أسامة سعد في اجتماع اللجنة المركزية للتنظيم الشعبي الناصري: انتماؤنا للانتفاضة، وخيارنا المقاومة، ومشروعنا وطني لبناني عربي خارج المحاور الإقليمية والدولية
خلال الاجتماع الدوري للجنة المركزية للتنظيم الشعبي الناصري كان لأمين عام التنظيم النائب الدكتور أسامة سعد مداخلة شدد فيها على العناوين الآتية:
– نحن ننتمي للانتفاضة لأنها مثلنا تحمل الهوية الوطنية الرافضة للطائفية، وتطالب بحقوق الناس، وتنادي بالدولة المدنية الحديثة العادلة.
-المقاومة هي خيارنا في مواجهة العدو الإسرائيلي، وقد مارسناها عام 1982 وقبله وبعده على الرغم من ضعف الإمكانيات، ونبقى ملتزمين بهذا الخيار.
-مشروعنا وطني لبناني عربي تحرري وخارج المحاور الإقليمية والدولية.
– من سمح بوجود مراكزللمخابرات الأميركية في اليرزة وفي رياق؟
– جماعات السلطة بكل محاورها تحاول تخريب الانتفاضة، لكن شباب لبنان وشعب لبنان سيفرضون حتماً إرادتهم.
وفي ما يلي نص مداخلة النائب سعد:
” لنبحث في الأوضاع، ونحدد المهام المطلوبة منا في الزمن القادم، فالظروف صعبة وخطيرة.
في 17 تشرين 2019 تفجّر كل الغضب والنقمة المختزنين نتيجة سياسات اقتصادية واجتماعية، ونتيجة تعاظم ملفات السرقة والنهب والاستهتار بمصالح الشعب وحقوقه الاساسية.
تفجّر غضب عارم كان عصبه الأساسي الشباب، وكان فيه قدر كبير من العفوية والصدق والوطنية التي عبّر عنها المنتفضون من خلال تجاوز كل الطوائف والمناطق والفئويات، كما عبّروا عن هويتهم الوطنية الجامعة.
هذا الغضب مشروع، والانتفاضة مشروعة، وأسبابها محقة. وبالنسبة لنا هي تعبير عن هويتنا وعن تاريخ تيارنا النضالي على كل الصعد الوطنية والاقتصادية والاجتماعية. فنحن كنا ولا زلنا نؤكد على الوطنية وعلى نبذ الطائفية، ونطالب بحقوق الناس في كل المجالات؛ في الصحة والتعليم وفرص العمل والضمانات الاجتماعية والخدمات وغير ذلك. كما نطالب بالدولة الحديثة العصرية، الدولة المدنية بدلاً من دولة المزارع والمحاصصات الطائفية.
وقال سعد:
” هذه خياراتنا اضافةَ لخيارنا الاستراتيجي الوطني في مواجهة العدو الصهيوني وتهديداته وأطماعه. فقد مارسنا هذا الحق وسنمارسه الآن وفي المستقبل وفي كل وقت، سواء كنا نملك الإمكانات أو لا نملكها، وسنمارسه حتى ولو لم نملك سوى سكين المطبخ، وذلك انطلاقاً من هويتنا الوطنية والعروبية.
وأضاف: نحن نحدد موقفنا انطلاقاً من هذه الهوية الوطنية العروبية ، وليس من أي منطلق آخر. والمقاومة بالنسبة لنا ليست محاور، بل إن مقاومتنا هي قضية تحرر وطني وقومي، وهي قضية تحرّر وطن، ومشروعنا هو مشروع متكامل نهضوي وطني وعربي. فهو تحرر من الاستعمار، ومن الجهل والفقر، ومن الاستغلال، ومن عدو غاصب للأرض. هذا هو فهمنا لموضوع المقاومة، و كل القضايا نحدد موقفنا منها بناءً لهويتنا.
وأكد سعد أن التشويش يجب أن يوضع له حد، فنحن نملك هوية وطنية عربية وقومية تحررية، وكل القضايا نحدد موقفنا منها انطلاقاً من هذه الهوية الجامعة التي نؤمن بها. والمقاومة مسألة تحرر وطني مثلها مثل مشروعنا التقدمي الوحدوي النهضوي من أجل حرية شعوبنا واستقلال إرادتها ومن ـجل العدالة الاجتماعية، وكلها مترابطة ببعضها البعض. وموضوع المقاومة غير معزول عن قضايا الناس وحقوق الناس، قالمقدس هو الناس وكرامتها؛ إن بأرضها المحررة، أم بإرادتها المحررة من كل أشكال الاستغلال.
وشدد سعد على أنه لا يجب الاصطفاف في اصطفافات تطحن لبنان ووطننا العربي. فنحن لسنا في المحور الأميركي الذي نعاديه كما نعادي المنظومة التابعة له؛ من عدو إسرائيلي، ورجعية عربية، وقوى لبنانية ملتحقه به. وأيضاً لسنا في محور ثان يطمس هويتنا، فهويتنا يجب المحافظة عليها، وإلا فلنذهب إلى البيت. يتوجب فهم ذلك وممارسته وتطبيقه على الارض بالتعبير عن هويتنا الوطنية والعروبية.
كما أكد سعد ان المسألة مسألة وجود، فإما أن نستمر كتنظيم وتيار وإما أن نضمحل. ما نواجه من تحديات هو على هذا المستوى، وسننطلق من أرضنا الصلبة. من هنا نحدد مواقفنا في ما يخص الساحة، فنحن منحازون لحقوق الناس، وفي وسط الناس، ومعهم . ولن نتردد لحظة واحدة في هذا الموضوع.
وأضاف: المخاطر من كل نوع تتزايد، وأبواب الحل السياسي مقفلة، والمخاطر الأمنية تتضاعف، والانفجارالاجتماعي يبدأ، والفقر اقتحم الأبواب ودخل. عندما يبدأ الانفجار الاجتماعي تعم الفوضى لأنه عصي على الاحتواء، ونذهب باتجاه الانهيار الأمني. وإذا حصل الانهيار الامني تفلت الأمور، ويصبح “الشاطر بشطارتو”، ونرجع لمناطق نفوذ ومحميات، وإلى التفتيت وتوليد المشاريع المعادية. فما هو الضمان؟.
ثم قال سعد: بين المحاور، بين محور الممانعة والمحور الأميركي، تحصل تارة صراعات، وتارة أخرى تحصل تفاهمات. أحياناً يتخاصمون و في أحيان أخرى يتفاهمون، أما المشروع الوطني فيبقى في الحالتين مطموس !! هذه حقائق لمسناها في الواقع.
الحل السياسي، في حال حصل الآن ، سيكون بإعادة النظام ذاته المستمر منذ 30 سنة. النظام الذي سرق ونهب وأفقر الناس والبلد، النظام الذي وضع البلد على شفير الخطر الشديد، بينما الشعب اللبناني بكل فئاته الاجتماعية هو الذي يدفع الثمن دائما، كما تضيع حقوقه.
وأكد سعد أن التحديات التي تواجهنا يتداخل فيها الداخل والخارج، فكل الملفات تخضع لاعتبارات طائفية ومذهبية وتدخلات خارجية؛ مثل ملف المقاومة، والملف الفلسطيني، والعلاقات اللبنانية السورية، وترسيم الحدود، وملف الغاز والنفط، والملف المالي والاقتصادي، والملف الأمني.
وتساءل سعد: من سمح بوضع قواعد أميركية في لبنان ؟ ولماذا قبل بذلك تحالف 8 آذار؟ لماذا توجد غرفة كبيرة في اليرزة ورياق للمخابرات الاميركية ؟
وأعرب عن استهجانه لما يردده البعض :” بيطلع معهن الناس يللي بالشارع أميركان !! مش هني الأميركان!!
وشدد سعد على أن الضمانة هي في الحل الوطني، وسنبقى رافعين رايته، وهو حل لا طائفي ولا مذهبي ولا مناطقي ولا خاضع لاي اعتبارات اقليمية ودولية. وقال : ” بدكن حل وطني أهلا وسهلا… ما بدكن ما بدنا نحكي مع حدا. الشعب لم يعد يتحمل، ونحن ما بقا نقبل هويتنا تضل مطموسة”.
وأعاد سعد التذكير بدروس الماضيً:” في ال 82 وصل العدو الإسرائيلي إلى بيروت واحتلها ، لكن بإمكانيات بسيطة موجودة عند الوطنيين اللبنانيين بدأت المقاومة، وتحررت بيروت والجبل وصيدا وصور والنبطية بإرداة الناس. المقاومة هي خيار استراتيجي بالنسبة لنا مرتبط بمشروعنا التحرري الذي أسسه عبد الناصر، وسار عليه معروف سعد، ولن نتنازل عنه. دفعنا أثمان، ومستعدون لدفع المزيد، شو بدو يصير يصير، بدنا نكفي على نفس الخط”.
واضاف: “نحن نقف على أرضنا الصلبة، والمواجهة ستكون من أرضنا الصلبة، طريقنا صعب هذا صحيح، لكنه الطريق الصح”.
وختم سعد بالقول: دخلت على الانتفاضة عوامل تخريب من جماعات السلطة بكل محاورها. ناس فاتت لتخرب، وناس فاتت لتضرب، وناس أفقهم السياسي ضيق من المجموعات المشاركة. نحن مجبورين ناخد ونعطي، وناخد الأمور بالاتجاه الوطني.
هناك مجموعات “مدفوشة” صحيح ، “بيكون حمار الأميركي والسعودي والإسرائيلي، وأي دولة أخرى ما بتستثمر بهيك وضع !!!”. الذي يحصن الوطن هو الموقف الوطني، فوجودنا كوطنيين هو الذي يحمي الانتفاضة، وهو الذي يدفعها بالاتجاه الصحيح، كما يحمي خياراتها الوطنية.
صيدا في 30-11-2019
المكتب الإعلامي لأمين عام التنظيم الشعبي الناصري
النائب الدكتور أسامة سعد