تشييع القنطار في الضاحية عصر الإثنين وإطلالة للسيد خلال ساعات

استشهد عميد الأسرى المحررين سمير القنطار في غارةٍ إسرائيلية استهدفت قرابة العاشرة والربع من مساء أمس، مبنى سكنيّاً كان بداخله في حيّ الحمصي في جرمانا في ريف دمشق، وفق بيان أولي صدر عن “حزب الله”، كان سبقه قيام بسام القنطار شقيق الشهيد بإعلان نبأ الاستشهاد عبر “الفايسبوك” صباح اليوم الأحد.ومن المتوقع أن يصدر “حزب الله” بيانا تفصيليا في الساعات المقبلة، على أن يشيّع القنطار غدا الاثنين، الساعة 3:30 عصرا في روضة الحوراء زينب في الغبيري، حيث ينطلق موكب التشييع من أمام حسينية روضة الشهيدين التي يبدأ تقبل التعازي والتبريكات فيها من الساعة 2:30 ظهرا. كذلك من المتوقع أن يتحدث، خلال الساعات المقبلة، للمناسبة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.

ولم يكن استهداف القنطار من قبل العدو الصهيوني، أمرا مفاجئا لأحد، خصوصا لعائلته التي كانت تعرف أنه لطالما كان يردد أمامها وأمام المقاومين من حوله، أنه يريد أن يتوّج مسيرته شهيدا في الموقع الطبيعي لمقاوم كانت حياته في الأسر والحرية حافلة بالمقاومة والجهاد، انطلاقاً من عمليته الأولى في نهاريا مرورا بالأسر الطويل (نحو ثلاثة عقود من الزمن) والحرية والالتحاق مجدداً في صفوف المقاومة وصولا إلى الاستشهاد.

وقد كان سمير القنطار مستهدفاً منذ لحظة إطلاق سراحه في تموز 2008، وورد اسمه من بين المستهدفين في أكثر من عدوان صهيوني، لاسيما العدوان الذي استشهد فيه المقاوم جهاد عماد مغنية مع أحد ضباط “الحرس الثوري الإيراني” ومقاومين آخرين، فضلا عن اكتشاف خيوط أكثر من عملية أمنية ـ استخباراتية كانت تهدف للنيل من القنطار.

وإذا كان لسان حال الإسرائيليين أنهم أقفلوا “فاتورة مفتوحة”، فإن هذا هو الخطأ بعينه خصوصا وأنهم يعرفون عقل المقاومة وقدرة أذرعتها وخبرتها وصدقيتها، لذلك فإن جريمة بهذا المستوى، ستجعل الحساب أكبر والفاتورة مفتوحة، وقد أكدت الأيام والتجارب على مدى العقود الماضية هذا الأمر، ولطالما فوجئت إسرائيل بأن ما تتمناه من وراء عمليات الاغتيال من هذا النوع، يتحقق عكسه بالضبط.

ما يمكن قوله، لمن صار خبيرا بالمقاومة وردود أفعالها، إن عمليات من هذا النوع لا تبقى دون رد، وهناك أكثر من دليل على هذا الأمر، وما عملية مزارع شبعا قبل سنة ونيف ببعيدة عن المتابعين، وهذا يعني أن كل ما قيل عن ترتيبات وتفاهمات وقواعد اشتباك اثر العملية العسكرية الروسية على الأراضي السورية، كلها مجرد فرضيات نظرية، وما جريمة اغتيال القنطار إلا دليل جديد أنه لا وجود لقواعد اشتباك تعني “حزب الله” في سوريا، ولا هو يقبل بقواعد اشتباك من النوع الذي يقيده.. ولننتظر كيف سيكون رد الحزب على جريمة القنطار ومتى؟.

(“موقع السفير”)

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …