برميل الدم

محمد فحصأن تجلس وتراقب لعدة دقائق الاعلام الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص سترى أن البلاد تعيش برفاهية وهدوء ، وأن الحياة تقتصر على المسابقات والمسلسلات والتسوق اضافة الى برامج الكوميديا والجمال ، وإن اردت التدقيق أكثر فأكثر في الاعلام السعودي الاخباري سيداهمك القليل من شعور الحرب وأن البلاد تشن أعنف حروبها على عدوها الأزلي ، والقصد هنا اليمن السعيد وليس كيان العدو الصهيوني الحليف القوي للمملكة.

وأن رصدت قناة العربية لساعات طوال ومعها بعض القنوات السعودية الرسمية سترى أن المملكة تضرب بعصا ملكها في قلب اليمن وتسحق الانقلابيين وتعمل على اعادة الامن والأمان والامل لهذا البلد الفقير ، وأن العاصفة سينقشع عنها قريبا النصر الحاسم , ولكن بين فترة وفترة يعكر صفو الشريط الاحمر ذاك خبر مفاده مقتل احد حراس الحدود بقذيفة هنا وصاروخ هناك، الا أن الخبر لا يذكر المزيد من التفاصيل ، وما هي الا بضع دقائق ويختفي الخبر ليحل مكانه خبر آخر عن مقتل العشرات من الحوثيين في غارات لطائرات التحالف تارة ، وهجوم للمقاومة الشعبية كما يسمونها تارة أخرى ، وكأن أمرا لم يحدث ، وكذلك باقي القنوات السعودية التي تستمر في نقلها المعتاد لبرامجها المتنوعة…

هذا ان اردت النظر الى العين الخليجية ، أما ان شاهدت بعينك الاخرى سترى الاعلام المقابل ، وان أمعنت أكثر ستنظر الى الاعلام الحربي اليمني الذي يتابع بدقة وينقل بدقة كامل التفاصيل التي تحصل دون التفريق بين خبر سقوط شهداء بلاده وبين خبر صد الهجمات وايقاع القتلى في صفوف عدوه ، فيتبع في ذلك اسس الاعلام الموضوعي في نقله للخبر ولو الى حد كبير ، فهو لا يخجل بعدد شهدائه واسمائهم ، ولا يبخل بنقل صورة الاجرام السعودي في استهدافه للحجر والبشر على مدار ستة اشهر واكثر ، كما أنه يسطر بحبره وعدساته بطولات الجيش اليمني واللجان الشعبية في التصدي لمرتزقة الرئيس العميل السعودي عبد ربه منصور هادي والقاعدة من جهة ، ولصده هجمات التحالف الخليجي وعلى رأس القائمة السعودية من جهة ثانية، حيث استطاع الجيش واللجان من تحقيق انتصارات كبيرة في هذا الصدد وخصوصا في تدميره لعربات وطائرات ودبابات الجيش السعودي ، واسترجاعه لمناطقه المحتلة من قبل السعودية وتدميره لأبراج المملكة العالية على تلك الحدود، وعملية صافر الاخيرة تشهد بمدى دقة الاعلام اليمني في نقله الحقيقة التي اعترف بها لسان الامارات ولو بأرقام خجولة ، والزبدة هنا.
العدوان السعودي على اليمن
برميل الدم السعودي …الاسهم الى ارتفاع

إن عملية صافر في مأرب اسفرت عن مقتل العشرات من ضباط وجنود مرتزقة العدوان السعودي كذلك دمرت عشرات الآليات اضافة الى طائرات الاباتشي واستطاع الجيش اليمني واللجان الشعبية من تحقيق نصر استراتيجي مبني على الصبر الاستراتيجي الذي تحدث عنه سابقا عبد الملك الحوثي، حيث تمكن الصاروخ الباليستي من نوع توشكا من تحقيق هدفه العسكري ، كما أنه حقق هدفا آخر بفضحه وبلسان عربي فصيح الانحطاط الاعلامي الخليجي ، ومدى انعدام صدقيته في نقل الحقيقة ، وسياسة التستر على عدد قتلاه واسمائهم ، والسعودية كما عودتنا ظلت الكاذب الاكبر والمتكتم عن العدد الحقيقي لقتلاها فيما البحرين والامارات ذكروا ما هو قريب للعدد الصحيح ، وهنا علينا أن نضع بعض الاسئلة لعل احدا يجيبنا عليها ولو بشكل مختصر..

عملية صافر سجلت في تحقيق الاهداف ما يزيد عن ثلاثمئة قتيل لمرتزقة العدوان ، بينهم 70 اماراتي وبحريني ، وان سجلنا لمرتزقة هادي والقاعدة 150 الى 180 قتيل ، يبقى للسعودية ما يعادل 50 قتيل على الاقل لم تفصح الا عن 10 منهم ، وكالعادة دون ذكرها لاي تفصيل أو اسماء او مناطق ، فيما عدد القتلى للجيش السعودي منذ بداية العدوان قد تخطى المئات ، هذا العدد الضخم المستتر خلف جندي هنا وآخر هناك الا ينتمي لعائلة ؟ أو عشيرة ؟

اليس لديه أولاد أو زوجة ؟ الم يشيع في قريته أو بلدته ؟ الم تشهد اسرته الدفن أو حتى الوداع الأخير ؟ اين رفاق السلاح وتوزيع أوسمة البطولة من الملك أو الأمير ، أو حتى من حاشية البلاط؟ هل كل القتلى عبارة عن جنود ولا ضباط بينهم؟

السعودية من الداخل هل لا تزال قابعة على التسوق ومسابقات الغناء والمواهب فقط ؟ هل سهم النفط لا يزال الشاغل الاهم لوسائل الاعلام فيما سهم برميل الدم السعودي في تصاعد ؟ متى سنسمع صرخة الأم المفجوعة بولدها الذي ذهب هدرا لمآرب ملك وامير وسلطان فيما أولادهم يتسكعون في شوارع أوروبا والولايات المتحدة وعلى الشواطئ الصيفية وداخل الملاهي الليلية؟

والسؤال الأهم والابرز متى سنسمع صدى الصرخة التي أضحت قاب قوسين وأدنى داخل الاسرة الحاكمة؟

وعرش الملك هل سيظل يهذي كصاحبه أو سيستيقظ في يوم ما على انهيار حكم آل سعود وسقوط ذاك التاج؟

المصدر: العهد

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …