توليد الكهرباء من النفايات

ليست المرة الاولى التي يعاني فيها لبنان من مشكلة #النفايات، وليست المرة الاولى التي يجري فيها الحديث عن تطييف المشكلة وحتى مذهبتها، في اشارة واضحة الى حجم الكارثة الوطنية التي تضرب البلاد، وفي دلالة اوضح على مدى استخفاف المسؤولين في حل القضايا المتعلقة بحياة الناس واولوياتهم الحياتية والمعيشية، فكيف اذا كان الامر مرتبطًا بنظافة الشارع والحي والمدينة وبتداعيات ترك النفايات بين المنازل وفي الشوارع العامة، على صحة المواطن وحياته؟! الا يستوجب هذا الامر حلاً جذريا يمنع الوصول الى صورة القمامة التي وصلنا اليها اليوم؟ والا يستدعي استنفارا عاما على مستوى مؤسسات الدولة المعنية لانهاء مسلسل الاهانات المتكرر للمواطن اللبناني والمتجسد اليوم بترك نفاياته في وسط الشوارع؟
واذا كان طرح الاسئلة في بلد كلبنان لا ينتظر اجوبة نظرًا لغيابها، او لعدم جرأة المعنيين على الاجابة عنها، وتحميل كل واحد منهم الآخر مسؤولية التقصير، فان البحث عن بدائل لحل مشكلة النفايات يجب ان ينال الحيز الاكبر من الاهتمام والتركيز، خاصة ونحن في زمن التطور الذي يساعد بتكنولوجيته على الاستثمار حتى في النفايات للاستفادة منها باكثر من ميدان.
وفي اطار البحث عن البدائل وتطويرها، يبرز اسم المهندس سمير مراد القادم من المانيا منذ حوالي 5 سنوات مع ولديه (لا يتجاوز اعمارهما 14سنة) على انشاء محطة طاقة مع توربين تعمل على البخار وتحول النفايات الى طاقة كهربائية، وهي ممولة من قبل مركز AECENAR Applied Research Center وجمعية LASER للبحث العلمي.
يقول مراد لـ”النهار”: “عملنا كثيرا على هذه المحطة وكنا نجد صعوبة في الحصول على المواد اللازمة للتصنيع، وصرنا نحن نصنع بعض الاشياء، وقد اجرينا تجارب عديدة في منطقة رأس النحاش في #الكورة، وبعد عدة تجارب ناجحة تمكنا من توليد طاقة كهربائية انرنا عبرها مسجد القرية والقاعة الخاصة به، فوظيفة هذه المحطة هي تحويل الطاقة الحرارية الى طاقة كهربائية، ليس فقط عبر حرق النفايات بل ايضا عبر حرق النفط في داخلها ومواد اخرى، ولكن نظرا للوضع العام في لبنان فان استخدام النفايات فيها اسهل من غيره”. ويضيف: “ويمكن ايضا الاستفادة من تبريد البخار للتدفئة، كما فعلنا ايضا داخل المسجد حيث استفدنا من تبريد البخار وقمنا بتمديدات داخله بهدف التدفئة”.
وعن طريقة عمل هذه المحطة يقول مراد: “بعد فرز النفايات تخضع الأخيرة لعملية حرق تحت درجة حرارة معينة، والحرارة الناتجة عن الحريق تقوم بتبخير المياه الجارية في أنابيب داخل المحرقة، التي تقوم بدورها بتدوير التوربين وبالتالي توليد الكهرباء”.
ويكشف مراد انه في شهر آذار من العام الحالي جرى تعاون بين الجامعة اللبنانية ومركز AECENAR للبحوث العلمية لتطوير المحطة والنهوض بقدرتها الاستيعابية للتخلص من مشكلة النفايات بشكل جذري في منطقة طرابلس، فهل تتلقف الوزارات المعنية هذه المحطة وتعمل على تطويرها لتستوعب اكبر قدر ممكن من النفايات وتحلّ بالوقت عينه جزءًا كبيرًا من ازمة الكهرباء التي تشكل هي الاخرى ازمة الازمات في لبنان على المستويين المعيشي والاقتصادي نظرًا للمبالغ الطائلة التي تدفعها الحكومة اللبنانية سنويا لهذا القطاع؟
مراد مستعد للتعاون في سبيل تطوير محطته التي تحل مشكلة #المطمر الذي يمنع اي شركة جديدة من تقديم عروضها؟ فهل من يلاقيه في منتصف الطريق؟
المصدر: النهار

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …