيار المقبل، والشركة التي تربحها ستتولّى الحرش ليُفتتح رسمياً خلال هذا العام”.
وبالعودة إلى شدّاد، يؤكد نائب الرئيس أن “التصوير طبعاً مسموح، فالحرش مكانٌ مفتوح للناس”، وعن حقيقة تحوّله لمشروعٍ تجاري يحوي مقاهي على غرار الـZaitunay Bay، يجيب جازماً: “لن يصبح مشروعاً تجارياً، بل سيظلّ مكاناً عاماً”.
المصدر: النهار