الأستاذ علي طالب – كندا
الكلمة الوحيدة والعبارة الأكيدة التي يستطيع المرء ان يصف بها هذه الحياة الحاضرة بكل تشعباتها هو الأسف على ما وصلت اليه كل الامور عامة في مشارق هذه الدنيا ومغاربها .
الأمر بكل اختصار ان الباطل اصبح حقاً والحق اضحى باطلاً وآمرا منكراً مستغرباً .
غريب وعجيب في ان معا حال هذه الدنيا وحال البشر عامة فالغلبة أصبحت في اي مجتمع هي للمنافق الخداع والنصاب المحتال الذي يلبس أقنعة مختلفة ومتبدلة بحسب الزمان والمكان والشخص المراد الإيقاع به والنصب عليه وأكل حقوقه بالكامل دون اي رادع أخلاقي وإنساني عام .
تنظر الى شخص ما تعرف وتعلم علم اليقين انه مخادع وهو على استعداد لسرقة حقوق الأيتام حتى وتجد بالمقابل ان الاخرين وان كانوا على معرفة مسبقة بأنه محتال وعمله الوحيد هو النصب والاحتيال على عباد الله ومع كل ذلك يتم التعامل معه على انه شخص عادي لا تشوبه اية شوائب او موبقات ، بعض الاشخاص وفي عدة مجتمعات يستعملون الدين مع الأسف الشديد لتحقيق غاياتهم الخبيثة فيظهر امامك الشخص على انه انسان ورع ومؤمن وعلامات التقوى على وجهه ولكن في حقيقة الأمر فان هذا المشهد يخفي حقيقة ان ذلك الشخص نفسه يحمل قلباً مليئاً بالاحقاد والشرور وأذى البشر يسري في عروقه كسريان الدم تماماً !
يعني في هذه الحالة يُستعمل الدين بغير أهدافه السامية والحقيقية من أجل إنسانية أفضل .
والهدف يكون على الدوام اناس أبرياء صدقوا أو خُيل لهم أنهم يتعاملون مع أشخاص طيبين وهم في حقيقة الأمر أشرار وخبثاء الى ابعد الحدود .
عندما يفقد اي شخص إنسانيته التي خصصها الله ببني البشر يتحول هذا الشخص الى وحش كاسر ومرعب فيطلق العنان للسانه السليط فيتناول الناس الشرفاء والكرام بشائعات واقاويل باطلة ظنا منه انه بهكذا أساليب سوقية ورخيصة باستطاعته ان ينال من كرامة البشر ولو بغايات دنيئة وبعيدة كل البعد عن التفكير الإنساني الصحيح والحقيقي .
انه أمر غريب حقا فالباطل اصبح حقاً والحق اضحى باطلاً في عالم غريب الأطوار تسوده شريعة الغاب فالقوي يقتل الضعيف وأصبحنا كحال البحار الشاسعة والمقولة السائدة السمك الكبير يأكل السمك الصغير .
يشعر الانسان الحقيقي في هذه الحياة ان كل القيم والمفاهيم والعلاقات الانسانية قد تغيرت وتبدلت ولا فرق يذكر بين شرق وغرب فالأمر في هذا الشأن سيان ولا يحتاج المرء للكثير من الجهد حتى يكتشف بنفسه مدى الظلم الفادح الذي يجتاح عالمنا المضطرب الغريب هذا .
قال الشاعر العربي يوماً :
لسانك لا تذكر به عورة امريء
فكلك عورات وللناس السن
ما أجمل ان يعود الانسان الى إنسانيته الحقة يعامل الاخرين كما يحب ويتمنى ان يتم التعامل معه هو نفسه .
دعوة للعودة الى الضمير ومحاسبة هذه النفس البشرية الإمارة بالسوء قبل فوات الأوان يوم لا ينفع اي ندم ولا حتى مال او بنون .
الوسوموجدانيات
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …