تكريم الراحل فيصل شرارة

وطنية – أقامت الحركة الثقافية في لبنان احتفالا تكريميا للمربي الراحل فيصل شرارة في قاعة انطوان حرب في قصر الأونيسكو لمناسبة مرور اربعين يوما على رحيله، حضره النواب: عبداللطيف الزين، ياسين جابر، ميشال موسى، عاصم قانصو، مروان فارس وقاسم هاشم، النائب السابق الدكتور حسين يتيم، رئيس ديوان المحاسبة القاضي احمد حمدان، مدير عام وزارة التربية فادي يرق، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، المفتش العام الإداري في التفتيش المركزي الدكتور مطانيوس الحلبي، رئيس الحركة الثقافية بلال شرارة، رئيس مجلس إدارة مؤسسات “أمل” التربوية الدكتور رضا سعادة، أعضاء مجلس إدارة الحركة الثقافية، حشد كبير من الشخصيات السياسية، الأدبية، الفكرية والإجتماعية، ممثلون عن الهيئات النسائية، فاعليات بلدية، اختيارية، أهل وأصدقاء الراحل الى جانب عائلته ومحبيه.

بعد النشيد الوطني، قدم الحفل امين سر الحركة الثقافية في لبنان حافظ الصايغ الذي قال: “نعيش في بلد يعاني أزمات وفي منطقة تحترق بالتحديات، وفي بلد نفتقد فيه كثير من الرجال الذين طبعوا حياتهم بالجد والكد والقيم والأخلاق، لهذا نحن نلتقي حول فيصل بوجه الجهل والتخلف وبوجه الفساد في الإدارات وحول فيصل الذي آمن بأن الثقافة والعلم يشكلان الإستقرار، فلا استقرار في بلد لا يؤمن استقرارا ثقافيا ويؤمن الحوار والمواطنة الحقة التي تقوم على أساس الولاء للوطن”، لافتا الى “ان الحركة الثقافية في لبنان ومنذ نشأتها تؤمن إيمانا قاطعا بأن لبنان لا يمكن أن يستقر أمنا واقتصادا واجتماعا وسياسة إلا إذا كان هناك استقرارا ثقافيا”.

واثنى على “الراحل الذي عمل في حقل التربية والإدارة فكان نموذجا للانسان المؤمن بالصدق والأمانة والإخلاص الذي ترك بصماته البيضاء لتكون عنوانا لهذا اليوم”.

شرارة

وكانت كلمة لرئيس الحركة الثقافية بلال شرارة الذي قال: “ها قد اتيت اليوم على غير موعدي الاحد، لعلي القي التحية عليك وانت على غير انتظار ولكن، وفي كل الحالات فإني باسمي وباسم الحركة الثقافية في لبنان اقول لك سلاما، ونحن على العهد ميتنا في الحركة الثقافية لا يموت، توفيق قصاب وحسين جابر ورامز سعد وعادل علي احمد – ميتنا – لا يموت فكيف اذا كان مثلك انموذجا في الاخلاق العالية السمحة والتهذيب والحب والاستماع الدقيق، وكيف اذا كان شجرة مزدهرة بالحياة رغم رحيل الجسد”.

اضاف: “كل يوم هو لتكريمك وتأبينك وانت لا تفارقني، وتعرف انني من بين كل من عرفت، لا اخاف الموت، واعرف انه لعل في الموت ما يشتهى، وانه اجمل مما يقول الرواة، ففيه (الموت). (ما حدا بيسرق حدا… ما حدا بيقتل حدا… ما حدا بيغار…. بالموت يموت فينا الشر)”.

وتابع: “أخي فيصل، ان الحركة الثقافية مثلي، تضيء حروفها، وتستودع وجهك جنان الخلد والجسد الذي شف النحيب به، ونقول في يومك ان الورد يصعب على الورد. لو كان الامر لي لقلت وقلت وقلت الى مطلع الدهر، ولكن لن آخذ وقتي ووقت غيري، فأختصر القول قبل ان تغلبني عاطفتي وابكي على منبرك، انك من بين القلائل الذين اخذوا قلبي الى البراءة واختليت به ولا زال يحدث وجده عن سهره وعن عدمية الاحياء”.

اضاف: “أخي فيصل، لا زال كل شيء على حاله، نحن بلا رئيس وبلا تشريع وبلا حكومة، ونكاد نكون بلا وطن. لا زلنا دون اغان رغم اننا نكثر من الشعر، لعلك قرأت نقطتي اول الشعر ولعلك تصحح لي دفتر (الخرطوش)، ولعلك تلقي نظرة اخيرة على ضمير الشعر الذي كتبه عمنا تحسين”. 


وختم: “أقول ان انسام وسحر وسالي وساني والعائلة كلها عهد ووعد لنا في الحركة الثقافية ان نكون لهم حركتهم. وأقول ان في ضميري ركنا اسمه فيصل شرارة لا يغلق. واقول باسم الحركة الثقافية في لبنان نشكر الجميع لتلبية دعوتنا”.

الحلبي

كماألقى المفتش العام الإداري في التفتيش المركزي الدكتور الحلبي كلمة قال فيها: “لا تحتفظ الذاكرة إلا بالأشياء المهمة وبصور الناس الذين غابوا لكنهم ضمنوا حضورهم الدائم بأعمالهم المميزة، والذي نحيي اليوم ذكراه الطيبة هو في البال دائما لأنه كان مميزا، صحيح ان العمر ارتحل يا فيصل وان الحياة استراحت، إلاان هدوءك المدوي قبل صرختك من فوق مآذن الحق لحق مواطن أو لمصلحة القانون ضمن بقاءك في وجدان محبيك وما أكثرهم، واليوم، أني أعود بالذاكرة الى خمس عشرة سنة ونيف، يوم عملنا معا في وزارة الثقافة والتعليم العالي، ثم في وزارة التربية والتعليم العالي، فأتخيلك بقدك وبقامتك الفكرية والأخلاقية، نتحدث بهدوء ونناقش أمور إدارتك بهدوء،وبهدؤ تبدي آراءك الصائبة ثمرة عقلك النير وعاطفتك النبيلة، ولا يسعني الآن إلا أن أشكر الحركة الثقافية في لبنان بشخص رئيسها الأديب بلال شرارة لأنها سمحت لي أن أقف في هذه المناسبة الجليلة أقول كلمة وفاء لروحك الطاهرة”، منوها ب”مسيرته الوطنية لنأخذ منها العبر والدروس وكأني بك الآن ترفع الصوت حيث أنت مرشدا موجها وتقول: ياأصحابي ثقوا ان لا شأن يعلو على الشأن التربوي والثقافي في لبنان، أصلحوه لتصلحوا شؤون البلد برمتها، وفوا أصحابه حقوقهم ليتمكنوا من أداء رسالتهم في وطن الرسالة”.

سعادة

من جهته قال رئيس مجلس إدارة مؤسسات “أمل” التربوية الدكتور سعادة “كنت أحتفل بتوقيع كتابي الأخير، بعنوان ثمار الإدارة الفاسدة عندما تقدم مني أحد الأصدقاء، وهمس في أذني، يلومني، انني تحدثت عن كتابي عن الفساد والفاسدين، ولم أتحدث بالمقابل عن الصالحين والمستقيمين، عن النزهاء الذين لا تخلو منهم إدارة أو مؤسسة، والذين لولا وجودهم فيها لولجنا في الجحيم الإداري”.

أضاف: “وإذا كانت بعض الإدارات والمؤسسات، أكثر عرضة للفساد والإنحراف من غيرها، إذ حيث يوجد المال يطغى الفساد، فإن التربية لا تحتمل ذلك. لذلك لمعت في الإدارة التربوية أسماء يفتخر بمناقبيتها، أمثالك أيها الصديق الراحل، الأستاذ فيصل شرارة، أيها الإنسان الآدمي، والتربوي المهذب، والرجل الخلوق، والإدارة العصامي، النزيه والمستقيم”.

وتابع: “إن ما يؤسف له في هذا الزمن الرديء، ان الفساد أصبح يعم العالم، ويجرف في طريقه هذاالبلد الجميل لبنان، والخطير في الأمر ان تتحول ظواهر الفساد الى ثقافة، وذلك عندما يعتاد الناس عليه فلا يبالون بوجوده، ولا يخجلون بممارسته، ويصبح عبارة عن تصرفات يومية يقبلها المجتمع ويتساهل معها، فيصبح المعتدي بنظر الناس هو القبضاي، والغشاش هو الشاطر، واللص هو الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، وتطلق الصفات الحميدة على الأخساء من الناس، ويصبح الفساد عادة اجتماعية، ويغدو المستقيمون والشرفاء في هذه الدنيا شواذا”.

وختم: “نفتقدك أنت وأمثالك ويعز علينا أنكم تتناقصون يوميا بعد يوم”.

يرق

وكانت كلمة لمدير عام وزارة التربية يرق الذي قال: “عندما يغيب زميل، أو رفيق، نشعر بخسارة شخصية، لأننا نفتقد معه، كل ما كان يمثله أو يقوم به، من عمل وإنجاز، فنجد أنفسنا في نوع من الشراكة التي تتجاوز العائلة الى الأسرة. اليوم، بعد انتقال فيصل شرارة الى رحمة ربه، نتطلع الى ما ترك بيننا من عطاء، وقد اجتمعت له الكفاءة المهنية والمحبة الإنسانية، في انتماء وطني صادق وهادف”.

اضاف: “ففي كل المهام التي أسندت اليه، والمسؤوليات التي حملها، كان، رحمه الله، مثال الكفاءة والإخلاص، وسواء تذكرناه مديرا لثانوية الغبيري الرسمية، أو أمينا لسر لجنة الكولوكيوم في وزارة التربية والتعليم العالي، أو في لجان الإمتحانات الرسمية، وإعداد المناهج، تميز بالكفاءة العلمية والإدارية، والأهلية والمناقبية والإلتزام التربوي مع دماثة الأخلاق التي جعلته مثالا في الإنفتاح على الآخر والتعاون الصادق في خدمة المصلحة العامة”.

وختم: “إننا إذ نفتقد حضوره بيننا، نحتفظ بصورة الرجل والإنسان، ابن الأرومة الجنوبية الطيبة، والعائلة المنجبة، المواطن الصالح، وخصوصا المربي المثالي الذي يذكره عارفوه بالخير، وندعو الله عز وجل، لكي، بفيض مراحمه، يبلل ثراه، يجزل ثوابه، ويطيب ذكراه”.

وألقيت في المناسبة قصائد للشعراء باسم عباس، عبدالقادر الحصني والمير طارق آل ناصرالدين.

شرارة

وتحدثته ابنته سحر شرارة فشكرت الحضور على وقوفهم الى جانب العائلة وعددت مسيرة والدها في المجال التربوي والإداري والتي اتسمت بالأمانة والصدق والشفافية والحكمة الى جانب ما كان يتمتع به من عاطفة واحتضان لعائلته.

واختتم الحفل بتقليد الراحل درع الحركة الثقافية في لبنان عربون وفاء وتقدير. 

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …