مما لا شكّ فيه أن سماحة السيّد حسن نصرالله، تحوّل مع مرور الوقت إلى ظاهرة. وقد صُنِّف بين أكثر خمسين شخصية تأثيرًا في العالم العربي. فمن كان مُتابعًا لخطاباته منذ 15 عامًا، يمكنه جليّاً أن يكتشف كيف نضج خطابه من نواحٍ عدّة، أهمّها نبرة الصوت التي يتميّز بها السيّد حسن، حيث يقوم برفع صوته حينًا، وخفضه تارًة أخرى، وذلك يدلّ على حسن تسلسل أفكاره، وطريقته المميزة في إيصال ما يريد إلى الجمهور اللبناني أجمع، وليس إلى مناصريه فقط، فضلاً عن أن السيّد يمتلك كاريزما عفويّة، وقد اكتسبها مع الوقت بفعل انتصارات حزبه ومصداقيته كذلك جماهيريته العريضة. ويعتمد السيّد حسن نصرالله إلى تمرير كلمات تلطيف خلال خطابه حتّى لو كان حادّاً، ذلك لتلطيف الأجواء وعدم جعل المستمع أو المشاهد يملّ من الخطاب. وإذا أردنا تحليل حركات يديه، فإن السيّد حسن تراه يضع يده على ذقنه ما يدلّ على التفكير الصائب، كما أنه يصوّب إصبعه خلال الخطاب بهدف التهديد، فهذه حركة تدلّ على القدرة على المواجهة، والثقة بهذه القدرة”.هذا بشكل عام، وبشكل خاص، فإن السيّد نصرالله يدمج في خطاباته عناصر ثلاث هي، السمعية والبصرية والحسيّة، وهذه من قواعد نجاح الشخصية، فمحبّوه ومعارضيه يشاهدونه على حدّ سواء. والمعروف عن السيّد حسن أنه غير لا يتخذ قرارات سريعة، وعندما يقول يفعل، ويعتمد على القرائن والبراهين والأدلّة لتقوية حجّته، فهو رجل مسيطر وليس دكتاتوراً، ويمنح حضوره شعورًا بالاطمئنان. وسماحة السيّد صادق جدًا، ويظهر ذلك في طريقة تحريكه لعينيه أثناء الخطاب، فمثلاً عندما قال: “سأصل إلى ما بعد حيفا” نظر إلى الجهة اليُمنى، كون هذا الأمر لم يحصل بعد، ولكنّ سماحته تخيَّل أنّه سيحصل في المستقبل.
أمّا ما أنتقده عندما أشاهده على التلفاز هو التبريد في المكان الذي يكون فيه، إذ لا يكون معدَّلاً خلال خطابه، فيجعله يتعرّق وهذا أمر مزعج للطرفين، لسماحة السيّد وللمشاهدين. وقد استغلّ إعلام العدو هذه النقطة السلبية لتحليله حيث وصفه بالخائف والمتوتر، بينما هي صفة جسدية قد تصيب أي شخصٍ عادي.