إم وسام , امرأة جنوبية بامتياز, تقطن في حارة حريك, امرأة عاصرت كل قذيفة اسرائيلية منذ اجتياح 1982 حتى الآن , في ملامحها عذابات السنين والقهر,تلوح من جبينها علامات النصر الإلهي لتموز 2006.
هذه المرأة القدوة عملت جاهدة لتربية وحيدها _كل شبر بندر_ رغم الظروف الصعبة المحيطة بها وبجيرانها ,امرأة لم يفقدها الزمان ولا تجاعيد العمر حسّ الفكاهة والكلام العذب .
كنت أعتقد أن أم وسام والإبتسامة “طليقين” إلى أن ابتسمت منذ أيام في 14 آب حين رأت سيدها وقدوتها “حسن عبد الكريم نصرالله” حسب وصفها.
سيّدة يُفرح قلبها “نصرالله” ويُدميه “اشتراك الهادي” للكهرباء عند مدخل البنك الفرنسي, أم وسام وكسائر المقيمين في مربّع “حارة حريك,بئر العبد,الرويس يؤرقهم “الديجانتير”… بين تك الديجانتير و طار الديجانتير وصولاً لفاتورة الإشتراك الخيالية التي يفرضها أصحاب المولد,ضاع الراتب وضاع الإنتاج, أخذه صاحب المولّد,المالك وصاحب القرار في إخماد لهيب القاطنين في شهر آب اللّهاب.
هذا المالك وغيره من أباطرة المولّدات يتحكمون برقاب سكان المنطقة المقاومة العصية على اسرائيل.
منطقة أذلّت بصبرها وسلوانها أعتى جيش في الشرق الأوسط …أذلها مولد كهرباء بالتواطؤ مع الأحزاب والدولة .
إن كان إنتاج الحاجة أم وسام الحد الأدنى وفاتورة اشتراك الكهرباء ثلث هذا الحد فماذا تفعل وماذا تقول ؟
“ما تقولي ياخالتي ” نحنا منقول عنك …نقول ما لا يروق نواب منطقتنا وأصحاب القرار فيها , نقول للدولة التي نحمل هويّتها كفى ..نقول لصاحبي القرار إن صبرنا وسلواننا لا يكافأ بضريبة شهرية قدرها 225000 على كل 5 أمبير من الكهرباء. نقول لهم إن أينعت دماء أبنائنا انتصارات فقد أينعت كراسيكم ذلّا اجتماعياً وقهراً.
إن أصحاب المولدات احتلوا جيوبنا واستملكوا رواتبنا، غير أن ما نحصل عليه من الكهرباء هو أصلاً من انتاج شركة الكهرباء لا المولدات …إن كنتم تعلمون أو لا تعلمون فأسلاك الكهرباء عند مثلث بئر العبد تشهد على سرقة الخطوط , تشهد على أنفاسنا وعرقنا وجهدنا من أجل البقاء.
نقول للدولة التي باعتنا في سوق النخاسة أنّ تسعيرتنا في سوق العبيد انخفضت وأن رقابنا ما عادت تحلو لجلادينا ..بات يمتطينا كل من هب ودبّ في شوارع العز في ضاحية بيروت الجنوبية.
يا والدنا وحبيب قلوبنا ..يا سيد المقاومين وسيّد الإنتصارات , يا من أضحك “أم وسام” في عزّ قهرها..نحن أبناؤك بتنا نقتات من لحمنا الحي, يأكلنا أصحاب المولدات..يقتلنا رصاص الإبتهاج, يسوقنا القهر خارج مدينتنا …
نحن أبناء الدولة المقاومة ..إن تخلت عنا دولتنا ومقاومتنا فمن لنا …يستبيحنا الموت والفقر والجوع ومولّد الإشتراك.
حسام عطايا | ليبانون ديبايت