إنها تُمطرُ ملياراتٍ في مِصر وإنّهم العرب.. يعطونك باليسرى ويدمّرون باليمنى.. ولولا دعمُ بعضِهم الذي يعتلي القِمةَ الاقتصاديةَ في شرْمِ الشيخ لَما كان إرهابٌ ولا مَن يُغذّون . رافعةٌ اقتصاديةٌ لمِصرَ اليومَ بلغت اثني عشَرَ مِليارَ دولارٍ من ثلاثِ دولٍ فقط.. والبقيةُ تأتي في أكبرِ نجاحٍ سياسيٍّ اقتصاديٍّ لحكمِ عبد الفتاح السيسي وثورةِ الثلاثينَ من يونيو لبنانُ الحاضرُ في القِمةِ بينَ مرَدةِ المال لا يسعُه إلا أن يتبرّعَ بالشكوى ويقدّمَ نفسَه على خطِّ استواءٍ معَ مِصرَ التي يشاركُها خطرَ الإرهاب ويخوضُ معركةً ضاريةً ضِدَّه كما أعلن الرئيس تمام سلام أمامَ مؤتمر دعم وتنمية الاقتصادِ المِصريّ لكن إذا كان العربُ قد دعموا اقتصادَ مِصرَ وأمنَها لمواجهةِ الإرهاب.. فمَن دعم الإرهاب؟ مَن رفعه إلى مصافي الدول فأصبح يَحتلُّ العراق.. ويُقسّمُ سوريا.. ويحكُمُ في ليبيا.. ويطوفُ على تخومِ لبنانَ وحدودِ الأردنّ.. ويَسري في سَيناءِ مِصر؟ هل نهضتِ التنظيماتُ الإرهابيةُ بلا تمويلٍ وروافدَ عربية؟ وهل خاضت حروبَها بالدعاءِ والصلوات أم بمِنحٍ ماليةٍ وتدريباتٍ عسكريةٍ لا تزالُ تَجري على أراضٍ عربيةٍ وتركية قبل أيام كان وعدُ الملِك السُّعوديّ سلمان بن عبد العزيز قاطعاً بمحاربةِ الإرهاب ومكافحةِ التطرّفِ من جذورِه وأعلن سياسةً رائعةً في التشدّدِ نحوَ رفضِ السُّعوديةِ التدخلَ في سياستِها والعبثَ بأمنِها.. مع ضرورةِ تحقيقِ التضامنِ العربيِّ والإسلاميِّ بتنقيةِ الأجواءِ وتوحيدِ الصفوفِ على أساسِ احترامِ الدول خطابٌ يستحق الثناء والتصفيق لاسيما إذا ما اقُترنَ بدعمٍ سُعوديٍّ للجيشِ اللبنانيِّ عَبرَ تفعيلِ صفْقةِ ثلاثةِ المليارات ِلتسليحِ المؤسسةِ العسكريةِ وتمكينِها من وضعِ كلامِ الملِكِ حيّزَ التنفيذِ في مكافحةِ الإرهاب لكن إذا ما وُضع الخِطابُ نفسُه على مِشرحةِ التدقيقِ فإنّ الأعمالَ غالباً لا تُطبّقُ على النيات فسياسةُ احترامِ الدولِ ومبدأُ السيادةِ لا تَجريانِ بتناوبِ سعود الفيصل وبندر بن سلطان على الدعوةِ إلى تسليحِ المعارضةِ السورية.. وبعضُهم يذهبُ إلى الإشرافِ على تدريبِها ودعوةُ الملِكِ إلى الحوار يُفترضُ أن تقومَ على حلِّ الخلافاتِ سلمياً.. فكيف ذلك وأنتم تطالبون بإسقاطِ النظامِ في سوريا.. ولْيترجمْ لنا الملِكُ السعوديُّ عبارةَ عدمِ التدخّلِ في شؤونِه.. والمملكةُ تدخّلت في شؤونِ غيرِها حدَّ إعلانِ الفيصل رسمياً تدريبَ المعارضةِ وتسليحِها؟ . وإلى شؤونِنا.. فالغدُ محجوزٌ لذكرى الرابعَ عشرَ من آذار وذلك من وحيٍ سوريّ.. إذ سيجري إعلانُ تأسيسِ المجلسِ الوطنيّ لكن من دونِ الوصولِ إلى مرحلةِ تدريبِ هذا المجلس وتسليحِه.. الذي نما في عشْرِ سنواتٍ مِن رَحِمِ فارسِ الثورةِ فارس سعيد بارد
المصدر: الجديد