بُدعَة عَيد رأسَ السَنّة الهَجرِية

الحُمد الله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على محّمدٍ وآله الأطهار .
أمــــا بعـــــد :-
لا وجَود واقعاً لعيد السَنة الهجَرية حتى نتَبادل التَهانّي إنمَا جاء نتَيجةٍ لتنَاسَق الأمر مع عَيد رأس السَنة المَيلادية وولادة السّيد المَسيح فكإنّما نسَبوا عيَد السنة الهَجرية مَن بابِ جَريان الحُكمِ علَى المُتَشابَه ، أمّا لو طالعنا جيّداً سَيرة أهل البيت – علَيهم السّلام – وخاصةً بعد إسَتشهاد الإمام الحُسين – عليه السلام – نجد كيفية إستقبال شهر محرّم هل كان بالتهاني والتبريكات أم بالحُزنٍ والآلام والمُصيبة على مولانا إلامام الحُسين – عليه السلام – مع العلم أنّ الثابت عند أهل التحقيق أنّ السَنة الهجَرية هي ( 1 ربيع الاول ) وليس مُحّرم وعلى ذلك فقد روي عن الإمام الرضا (ع) ماذا قال لريّان أبن شبَيب عنَدما جاء اليوم الأول من مُحرم الحرام .
فعَن الريّان بَن شبَيب قال :- دخَلتُ على الرضّا – عليه السّلام – في أول يومٍ مَن المُحَرم فقال لي : يا بَن شبَيب أصائمٌ أنت فقلتُ : لا ، فقَال: إنّ هذا اليَوم هو اليّوم الّذي دَعا فيه زكريا ربّه عزّ وجَلّ فقال : [ ربِ هبّ ليَ من لدّنك ذريّةٍ طيّبة إنّك سَميعُ الدّعاء فإسَتجاب الله لهُ وأمَر المّلائكة فنَادت زكريا وهو قائَم يُصلي في المَحراب أنّ الله يُبْشّرك بيَحيَى ، فمَن صَام هذا اليوم ثم دعا الله عزّ وجل إسَتجاب الله له كما إسَتجاب لزكَريا – علَيه السّلام .
ثم قال: يا بَن شبَيب إن المُحرم هو الشهرُ الّذي كان أهلُ الجاهَلية فيِما مَضى يُحرّمَون فيّه الظُلم والقتال لحُرمته ، فمَا عَرفت هذه الأمّة حُرمة شَهرها ولا حُرمة نبَيها ، لقد قَتلوا في هذا الشَهر ذُريته ، وسَبّوا نسَاءه ، وإنتَهبوا ثقَلة ، فلا غَفر الله لهم ذلك أبدا .
يا بَن شبيَب إنّ كُنّتَ باكياً لشَئ فإبَكِ للحُسين بن علي بَن أبي طالب – عليَهما السّلام – فإنه ذُبح كمَا يُذبح الكبَش ، وقتَل معَه من أهل بيَته ثمَانية عشَر رجُلاً ، مالهَم في الأرض شبيَهون ، ولقَد بكَت السّماوات السَبع والأرضوَن لقَتْله ، ولقَد نزل إلى الأرض من الملائكة أربَعة آلاف لنصَرهِ ، فوجَدوه قد قـُـتل، فهُم عنّد قبَرهِ شُعثٌ غُبرٌ إلى أنّ يَقوم القائم، فيكوَنون مَن أنَصاره ، وشَعاِرهم [ يا لثَاراتِ الحُسين ] يا بَن شبَيب لقَد حدّثني أبي، عن أبيَه، عَن جَده أنّه لمّا قـُـتل جَدّي الحُسين أمَطرت السّماء دماً وتـُـراباً أحَمر ، يا بَن شبَيب إن بَكيتَ على الحُسين حتَى تصَير دمُوعك على خَديك غفَر الله لك كلّ ذنَب أذنبَته صَغيراً كان أو كبيراً ، قليلاً كان أو كثيراً يا بَن شبَيب إنّ سَرّك أنّ تلَقى الله عزّ وجل ولا ذَنب علَيك ، فـُـزر الحُسين – علَيه السّلام – ، يا بَن شبَيب إن سَرّك أنّ تـَسْكن الغُرف المَبْنَية في الجَنّة مع النبي – صلَى الله عليَه وآله – فالعن قَتلة الحُسين يا بَن شَبيب إنّ سَرّك أنّ يَكون لك مَن الثَواب مثَل ما لمِن إسَتشهد مَع الحُسين فقلّ مَتى ما ذكَرته [ يا ليتَني كُنّت معَهم فأفوزَ فوزاً عظيما ].
يا بن شَبيَب إنّ سَرّك أنّ تـَـكون مَعنا في الدَرجاتِ العُلَى مَن الجَنان ، فأحَزن لحُزنِنا، وأفَرح لفَرحِنا ، وعلَيك بولايَتنا ، فلَو أنّ رجُلاً تولّى حَجراً لحَشرهُ الله مَعهُ يَوم القَيامة .
فهَل نتَبادل التَهاني أمّ نتَبادل التعَازي أخَوتي الأفاضل
عَظّم اللهُ لكَم الأجَر وأحَسنَ لكُم العَزاء بذكرى حلول مصيّبة مولانا الحُسين بن علي ( عليهما السّلام ) ..

سماحة الشيخ أسامة العتابي – العراق

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …