السقوط الأخلاقي
في الحجّ يحاولون إقناعي بالعدول عن تقليد السيِّد (رض)؟!!
بعض النافذين أثناء موسم الحجّ، يحاولون ثني الحجّاج عن تقليد سماحة السيّد محمد حسين فضل الله (رض)، معلّلين ذلك بأنّ تقليد السيّد بعد وفاته باطل، وتالياً فإنّ حجّ من يبقى على تقليده باطل، وعليهم العدول إلى مرجع آخر. ما قولكم في ذلك؟
وجواب..
نسجّل أمام هذا التصرّف بالغ الأسف على الانحدار الأخلاقيّ، وربما تكون معه قلّة الورع، لجهة أنَّ مقام الأخوّة بين المؤمنين، يقتضي احترام كلّ منهما خيار الآخر في مختلف أموره، ومنها موضوع التقليد.
ولئنْ كان الواحد منّا حريصاً على نصح أخيه في موضوع تقليده، فلِمَ لا يكون حريصاً عليه في موضوع زواجه من زوجته، وفي موضوع موقفه من سلوك أبنائه، وفي موضوع نوع عمله التّجاري، وفي ولائه السياسي، وفي… وفي… فيخضع كلّ أخ له لجبهة شاملة يقدّم فيها النّصائح التي تطاول كلّ حياته؟!
إذاً لماذا موضوع التقليد فقط؟ ولماذا تقليد سيِّدنا الراحل الإمام السيّد فضل الله (رضوان الله تعالى عليه)؟ ألم يحن الوقت الّذي يكفّ فيه بعض هؤلاء عن موقفهم المتشنّج وغير المبرّر من تقليد فقيه معيَّن، كائناً من كان، مادام الشّيعة يقلّدون، دون نكير عليهم، مراجع عديدين؟
ألا يحقّ لنا، نحن محبّي السيّد فضل الله، اتهام هؤلاء وأمثالهم بالسقوط الأخلاقي، بل ونزداد سوء ظنّ بهم، فنتّهمهم بقلّة الورع، حين يستخدمون الإيهام والخداع والتّرهيب لأناس بسطاء وثقوا بهم، لما رأوا من ظاهرهم من صفات حسنة، وسمعوا منهم من كلام معسول؟! لا نملك أمام ذلك إلا أن نقول: “إنّا لله وإنّا إليه راجعون”، “ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العليّ العظيم”.
وأقول لإخواني الذين يسمعون هذا الكلام من محبّي سيّدنا الإمام الراحل: أسكتوا هؤلاء، وأعرضوا عنهم، ولا تثقوا بهم، وإذا أمكنكم ألا تأتمنوهم على حجّكم وتتركوا صحبتهم فافعلوا، فهم ليسوا أهلاً للثّقة.
وأقول لهم أيضاً، إنّ التّشكيك في صحة تقليدكم لسيّدنا ليس في محلّه، مادام الفقهاء المعاصرون يقولون بجواز البقاء على تقليد المرجع المتوفَّى، وخصوصاً أنه لا بدّ لكم من تقليد مرجع حيّ في أصل البقاء، وسيكون بقاؤكم على تقليد سيدنا مجزياً مثل بقاء كثيرين حتى اليوم على تقليد الإمامين الخوئي والخميني، على الرّغم من مرور ثلاثة عقود على رحيلهما.
سماحة الشيخ محسن عطوي
عضو الهيئة الشرعية في مكتب السيد فضل الله