لا زال حزب الله يشكل التهديد الابرز لكيان العدو الاسرائيلي الذي دأب في السنوات الماضية لاجراء تحليل موضعي عن إمكانيات المقاومة في اي حرب مقبلة مع العدو وإستعداتها لذلك.
وقال مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (The Times of Israel)، ميتش غينسبرج، أنّه في الوقت الذي يقوم فيه حزب الله بالاحتفال بمرور 15 عامًا على الإسرائيلي من جنوب لبنان، يتواجد حزب الله في وضعية مختلفة تمامًا.
وأضاف، نقلاً عن مصادر أمنيّة وعسكريّة رفيعة المُستوى، أنّ انسحاب الجيش الإسرائيلي ممّا أسماه بالحزام الأمني في جنوب لبنان عام 2000 اعتُبر نصرًا عسكريّا لحزب الله، انتصار توج الـ”تنظيم الشيعيّ” باعتباره في مقدمة المقاتلين الإسلاميين.
وتابع قائلاً إنّه في هذه الأيام، على النقيض من ذلك، معارك التنظيم بالأساس هي ضدّ إخوانه المسلمين، ولا يُمكن فصل هذه الحقيقة عن الكشف مؤخرا عن استعداده العسكريّ المزعوم لشنّ حرب ضد إسرائيل، حسبما ذكر. وتابع قائلاً إنّه يوم الجمعة الماضي نشرت صحيفة (السفير) اللبنانيّة، المقربة من حزب الله تصويرًا أطرت فيه على استعداد المنظمة للمعركة في جنوب لبنان.
كما ناقش التقرير بتفاصيل ملونة المخابئ الجاهزة للقتال والأنفاق التي تم بناؤها على يد حزب الله في جنوب لبنان: فهي مخفية بالأسمنت، ومجهزة بالكهرباء والتكييف مع قاذفات صواريخ. وشدّدّ على أنّ الحديث يدور عن بنى تحتية داخل لبنان، وليس عن أنفاق تم حفرها عبر الحدود الإسرائيلية على طراز غزة. ولفت حزب الله إلى أنّه يقوم بمراقبة الحدود مع إسرائيل على مدار الساعة، وأضاف أنّ مقاتلي حزب الله على أعلى مستويات الاستعداد للحرب في كل لحظة.
ولفت المُحلل الإسرائيليّ إلى أنّ الأمر قد يكون صحيحًا، وصحيح أنّ حزب الله هو قوة مقاتلة لا يُستهان بها، قوة تسببت لإسرائيل بأضرار كبيرة خلال حرب صيف عام 2006 التي استمرت لـ34 يوما، والتي تحسنت على مدى سنوات من القتال في سورياّ.
ونقل المُحلل عن مسؤول إستخباراتي إسرائيليّ رفيع المستوى قوله إنّ حزب الله قام ببناء ترسانة كبيرة من الصواريخ والأسلحة المتطورة الأخرى في القرى الشيعية جنوب لبنان. لديه 10,000 صاروخ قصير المدى قادر على ضرب شمال إسرائيل، بضعة آلاف من الصواريخ التي يمكنها الوصول إلى تل أبيب ووسط إسرائيل ومئات الصواريخ القادرة على ضرب البلاد بأسرها، بحسب تقديرات المسؤول، الذي أضاف أنّه تمّ تحويل 200 قرية في جنوب لبنان إلى “معاقل عسكرية”. وأقّر المُحلل أنّ حزب الله هو أيضًا قوة إعلامية، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه منذ انسحاب إسرائيل وأكثر من ذلك، منذ أنْ بدأ حزب الله بإرسال مقاتلين لبنانيين للقتال على الأراضي السورية من أجل الحفاظ على نظام الرئيس السوريّ، د. بشار الأسد، ، كانت هذه حرب شاقة لحزب الله على الصعيد الإعلامي. وزعم أنّ لمعان محاربة الصهاينة اختفى، وظهر مكانه مسلمون يقتلون ويُقتلون في سوريّة، على حدّ زعمه.
وقال أيضًا إنّه يوم الجمعة الفائت وصف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الحرب في سوريّة بأنّها حرب وجودية. وأشار إلى أنّه قد تكون هناك حاجة إلى تعبئة عامة للجمهور لإبقاء القوى السنية المتطرفة، كتنظيم (داعش)، بعيدة. وبرأي المُحلل، يبدو أنّ ذلك ما زال يشكل الأولوية القصوى للمنظمة، ولكن هذا الأمر لا يُبعد محاولات حزب الله في جرّ إسرائيل إلى حرب في جنوب لبنان، مُوضحًا أنّه إذا تدهور وضع حزب الله في سوريّة إلى درجة يكون فيها قريبًا من خسارة الحرب، فقد يقوم، بدافع من اليأس، كما فعل في صيف 2006، بجر إسرائيل إلى معركة أملاً في إشعال حرب.
وتابع قائلاً إنّ هذا هو السياق الذي يجب النظر من خلاله إلى سلسلة تصريحات الجيش الإسرائيلي الأخيرة، إلى التلفزيون الإسرائيلي وصحيفة (نيويورك تايمز) وغيرهما، حول الأضرار التي قد تلحق بلبنان ومواطنيها إذا قام حزب الله بإشعال شرارة الحرب.
إذا قام حزب الله، الذي خاضت إسرائيل حربًا دامية ضده في 2006، بإشعال فتيل حرب أخرى، فإن لبنان، كما قال قائد سلاح الجو الإسرائيليّ الجنرال أمير إيشل للقناة العاشرة الإسرائيلية ، سيمر في تجربة لا يمكنها تصور أبعادها. لن أرغب بأن أكون محل أي لبنانيّ، على حدّ تعبيره. ولكن في الوقت الحالي، شدّدّ المُحلل نقلاً عن المصادر عينها، يبدو أنّ حزب الله وصل ما وراء حدود قدراته، وفي حين أنّ خنادق وأنفاق القتال تحت الأرض الخاصة به تشكل تهديدًا أمنيًا خطيرًا، فإنّ تركيزه، على الرغم من الاحتفالات في النبطية جنوب لبنان تحت شعار يتعهد بغزو الجليل، على المعركة ضدّ تنظيم (داعش) وأمثاله في سوريّة، كما نقل المُحلل عن المصادر الإسرائيليّة.