بيروت على موعد مع النفايات بعد ٢٤ ساعة

A+A-

حبيب معلوف

كل الطرق المؤدية إلى حل موقت لقضية النفايات، مُقفلة، فيما بلغت القدرة الاستيعابية لموقع الكرنتينا ذروتها، ولا تزال المواقع المختارة البديلة غير مؤكدة، لا سيما الموقع المختار قرب مرفأ بيروت، والذي يلاقي اعتراضات من جانب نقابة موظفي وعمال المرفأ.

وفي حين أكدت مصادر معنية لـ «السفير» أن تجهيز أرض المرفأ بدأ أمس لاستقبال نفايات العاصمة، ويحتاج الى ثلاثة أيام اذا لم تحصل عراقيل ما، توقعت المصادر ذاتها أن تعود النفايات الى التراكم في شوارع العاصمة ابتداء من يوم غد الخميس، «اذ لا تستوعب معامل سوكلين في الكرنتينا أكثر من نفايات يوم واحد».

وأكدت مصادر متابعة لـ «السفير» أن من يقوم بالحفر في الأرض بالمرفأ هو «مجلس الإنماء والإعمار»، بطلب من رئيس الحكومة ووزير الداخلية، مستبعدة أن يتم الإيعاز للقوى الأمنية بإبعاد موظفي وعمال مرفأ بيروت المضربين احتجاجاً.

لذلك، في حال لم يتم حل معضلة نقل النفايات إلى مرفأ بيروت، لن يبقى أمام المعنيين سوى ثلاثة مواقع، وهي: منطقة الردميات في البيال، الأرض الواقعة بين فندق الـ«ريفيرا» وملعب «النادي الرياضي» في منطقة المنارة، وأرض بمحاذاة «المركز الثقافي الإسلامي» تابعة عقارياً لحرج بيروت، وتملكها بلدية العاصمة!

وفيما تم تأجيل الإعلان عن نتائج المناقصات من الأمس الى اليوم، لا يتوقع المراقبون «أي ايجابية من كل الحراك الذي تقوم به الأطراف السياسية كافة، لا سيما تلك المتدخلة في ايجاد الحلول»، الا ان مصادر وزارة البيئة أكدت لـ «السفير»، أمس، أن نتائج المناقصات التي سيعلن عنها اليوم «ستكون ايجابية اكثر من المتوقع بالرغم من ان حظوظ نجاحها لن تتجاوز نسبة 20 في المئة».

واكدت مصادر بيئية محايدة أن المناقصات غير الشفافة وغير العادلة، والتي بنيت على محاصصات مفضوحة اثناء وضع دفتر شروطها في مجلس الوزراء، لن تبصر النور بعد الاعلان عن الفائزين بها. وأوضحت أنه سيتم رفضها من الناس المحيطين بالمواقع المختارة، بالإضافة الى رفض معظم الجمعيات البيئية والمجتمع المدني التي سبق أن عارضت قرار مجلس الوزراء الرقم واحد الشهير، الذي «قسم الجبنة» بين مستثمرين محسوبين على أطراف سياسية، بحسب تعبير احد الناشطين البيئيين. وسألت هذه المصادر: «هل كان مقصودا الوصول الى هذه الأزمة كي يتم تمرير مناقصات كيفما اتفق؟».

وأشارت مصادر حكومية متابعة إلى ان خيار اختيار موقع في عكار يتقدم «بهدوء»، لافتة إلى أن «معظم الاعتراضات كانت مشروطة بمطالب تنموية معقولة يمكن تحقيقها، لا سيما اذا ما تم الالتزام بالشروط الفنية والبيئية لتجهيز الموقع». كما تحدثت مصادر أخرى عن افكار جديدة يتم تداولها أخيراً عن إمكانية نقل النفايات الى مطامر مجهزة في الأراضي السورية!

وكانت نقابة موظفي وعمال مرفأ بيروت، قد أعلنت الإضراب الفوري والتوقف عن العمل والاعتصام اليوم وغدا الخميس. وجاءت خطوة النقابة بعد ان بدأت الجرافات العمل لتجميع نفايات العاصمة في المنطقة المحاذية للاوتوستراد القريب من المرفأ.

إلى ذلك، وبعد تحذيرات وزير الصحة أمس الأول، حذر رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاطف مجدلاني، من «كارثة صحية تهدد اللبنانيين نتيجة تراكم النفايات والانتشار الهائل للمكبات العشوائية»، مشددا على «ضرورة ان تجتمع اللجنة النيابية المعنية بالنفايات لاتخاذ قرار.
السفير

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …